في البداية لابد لنا أن نعرض الوسائل التي بها نحافظ على بقاء المال واستمراره في ضوء النهج القويم:
1- ضبط الإسلام التصرف في المال بحدود المصلحة العامة ومن ثم حرم اكتساب المال بالوسائل غير المشروعة والتي تضر بالآخرين ومنها الربا لما له من آثار تخل بالتوازن الاجتماعي قال تعالى: “وأحل الله البيع وحرم الرöبا” البقرة (275) وقال: “ولا تأكلوا أموالكم بينكم بöالباطöلö”.
2- حرم الإسلام الاعتداء على مال الغير بالسرقة أو السطو أو التحايل وشرع العقوبة على ذلك قال تعالى: “والسارöق والسارöقة فاقطعوا أيدöيهما” المائدة 38 واجب الضمان على من أتلف مال غيره فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه.
3- منع الإسلام إنفاق المال في الوجوه غير المشروعة وحث على إنفاقه في سبل الخير وذلك مبني على قاعدة من أهم قواعد النظام الاقتصادي الإسلامي وهي أن المال مال الله وأن الفرد مستخلف فيه ووكيل قال تعالى ” وأنفöقوا مöما جعلكم مستخلفöين فöيهö” الحديد 47.
وقال أيضا “وآتوهم مöن مالö اللهö الذöي آتاكم” النور.
ومن ثم كان على صاحب المال أن يتصرف في ماله في حدود ما رسمه له الشرع فلا يجوز أن يفتن بالمال فيطغى بسببه لأن ذلك عامل فساد ودمار قال تعالى (وإöذا أردنا أن نهلöك قرية أمرنا مترفöيها ففسقوا فöيها فحق عليها القول فدمرناها تدمöيرا) الإسراء 16 ولا يجوز له أن يبذر في غير طائل قال تعالى (ولا تبذöر تبذöيرا إöن المبذöرöين كانوا إöخوان الشياطöينö وكان الشيطان لöربöهö كفورا) الإسراء 26.
4- سن الإسلام تشريعات كفيلة بحفظ أموال القصر والذين لا يحسنون التصرف في أموالهم من يتامى وصغار حتى يبلغوا سن الرشد ومن هنا شرع تنصيب الوصي عليه قال تعال (وابتلوا اليتامى حتى إöذا بلغوا النöكاح فإöن آنستم مöنهم رشدا فادفعوا إöليهöم أموالهم) النساء6.
– ومن ذلك الحجر على البالغ إذا كان سيئ التصرف في ماله قال تعالى (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التöي جعل الله لكم قöياما وارزقوهم فöيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا) النساء5.
5- تنظيم التعامل المالي على أساس من الرضا والعدل ومن ثم قرر الإسلام أن العقود التي تمضي على المتعاقدين إذا كانت عن تراض وعدل ولذلك حرم القمار.
قال تعالى (يا أيها الذöين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بöالباطöلö إöلا أن تكون تöجارة عن تراض مöنكم) النساء 29.
6 – الدعوة إلى تنمية المال
الدعوة إلى تنمية المال واستثماره حتى يؤدي وظيفته الاجتماعية وبناء على ذلك حرم الإسلام حبس الأموال عن التداول وحارب ظاهرة الكنز قال تعالى (والذöين يكنöزون الذهب والفöضة ولا ينفöقونها فöي سبöيلö اللهö فبشöرهم بöعذاب ألöيم) وبهذه التشريعات كلها حفظ الإسلام المال وصانه من الفساد حتى يؤدي دوره كقيمة لا غنى عنها في حفظ نظام الحياة الإنسانية وتحقيق أهدافها الحضارية والإنسانية شأنه في ذلك شأن كل المصالح السابقة التي تمثل أساس الوجود الإنساني وقوام الحياة الإنسانية ومركز الحضارة البشرية والتي دون مراعتها وحفظ نظامها يخرب العالم وتستحيل الحياة الإنسانية ويقف عطاؤها وحفظ نظامها يستوجب مراعاة وحفظ المال لأن المال أيضا من نعم الله علينا التي يجب مراعتها.
وكما قال الشاعر:
إذا كنت في نعمة فارعها
فإن المعاصي تزيل النعم
* عضو البعثة الأزهرية في اليمن