محمد علي لقمان في كتابه “بماذا تقدم الغربيون” ¿(2-2)

ب- خطاب ما بعد الاستعمار في كتاب (بماذا تقدم الغربيون) لمحمد علي لقمان
في سنة 1898 أي قبل عام واحد من وصول التاجر الفرنسي أنتونين بس إلى عدن ولد في هذه المدينة محمد علي لقمان الذي سيصبح أحد أبرز رواد حركة التنوير في اليمن. ومنذ صباه عمل محمد علي لقمان في شركات التاجر الفرنسي أنتونين بس (Antonin Besse) وأصبح مسئولا عن تدبير أمور شئون بيوته المتعددة في عدن. وقد شجعه البس على تلقي أكبر قدر من التعليم في عدن ثم في الهند التي حصل منها على شهادة جامعية في الحقوق. وبما أن البس كان شديد الثقة بمحمد علي فقد أوكل إليه عددا من المهام الأخرى من بينها الإشراف على فرع شركته في بربرة بالصومال التي حرر فيها كتابه (بماذا تقدم الغربيون¿) سنة 1933م.
ومن المعلوم أن مدينة عدن قد شهدت منذ العشرينيات من القرن الماضي نشأة عدد من الأندية الثقافية من أبرزها (نادي الإصلاح العربي الإسلامي) في الشيخ عثمان والتواهي وكريتر(عدن). وأصبح محمد علي لقمان (المحامي) رئيس النادي الذي تأسس في كريتر سنة 1930م. وقد أخذ هذا النادي على عاتقه مهمة التصدي لمحاولات طمس الوجه العربي الإسلامي لمدينة عدن. ويؤكد محمد علي لقمان في خاتمة كتابه (بماذا تقدم الغربيون¿) إلى أن رغبته في تثقيف أعضاء ذلك النادي -عن بعد- ونصيحة من صديقه الأديب علي أحمد باكثير تقفان وراء مشروع تأليف الكتاب الذي صدر في القاهرة سنة 1934م وقام اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بإعادة طباعته في مطلع هذا العام 2005م.
في مقدمة الكتاب يؤكد محمد علي لقمان أن أوروبا قد استطاعت أن “تمتلك ناصية الشرق وتبلغ أوج الكمال في التمدن البشري لأسباب عديدة”. ولكنه ا ختار أن يحصر بحثه في تقديم جملة من السمات الأخلاقية التي في رأيه أدت إلى تقدم الغرب وكان غيابها عند الشرقيين سببا في تأخرهم. ومن أبرز تلك الصفات الأخلاقية التي يلصقها لقمان بالغربيين: حب النظام والترتيب في العمل الاهتمام بالتعليم بما في ذلك تعليم البنات الاعتماد على النفس منذ الصغر حب السفر واغتنام الفرص الاتحاد والتحلي بمشاعر الانتماء القومي احترام الفكر وحريته وكذلك احترام المبادئ والمصالح العامة.
ولا شك أن التفسير “الأخلاقي” الذي يقدمه لقمان لتقدم الغرب في كتابه (بماذا تقدم الغربيون¿) يعكس معايشته للواقع الذي حوله والذي تغيب فيه أدنى مقومات النهوض والتقدم. فمحمد علي لقمان يدعو الشرقيين إلى الاقتداء بالغربيين وإرسال أبنائهم إلى الغرب نفسه إن هم أرادوا أن ينهضوا قائلا “ومرماي أن يتحلى بهذه الأخلاق أبناء الشرق فيبنون مدنيتهم على أنقاض الثقافة الأوروبية الزائلة والحضارة الأوروبية المتهدمة”.(ص 14) ويضيف: “إن واجب الشرقيين اليوم هو أن يحذوا حذو الغربيين في الاستعداد للطوارئ ولا توجد طريقة أجدى وأحمد من تعلم الناشئة والبنات بالثقافة الإسلامية والشرقية عموما وبث العلم وتشجيعه والبذل بسخاء لعمارة المدارس والمعاهد العلمية وإرسال البعثات من نجباء الشبان إلى أوروبا للتخرج من كلياتها لإعلاء كلمة الشرق والأوطان”.(ص65)
وإذا كان من الطبيعي ألا يغفل لقمان وهو يخاطب أعضاء النادي العربي الإسلامي تقديم بعض النماذج من التاريخ العربي الإسلامي فمعظم النماذج التي يتكرر ذكرها في كتابه غربية. وكان محمد علي لقمان قد نبه في المقدمة إلى أنه يستند في كتابه على ملاحظته الشخصية للأوروبيين “من إنكليز وافرنسيس وألمان وروس وطليان وبلجيك وهولنديين ودانماركيين ونمساويين وأسبانيين وغيرهم” إذ أنه قد قضى معظم عمره بينهم. (وطبعا ليس في أقطارهم كما ذكر ذلك عبد الفتاح الحكيمي في كتابه (المعارك الأدبية في اليمن) بل في مكاتب شركات البس في عدن. (ونذكـر هنا أن الفيلسوف الروائي الفرنسي بول نيزان الذي عمل أيضا في شركات البس في عدن في نهاية العشرينيات من القرن الماضي كتب أن “عدن العربية” هي في الواقع “نسخة مركزة لأمن اوروبا”).
