القنابل الموقوتة

 - أفضل وأيسر تعريف لغوي للأمن هو أنه " عكس الخوف " , وجهاز الشرطة هو المنوط به حفظ الأمن للمجتمع , وعليه أن يسعى لتحقيق كامل الأمن المنشود بمنع حدوث
أفضل وأيسر تعريف لغوي للأمن هو أنه ” عكس الخوف ” , وجهاز الشرطة هو المنوط به حفظ الأمن للمجتمع , وعليه أن يسعى لتحقيق كامل الأمن المنشود بمنع حدوث الجريمة والوقاية منها , وليس معنى ذلك أن متابعة المجرم والقبض عليه وجمع الأدلة التي تدينه ثم تقديمه للقضاء لينال جزائه الزاجر له والرادع لغيره ليس من الأعمال الهامة التي هي على عاتق الشرطة , لكن الجريمة متى وقعت , فإن دما قد أسيح وحياة ربما تكون قد فقدت وصدور لأهل المجني عليه قد أوغرت , فيكون تركيز الشرطة على منع الشرطة لوقوع الجريمة أسمى الأعمال الأمنية التي يمكن أن تقدمه للمجتمع.
في الآونة الأخيرة انتشرت في العاصمة صنعاء ومدن أخرى كثيرة وبشكل مريب محطات بيع الغاز المنزلي وهو غاز تبيعه هذه المحطات أيضا لكثير من وسائل النقل التي باتت تعتمد عليه !!!
هذه المحطات تفتقد لأدنى شروط السلامة من نواح كثيرة منها أنها وضعت في أماكن آهلة بل ومزدحمة بالسكان, ولو حدث أن انفجر خزان أحدها لا سمح الله فإن كارثة كبيرة ستحل بالمتواجدين من مالكي المركبات ومن عليها من الركاب والعاملين في المحلات المجاورة وسكان المنازل في ذلك الشارع أو ذلك الحي مع العلم أن أعدادها كثيرة جدا.
لا أدري هل سمح بإنشائها بموجب تصريح من جهة ما , ولو كان ذلك فإن هذه الجهة تتحمل المسؤولية الكاملة في عدم التنسيق مع جهة الاختصاص الأمني (التي يفترض هنا أن تكون الدفاع المدني التابع لوزارة الداخلية) وإن كان مصرحا بإنشائها فإن سكوت الجهة الأمنية أمر يثير كثيرا من الأسئلة !!!
وأتساءل أيضا: هل يجب أن تتحمل أجهزة الأمن وحدها كل الأعباء دون عون من أجهزة الدولة الأخرى ودون عون من المجتمع¿ أو لنقل من فئة المثقفين في المجتمع على الأقل وهم عدد لا يستهان به ويمكنهم القيام بالكثير من أجل المجتمع الذي نعيش فيه جميعنا , فلم أجد امتعاضا يمكن ان يساهم في تصحيح هذا الخلل الأمني الكارثي فيمنع وقوع ضحايا أو يحد منه على الأقل فنحد من أعدادهم.
لا يساورني شك في أن مصلحة الدفاع المدني تقوم بالكثير من الأعمال المحمودة في الآونة الأخيرة رغم الصعوبات التي أمامها وأنا شخصيا لمست الكثير من التقدم في عملها مؤخرا وإذا كان هذا الأمر من نتائج الفوضى الإدارية التي نعيشها هذه الأيام فإنه أمر يجب أن نقف ضده جميعا وعلى المجتمع أن يكون داعما للشرطة في ذلك.
همسة أمنية :
لا تزال حوادث السير هي القاتل المجهول الذي يحصد كثيرا من الضحايا, التزامكم بقواعد المرور الآمن يجنبكم ويجنب الغير الكثير من الأسى .
دام اليمن ودمت بإذن الله سالمين .
قائد شرطة الدوريات الراجلة – سابقا .

قد يعجبك ايضا