مناسبة غائبة عن خارطة اليمن السياحية


فنادق خاوية ووكالات سياحية أبوابها موصدة
* قبل أيام قلائل مرت علينا مناسبة سياحية هامة وهي عيد رأس السنة الميلادية الجديدة وتمثل هذه المناسبة أهمية كبيرة للوكالات والقيادة السياحية ويسعون إلى استغلالها وإحيائها مستغلين الحراك السياحي الذي يحدث في مثل هذا اليوم والذي كان لبلادنا نصيب منه حيث يصل سنوياٍ ملايين السياح من الدول المصدرة للسياح إلى بلدان سياحية لقضاء عيد رأس السنة فيها فكيف كانت الوكالات والفنادق السياحية في بلادنا تحيى هذا اليوم وكيف أصبح الآن وهل الأجواء والطقوس التي كانت تقيمها كما هي أو أنها لم تعد تهتم فما هي الأسباب وكيف انعكست الأوضاع السياحية التي تعيشها البلاد على المظاهر الاحتفائية السياحية في تلك الوكالات والفنادق¿ هذا ما سيوضحه لنا عدد من أصحاب ومدراء عدد من الفنادق والوكالات السياحية.

بداية يقول الأخ علي البعداني -صاحب فندق العربية السعيدة بصنعاء القديمة- إن يوم رأس السنة الميلادية يمثل حدثا استثنائياٍ لكل السياح حول العالم بل يمثل حدثاٍ سياحياٍ كبيراٍ يزداد فيه الحراك السياحي على مستوى العالم وكان لبلادنا نصيب من هذا الحراك وإن كان قليلاٍ إلا أن النصيب كان قائماٍ إلى ما قبل أربعة أعوام قبل أن ينقطع وبشكل كبير وخرجت اليمن بفعل الأحداث من أن يكون لها نصيب من هذا الحراك السياحي.
وأضاف: نحن في الفندق كنا نعد ومنذ وقت مبكر لاستقبال مثل هذا اليوم ومشاركة السياح أفراح هذا العيد حيث نقوم بإعداد الوجبات يمنية وغير يمنية وكذا تزيين الفندق والحديقة والأشجار بالإضاءات الملونة ونقيم حفلا فنيا من الموروث الشعبي اليمني يقوم بإحيائه أحد الفنانين اليمنيين وتجد السياح يأتون وبكثرة لقضاء هذا اليوم بالفندق سواء كانوا نزلاء في الفندق أو في أماكن أخرى حتى الأجانب المقيمين بصنعاء كان الكثير منهم يحرصون على قضاء هذا اليوم في الفنادق المختلفة التي كانت تقيم المهرجانات الاحتفائية بهذه المناسبة ومنها فندقنا إلا أنه وللأسف الشديد لم نعد نهتم بهذا اليوم لأن الحركة السياحية انقطعت تدريجياٍ ومنذ العام 2011م وبلغت أشدها مع النصف الثاني من العام 2013م وهذا سبب لنا كفندق الكثير من الخسائر التي أدت إلى تسريحنا للكثير من العمال أكثر من ثلثي العمال تم تسريحهم حتى أن إيجارات المباني الخاصة بالفندق تتراكم منذ شهور طويلة وها هو عيد رأس السنة هذا العام يأتي ولا يوجد نزيل واحد في الفندق فلمن نقيم الاحتفال وبمن نحتفل وهذا لم يكن يحدث قبل العام 2011م.

العام الماضي أفضل
والتقينا الأخ/ محمود سالم الشيباني -المدير العام للشركة العالمية للسياحة- والذي أكد أن العام الماضي كان أفضل من العام الحالي في عيد رأس السنة الجديدة وذلك من خلال عدد الحجوزات أو الإقبال السياحي خلال إجازة رأس السنة إلى اليمن حيث سجلت شركتهم حوالي ست مجموعات قدمت عبرها إلى اليمن كل مجموعة من 15-10 شخصاٍ فضلاٍ عن استمرار القدوم حتى بعد انتهاء وإجازة عيد رأس السنة وعلى مدى شهر يناير بصورة كاملة بينما هذا العام لم تسجل الشركة أية مجموعات أو حتى أفرادا للقدوم إلى اليمن في هذه المناسبة السياحية الهامة.
وقال الشيباني: كنا نقف أمام هذه المناسبة بإقامة فعاليات احتفائية وأمسيات فلكلورية شعبية يمنية في العديد من الفنادق التي كانت توجد فيها مجموعات سياحية وكل منطقة نحيي فيها هذه المناسبة بما يتناسب وفلكلورها الشعبي المميز في سقطرى الموروث الشعبي السقطري وفنان من سقطرى وفي صنعاء موروث شعبي صنعاني وعدن وغيرها من المناطق كانت هذه الليلة يتم إحياؤها كجزء من الترويج السياحي لليمن ومشاركة السياح الاحتفال بهذا اليوم الذي يمثل لهم أهمية خاصة ولكن ومنذ العام 2002م لم تعد الشركة تحرص على الاحتفال في هذا اليوم نظراٍ لأن المجموعات السياحية انخفضت وبشكل ملحوظ عما كانت عليه قبل هذا التاريخ إلا أن السنوات التي جاءت بعد عام 2002م كانت أفضل بكثير من سنوات الأزمة والتي بدأت في العام 2011م.