وتأتي في مقدمة تلك النماذج الأوروبية التي يقدمها لنا لقمان في كتابه رب عمله التاجر الفرنسي أنتونين بس (البس) ويتحدث عنه مرات عدة في الكتاب. فمرة يشيد بحبه للرياضة قائلا “عرفت في عدن التاجر العبقري الخواجة بيس المشهور وعليه من الأعمال والواجبات وأعباء تجارته الكبيرة ما ينوء بحملها عشرات الرجال ولكنه لا ينقطع يوما واحدا عن الرياضة بتسلق جبل شمسان أو بالتجديف أو السباحة أو بركوب الخيل ولهذا تراه وكأنه لم يبلغ الأربعين من عمره بينما هو اليوم في العقد السابع ومتمتعا بأبهى حلل الصحة والعافية”. (ص 49) كما يرى المؤلف في البس مثالا للاستعداد ودقة النظام والترتيب اللذين يفتقدهما التاجر اليمني. فهو يقول “هكذا عرفت الخواجة بيس العصامي الفرنسي فإن تراكم الأشغال بين يديه لا يعيق قيامه بالألعاب الرياضية وكثرة واجباته لا تمنعه عن ملاحظة مستخدميه والسؤال عنهم وفحص أشغالهم وما ذلك إلا لأن الغربي تعود أن يضع كل شيء في محله ويقوم بكل واجب في حينه فإذا ما وصل خطاب وضعه في الملف المعد له عند وصوله. أما العربي اليمني وغير اليمني مثلا فإنه يجمع خطاباته التجارية خطابا فوق خطاب السنة إثر السنة وإذا ما جاء يوم الحاجة إلى أحدها تراه مضطرا إلى تقليب أوراقه وفحصها ورقة ورقة…”.(ص 73) كما ضمن محمد علي لقمان كتابه (عدن تطلب الحكم الذاتي) الشهادة الآتية: “توجد في عدن عدة جاليات من هندوس وفرس وجوانيز وبهرة وأوروبيين وعدد كبير من الجاليات الأخرى. ولكن لم يقم أي ثري كبير منها بالتبرع لمشروع عدني وإن كانوا يتبرعون أحياناٍ بمبالغ صغيرة لمدرسة أو ملعب. والمحسن الوحيد الذي جاد ببعض ماله لعدن هو الخواجة بس”. وبالمقابل في نهاية ربيع سنة 1951 قبل رحيله الأخير من عدن استدعى البس (باتل) كبير محاسبيه وأوصاه بالاهتمام بمحمد علي لقمان الذي “عمل من أجله أكثر من أي شخص آخر”.
وبالإضافة إلى النماذج الغربية يقدم لنا محمد علي لقمان بعض النماذج الهندية. فبعكس أحمد محمد الأصنج الذي هاجم في كتابه (نصيب عدن من الحياة الفكرية الحديثة 1934) مختلف العناصر غير العربية في عدن لم يهاجم محمد علي لقمان أيا من الأقليات القاطنة في عدن. بل على العكس من ذلك فهو يستشهد ببعض النماذج الهندية من الرجال – كغاندي- والنساء مثل “الشاعرة نايدو التي لم يفسد أخلاقها العلم والأدب” (ص 25). ويرى لقمان في الدكتور الهندي عطا حسين – الذي شغل منصب ناظر المعارف في عدن بين سنة 1921وسنة 1930- نموذجا ينبغي الإقتداء به في طريقة إدارة الوقت حيث يقول عنه “عرفت عطا حسين مثالا للنظام والترتيب في جميع أعماله يعد العدة للسنة من أول يوم فيها بل قبل حلولها بأسبوعº فيضع لنفسه برنامجا يسير على جادته وقلما يضطر إلى مخالفته فيتمم عمل كل يوم في ذلك اليوم غير تارك لليوم الآخر أي عمل من الأعمال التي يجب إتمامها في اليوم السابق”. (ص 72)

