
ترجع نشأة العلاقات اليمنية الروسية إلى عام 1927م عندما جرى إبرام اتفاقيات بين اليمن وما كان يعرف سابقا بجمهوريات الاتحاد السوفياتي.. شملت تلك الاتفاقيات عدة جوانب اقتصادية خدمت المصالح الوطنية للبلدين وبالتالي فإن العلاقات اليمنية الروسية علاقات قديمة تخللتها جوانب من التعاون الثنائي البناء بين البلدين خصوصا عقبة قيام ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين.
حيث ساهم الاتحاد السوفياتي سابقا في البناء والتنمية كان ذلك فيما عرف في السابق بالشطر الجنوبي من الوطن أو فيما عرف أيضا بالشطر الشمالي قبل استعادة الشعب اليمني لوحدته المباركة وبعد تلك الوحدة مباشرة دخلت العلاقات اليمنية – الروسية مرحلة جديدة من التعاون المشترك بين البلدين خاصة وقد أظهرت موسكو دعمها لوحدة وأمن واستقرار اليمن كما دخلت أيضا تلك العلاقات آفاقا جديدة من التعاون البناء سادها التفاهم المشترك بين حكومة موسكو والحكومات المتعاقبة في اليمن وشملت العلاقات اليمنية – الروسية الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية.
حيث تعتبر أحد أهم مصادر تسليح القوات المسلحة اليمنية كما ثبت ذلك من خلال مجموعة من الاتفاقيات العسكرية التي انعكست آثارها الإيجابية في بناء الجيش اليمني وقد كانت موسكو إلى فترة قريبة تعارض قرارات الهيكلة للمؤسسة العسكرية اليمنية كما عبر عن ذلك سفير روسيا الاتحادية بصنعاء في حوارات سابقة مع بعض الوسائل الإعلامية لرؤيتها المبكرة أن قرارات الهيكلة ستلحق أضرارا فادحة بالمؤسسة العسكرية كما ثبت ذلك فعلا.
كما شملت أيضا جوانب التعاون في العلاقات اليمنية – الروسية الابعاد الثقافية والتعليمية فهناك المئات من الطلاب اليمنيين يدرسون في روسيا فضلا عن مئات أخرى بلغت حد الآلاف سبق وأن تخرجوا من الجامعات الروسية.
وفي الظرف الراهن تشهد العلاقات اليمنية – الروسية نموا وازدهارا بين الجانبين الأمر الذي يتطلب إعطاء تلك العلاقات قوة دفع حقيقية إلى الأمام بناء على رؤية استراتيجية تأخذ في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بالنظر إلى أهمية روسيا ودورها المتنامي في منطقة الشرق الأوسط حيث ساهمت في المجال الصحي وكان لها دورها الريادي في تنمية العلاقات اليمنية – الروسية لجهة ذلك الجانب المهم بالنظر لدورها في بناء الوحدات الصحية والمساهمة في بناء عدد من المستشفيات فضلا عن وجود كادر طبي روسي يساهم مع الكوادر اليمنية في تقديم الخدمات الطبية التي شملت معظم عواصم المحافظات.
ولنجاح تلك الرؤية الاستراتيجية التي تتخذ معالمها في تقدم العلاقات بين الشعبين الصديقين وحكومتي البلدين يفترض توسيع آفاق التعاون المثمر والبناء واعطاء أولوية للزيارات المتبادلة خصوصا بين الإعلاميين من الجانبين اليمني والروسي وكذلك اعطاء أولوية أيضا للحاضر والمستقبل معا على أساس التواصل الحضاري الأساسي المركزي لبناء تلك العلاقات النموذجية بين اليمن وروسيا ..ولعل من أهم وأبرز ذلك التواصل المستمر التفكير المشروع في سبل وإمكانية إنشاء جمعية الصداقة اليمنية الروسية إذا لم تكن موجودة في الواقع العملي فإن وجودها يعطي بعدا حضاريا للعلاقات المستمرة والدائمة بين الشعوب قبل أن تكون بين الحكومات.