العنف الأسري والأطفال المتسولون


معاذ القرشي –

كنت أعتقد إلى وقت قريب أن أحداث العاهات أو الجروح في المتسولين مجرد حبكة درامية لطالما شاهدناها في الأفلام المصرية لكن حال الطفل أصيل – 6سنوات – الذي لا تزال آثار حرق في خده الأيمن وإحدى يديه توضح أن هناك قلوبا قاسية تمارس عنفا أسريا غرضه تحويل العاهة الدائمة إلى وسيلة لتعاطف المارة معه وكذلك طريقة لتأديب الطفل من أجل أن يعود بمبلغ 1000 ريال في جيبه وإلا سينال نفس العقاب وأكثر.
اقتربت من الطفل أصيل وسألته من أحدث هذا بجسدك فقال بصوت مكبوت أمي عندها أدركت أن سؤالي نكأ الجرح الأكبر الغائر في صدره.
يا الله هل وصل بنا الحال إلى درجة أن تحرق أم طفلها من أجل المال ليتها اكتفت بجرح كرامة الطفل وجراح العنف المختلفة التي يتلقاها من زملائه في مهنة التسول وما يجده من البرد القارس وهجير الشمس في أوقات الظهيرة.
لقد أصبحت الطفولة معتدى عليها في دولة للأسف تعج بمئات بل آلاف المنظمات الحقوقية التي تتشدق بحماية الطفولة ومكافحة الفقر في فنادق الخمسة النجوم لا يعنيها حال أصيل والكثير ممن يعيشون على هامش الحياة.
العدوان على الطفولة وحالات العنف الأسري الأخرى غدت مؤشرا خطيرا على أن المجتمع اليمني يشهد إنحطاطا أخلاقيا وقيميا للأسف ضحاياه ( يشيبون عند فجر حياتهم ) فهل من يتعظ.

قد يعجبك ايضا