وربما نجد ما يبرر سلوك لقمان هذا في ما كتبه هشام علي في كتابه (المثقفون اليمنيون والنهضة ص 119) حينما يؤكد أن دعوة بعض اليمنيين في عدن إلى التحرر من النفوذ الهندي الذي يرون فيه وسيطا للسيطرة البريطانية “تحمل وعيا زائفا لاسيما في مطلع القرن العشرين. وربما كانت السلطات البريطانية وراء مثل تلك الدعوات خاصة أن هذه المرحلة شهدت بدايات الوعي القومي في الهند ومطالبتهم بالاستقلال عن بريطانيا. وقد حمل بعض المسئولين الهنود بعض الوعي الوطني إلى الأهالي في عدن على نحو ما نرى في تقرير المسئول التعليمي في بومبي الذي زار عدن وكتب عن مناهج التعليم في المدينة وكيف أنها لا تعبر عن الثقافة القومية لسكان المدينة”. ويشير هشام علي إلى أن محمد علي لقمان قد نشر سنة 1933 كتيبا باللغة الإنجليزية باسم مستعار تحت عنوان (هل هذه قصاصة ورق¿) واستعان فيه بآراء ناظر المعارف الهندي عطا حسين. (ص 92)
نقد الغرب
هل تعكس النماذج الغربية والأفكار التي أوردها محمد علي لقمان في كتابه (بماذا تقدم الغربيون) انبهاره بالغرب¿ يرى الدكتور أحمد علي الهمداني – في مقدمة كتابه (المجاهد محمد علي لقمان المحامي: افتتاحيات ومقالات فتاة الجزيرة ص43) أن “محمد علي لقمان لم يكن يعاني الانبهار أمام الحضارة الأوروبية في أية صورة من الصور وفي أي شكل من الأشكال. لقد حاور هذه الحضارة حوارا جادا. بعيدا عن التعصب والأذى المتبادل. مبينا ما لها وما عليها. منتقدا الجوانب السلبية في صورة لا تشوبها شائبة. مظهرا العناصر الإيجابية في وضوح كبير. وهو لا يدعو مطلقا إلى الأخذ بأسباب هذه الحضارة من دونما تحفظ. إنه يتحفظ على أشياء كثيرة فيها. يرفضها ويدينها من منطلق العربي المسلم. لكنه لا يعادي هذه الحضارة ولا ينفيها إنه يحاورها ويتبنى أجمل ما فيها حتى تتحقق أحلامه في نهضة العالم العربي والعالم الإسلامي على السواء. ولابد أن يرجع القارئ إلى أعمال محمد علي لقمان ليطمئن إلى ما نقول”.
وفي الحقيقة إذا كان محمد علي لقمان قد أراد في كتابه (بماذا تقدم الغربيون) أن يبين لنا الأسباب التي ساعدت الغربيين على النهوض والتقدم وأن يدعونا إلى الأخذ بتلك الأسباب فهو لم يمنع نفسه من تضمين كتابه نقدا صريحا للغرب الاستعماري الذي يرى فيه أحد أسباب تقهقر الشرق وتخلفه. ومن اللافت أن المؤلف يبني نقده للغرب على بعض من تلك السمات الأخلاقية التي كان قد قدمها كأسباب لتقدمه. فإذا كان الشعور القومي يشكل مبدأ مهما في حياة جميع الشعوب فهو أصبح عند الغربيين مصدرا للتعصب والشوفينية والعنصرية. ويلاحظ لقمان أن “الغربي يغض الطرف عن سقطات أبناء جنسه” و”الغربيون الذين يتناصحون ويرشد بعضهم بعضا جبلوا على انتحال الأعذار لبعضهم البعض واحتقار الأجانب والعمل بالمثل السوري: أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب. وهم في خارج أوطانهم أشد تمسكا برابطتهم الغربية فلم نسمع قط أن أحد الأفرنسيس والطليان أو الإنكليز والألمان تخاصموا وتنابذوا بالألقاب لا في الحبشة ولا في الصين كما فعل العلويون والإرشاديون في جاوا مثلا” (ص 110-111). وعملا بمبدأ منرو “حافظ الغربيون على منع غيرهم من دخول المستعمرات فكان لهم ما اشتهوه وأصبحت كندا واستراليا وزيلندة الجديدة وأفريقيا الجنوبية محرمة على غير الجنس الأبيض. فالغربي أخو الغربي لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره. والغربيون محافظون على هذه التعاليم أما نحن فقد نسيناها بل أننا خالفناه” (ص124).
