عيدروس عبدالرحمن
هو الشهد الدوعني وحنا حضرموت وفل الحوطة ومشاتل أبين ومنارة عدن ..وهو كل ما في نفسك أن تقول عنه ..باعتباره خلاصة الخلاصة التي ولدت وترعرعت في زمن أسود ..كان ضياؤها الوحيد ..ونورها الذي شق الأفق الوطني وتسرسبت (تسربت) أنواره وألوانه في المحيط والجدار العربي..هو القادم إلينا قبل خمسين عاما من اليباس الساكن في أضلعنا .وهو من سبق زمنه بنصف قرن لأنه صنع في أبين ..وهو المحطة الفضائية التي كانت ضمن أدوات التعريف والتعرف بالوطن ..حمل في جسده النحيل والضئيل والمملوء بالهموم والشجون والألم الصامت عليه بفخر يحسد عليه ..حمل في ذلك الجسد آمال وطموح أمة واعادة صياغة الإعلام الرياضي الوطني والعربي بما هو جدير به يمنيا ..ورفض نهائيا وضع وطنه وبلده على سبنسة القطار ..وحمل سيفه عفوا قلمه وخاض حروبا للتعريف بالقلم اليمني ..نعم هناك من سبقه وألف نعم ..إلا أنه سبقهم بانبهار الآخرين به وبتلك الألوان الزاهية التي يسرقها من رائحة الأرض التي تشرب كثيرا حد الارتواء منها ..ولم يزل حتى آخر العمر ذلك الأبيني المفاخر ببساطته البدوية وسلالته الأبينية وجذوره الفلاحية .. بل سبقنا جميعا حتى وإن كنا أقدم منه ..بإبداع دفين وقر في قلبه .. وبأحرف من نور لا نعلم من أين يصطادها وعناوين يفرض على المنافس والمناكف والمشاكس القول : {ياليتني كنت ترابا}.
والعولقي محمد لا أدري كيف عولقيا ومن أبين مزج الوطن بأكمله والألوان كلها في حضرته .. فيه الكثير من {لا كرامة لنبي في أرضه} وفيه القليل جدا حد التلاشي من اعترافه بقدره ومكانته ..ويسبقك بالقول :لا تعطني أكثر من حجمي ومما أستحق ..أهملناه وتعمدنا وضع العراقيل والحوائط الاسمنتية في طريقة وأقمنا عليه مشانق العجز والتعجيز والتحبيط والتحنيط ولسان حاله يقول :اللهم اغفر لهم فإنهم لا يعلمون..
فهل تكون جائزة الأفضلية والريادة والقيادة الإعلامية الرياضية في خليجي 22 وفوزه بها هي من اعترفت به ..ونحن نتسابق لنسيانه .. لا وألف لا .. العولقي محمد .. ومنذ أن وطأت قدماه عدن المدينة وحاضرة أبين وهو يغني رائعة يحيى عمر اليافعي (..إذا دخلت المدينة قل بسم الله) وهو يعرف نفسه ..والأهم من ذلك يدرك طموحه والسقف الذي يناديه قائلا له مكانك هنا يا محمد … أما هو فيعرف نفسه أكثر وأكبر وأوسع من أي نيشان أو شهادة أو صك اعتراف ..محمد ما زال يزداد فيه الانتماء للوطن ككل ..ولأبين ولقريته النائية تحت سفح جبل ..والعبقرية الحقة أن يكون هو ذاته ذلك الجبل الذي احتمى بها فترة ويحميها طول عمره..
الجائزة لي ..ولك ..ولكل من رفع القبعة احتفاء واحتفالا واعترافا بالرئيس الجديد والنور المنبعث من أبين العز والكرامة والكبرياء.