تمثل منطقة السلطان أحمد في القسم الأوروبي من مدينة اسطنبول أبرز وأهم المناطق ذات الثراء التاريخي وبالتالي مثلت ولازالت أهم وأشهر المزارات السياحية ليس في اسطنبول فقط بل وفي تركيا بشكل عام فمن يزور اسطنبول لابد عليه أن يزور هذه المنطقة وإلا فإن زيارته لا معنى لها , وهذه المنطقة تحوي بين ثناياها الكثير من المعالم التاريخية الهامة والشهيرة لعل أبرزها وأقدمها على الإطلاق متحف ايا صوفيا هذا الصرح العملاق والرائع ذو المعمار المتميز والفريد والمتنوع بني في العام (532)م وافتتح في العام (537)م واستغرق بناؤه خمس سنوات وبنيت لتكون واحدة من أهم وأبرز الكنائس في ذلك الحين حيث تفنن البناؤون والمعماريون في تشييد وزخرفة هذه الكنيسة وزودوها بكل عناصر الجمال من النقوش الذهبية والزخارف والرسومات البديعة التي تذهل الزائر وتدهشه ومثلت ولا زالت تمثل آية من آيات الإبداع المعماري القادم من التاريخ العريق والذي لا يزال يتحدى في إبداعه وجماله تقنيات البناء الحديث في عصرنا الحالي , ومنذ بناء هذا المعلم وحتى العام 1453م وهو التاريخ الذي فتح فيه السلطان محمد الفاتح مدينة اسطنبول وهذا المبنى يستخدم كنيسة حتى جاء محمد الفاتح وحولها إلى مسجد ومكثت قرابة (481) عاما وهي تستخدم مسجدا للمسلمين إلى أن جاء مصطفى كمال اتاتورك بعد ضعف الدولة العثمانية وتحديدا في العام 1935م وحولها إلى متحف بعد أن تعالت الأصوات وتباينت بين من يريدون إرجاعها إلى كنيسة وآخرون يريدون بقاءها مسجدا وبدأت ملامح الخلاف تلوح في الأفق بين المسيحين والمسلمين ولهذا جاء القرار من اتاتورك بأن يكون متحفا لكل الناس مهما كانت ديانتهم وهذا القرار كانت نتائجه إيجابية جدا على الصعيد السياحي فها هي أفواج السياح من مختلف بقاع الارض مسلمين ومسيحيين يحرصون على زيارة هذا المتحف وكل يرى فيه ما يبتغيه , وما يبعث على الإشادة هو أنه عندما تم تحويلها إلى مسجد لم يتم طمس الملامح والنقوش المسيحية بل تم تغطيتها وأضافت ملامح إسلامية إليها وعند تحويلها إلى متحف تم كشف الملامح المسيحية وإبراز الملامح الإسلامية ليكون هذا المتحف مزيجا رائعا لحضارتين عريقتين إسلامية ومسيحية .
وهو ما جعل بالسياح يحرصوا على التواجد في منطقة السلطان أحمد حتى في غير الموسم السياحي وإن كانت أعدادهم في الموسم السياحي تكون اضعافا كثيرة حيث تصل الطوابير إلى أبعد مدى خاصة أمام متحف ايا صوفيا وكذلك متحف التوب كابي أو مسجد السلطان أحمد في نفس المنطقة .
كم سعدنا أثناء زيارتنا الأخيرة إلى اسطنبول بزيارة المطعم العربي الذي يقع في منطقة باشيل بنار وفي واحد من اشهر مراكز التسوق حيث تناولنا المأكولات اليمنية الشعبية التي تحضر بقوة في هذا المطعم وتحظى بإعجاب وإقبال الكثير من رواد المطعم الذين بات الكثير منهم يقصد المطعم لتناول المأكولات اليمنية بحسب ما أخبرنا به الطباخ اليمني في ذلك المطعم الأخ أحمد راشد , كذلك سعدنا بحرص الخطوط الجوية التركية على تكثيف رحلاتها الى اليمن لتكون يومية في حين ان الكثير من شركات الطيران أغلقت أو قلصت من رحلاتها إلى اليمن وأيضا حرص الخطوط التركية على تقديم تخفيضات لطالبي السياحة العلاجية في تركيا من اليمنيين.