والأمر كذلك بالنسبة لمبدأ الاعتماد على النفس. فكثير من “الناس يقاسون في الغرب من جراء اعتماد كل فرد على نفسه حتى أصبح الرأسماليون لا يبالون بما يصيب الفقراء والبؤساء من شظف العيش وويلات الحياة”. (ص35) وقد تحول هذا المبدأ الأخلاقي إلى جشع. والجشع هو الذي دفع بالغربيين إلى استعمار الشرق وتقهقره بعد أن كان متحضرا وصانعا للمعجزات.(ص38) وإذا كان “الشرق قد أضاع تلك المزايا الفاخرة فالاستعمار مسئول عن هذا التقهقر أمام الأجيال المقبلة لأن الجشع الاستعماري أباد العباقرة في الشرق حتى أصبحنا لا نعرف كيف نعمر ديارنا بعد أن كنا نعمر مثل تاج محل والأهرام وقطب منار”. ويرى لقمان أن “أوروبا لم تقم إلا بالعلم والأخلاق. وقد يقول قائل إن لأوروبا الفضل في الرقي المشهود في مصر وسوريا والعراق وتونس والجزائر والهند وإيران ولكن الحق الذي لا يأتيه الباطل هو أن اليابان بلغت إلى ما بلغت إليه لآن أوروبا لم تستعمرها ولم تدخلها فتجعل أعزة أهلها أذلة. ولولا أوروبا لكانت الحضارة في الشرق غير ما هي عليه اليوم ولكان الناس أسعد حالا وأروح بالا لأن المدنية الأوروبية أحدثت رقيا ماديا صرفا وهو خلاصة تفكير شعب واحد ولو كانت الشعوب الشرقية طليقة حرة لبلغت المدنية البشرية مستوى رفيعا ولتقدمت الإنسانية كثيرا ولما نكبت بالويلات والأرزاء التي تئن من آلامها الساعة لجشع أوروبا الهائل التي تبيح لنفسها كل وسيلة لبلوغ غايتها وإشباع نهمها”.(ص 138) ويضيف “والسياسة هي أشد الأسلحة فتكا بحرية الفكر لأنها تقضي بالاستبداد التام والمستعمرات الأوروبية هي أنطق الشواهد على نتائج الضغط الذي ترك الشعوب الشرقية من عرب وصومال وهنود وصينيين وجاويين في أحط درجات الجهل وفساد الأخلاق لأن الاستعمار سلط الصعاليك والأسافل على الأشراف الأماثل وخذل الشرف والمجد وبدد التاريخ المجيد حيث حل وسكن”.(ص128)
ويبدو لنا أن استخدام محمد علي لقمان لكلمة “سياسة” للدلالة على “الاستعمار” في الفقرة السابقة يعكس تأثير الوجود الاستعماري في عدن في الخطاب الذي استخدمه في أول كتبه (بماذا تقدم الغربيون¿). كما يتجلى هذا التأثير في استخدامه لكلمة “العرب أو العرب اليمنيين” للدلالة على اليمنيين في عدن. ومن اللافت للانتباه أيضا أن محمد علي لقمان يردد في كتابه – دون قصد وبتأثير خطاب المستعمرين والمستشرقين- بعض آراء الكتاب الغربيين بشأن انتشار الإسلام وذلك حين يكتب في صفحة 21 “وإذا رجعنا إلى التاريخ وجدنا أن الصين والهند في العصور الغابرة لم تستعمر البلدان كما فعل العرب والفرس الذين كانوا في زمن ما من كبار دول الاستعمار وقد كان الحجازيون حملة ألوية الدولة العربية للحاجة الداعية إلى المستعمرات من جهة ولنشر الثقافة الإسلامية من جهة أخرى لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعث من بينهم”.
ويمكننا أن نلمس صدى آخر للخطاب الاستعماري الغربي في طريقة تقديم محمد علي لقمان لمبدأ الرحمة والتكافل الاجتماعي المتبع في كثير من بلدان الشرق. حيث يكتب في (بماذا تقدم الغربيون¿) أن “الشرقي جبل على الرحمة والميل إلى مساعدة البائسين حتى صار جل الشرقيين فقراء لهذا السبب. وهو خلق كريم لكنه يساعد كثيرا جدا على البطالة وقد أدى بالعدد العظيم من الخلائق إلى طرق الاستجداء وتكفف أيدي الناس”. (ص 35-36)
من خلال هذه القراءة السريعة في (بماذا تقدم الغربيون¿) الذي يدعو فيه مؤلفه الشباب العرب إلى الأخذ ببعض عادات الغربيين إن هم أرادوا النهوض والتقدم تتسرب بعض مكونات خطاب المستعمـر الغربي في ثنايا خطاب المستعمِـر محمد علي لقمان. ومن جهة أخرى نرى أن النقد الشديد الذي يوجهه المؤلف للاستعمار الغربي ينسجم تماما مع ما يمكن أن ننتظره من رئيس (نادي الإصلاح العربي الإسلامي) محمد علي لقمان الذي يؤكد- كما سبق إن ذكرنا- أنه قد وضع الكتاب استجابة لنصيحة صديقه الأديب الإسلامي علي أحمد باكثير وبهدف تثقيف أعضاء هذا النادي الذي أخذ على عاتقه مهمة التصدي لمحاولات المستعمـر البريطاني الرامية إلى طمس الوجه العربي الإسلامي لمدينة عدن.

قد يعجبك ايضا