تجهيزات واستعدادات
وبدوره تحدث الأخ محمد سلطان -نائب رئيس الاتحاد اليمني للفنادق المدير التنفيذي لفندق تاج سبأ- حول مناسبة رأس السنة الميلادية وما كانت تمثله هذا المناسبة سياحياٍ باعتبارها مناسبة مرتبطة بالسياح وأيضا الأجانب المقيمين باليمن حيث أوضح سلطان أن الفندق كانت تصل نسبة الأشغال فيه قبل عام 2011م إلى حوالي 60% وفي عيد رأس السنة الميلادية تصل إلى 80% كأقل تقدير أما الآن فلم تعد النسبة تصل إلى 10%.
ويضيف: كان الفندق يقوم بالاستعداد والتجهيز لهذا اليوم والحجوزات تصل إليه تباعاٍ سواء من الشركات السياحية أو السفارات والمنظمات الأجنبية العاملة بصنعاء والتي يرغب موظفوها الأجانب بأحياء رأس السنة بمظاهر احتفالية وفنية الأمر الذي كان يعود بالفائدة المادية على الفندق والشركات السياحية فيتم تزيين الفندق بالمصابيح وغيرها من الجماليات وإعداد أصناف من الأطعمة الشعبية والأجنبية والتعاقد مع فنانين أجانب ويمنيين لإحياء هذه الليلة.
وحول ما إذا كانت هذه المظاهر الاحتفائية لا زالت قائمة أكد سلطان أنها انقطعت منذ عام 2011م وكان الفندق يفكر في إقامتها العام الماضي لكن الحادث الأليم الذي وقع في العرضي جعل إدارة الفندق تصرف النظر مع أن الحجوزات لم تكن موجودة أو لم تصل حجوزات إلى الفندق من قبل أجانب أو سياح للاحتفال مع الفندق في هذه الليلة ولكن أراد الفندق أن يساهم ولم يتم له ذلك بسبب الحادث الإرهابي الأليم وإذا ما استمرت الأوضاع السياحة بهذا الشكل فالفندق قد يعمل على تسريح عدد من العمال حيث يصل عدد العمال في الفندق إلى “250” عاملاٍ الكثير منهم مهددون بالتسريح إذا ما استمرت الأوضاع بهذا الشكل..

موسم سياحي
الأخ/نبيل النزيلي -مدير وصاحب وكالة سياحية- أوضح أن رأس السنة كان يمثل موسماٍ سياحياٍ هاماٍ تعمل الوكالات والفنادق السياحية على استغلاله والاستفادة منه من خلال القيام بوسائل وأساليب ترويجية تعمل على جذب السياح إلى اليمن لقضاء إجازات رأس السنة فيها وهو ما يعود بالنفع والفائدة عليها وعلى اليمن ككل.
ولكن عبر عن أسفه على الحالة التي وصلت إليها السياحة اليمنية والتي لم تعد قادرة على الاستفادة من المواسم السياحية وعلى رأسها ليلة السنة الميلادية الجديدة حيث يزيد الطلب السياحي ويكثر الإنفاق وهذا كله يتجه نحو الدول التي لديها القدرة والمناخات الملائمة للنشاط السياحي وبلادنا ومنذ سنوات عدة بعيدة كل البعد عن المناسبة في هذا الجانب.
وقال: كنا وحتى العام 2010م نحظى بالقليل من السياح الذين يخرجون لقضاء إجازات رأس السنة خارج بلدانهم ودولهم ونقوم بإعداد برامج سياحية تتضمن فعاليات خاصة تتناسب وهذا اليوم منها السهرات الفنية التي كنا نحرص أن نكون وفق العادات والتقاليد اليمنية بل وأن يكون للموروث الشعبي اليمني حضوراٍ مميزاٍ فيها وكان القبول والإعجاب من كل السياح.

سهرات فلكلورية يمنية
من جانبها تقول الأخت عبلة عبده حمود -المدير التنفيذي لفندق برج السلام القديمة- أن عيد رأس السنة لهذا العام جاء والفندق خال تماماٍ من السياح باستثناء سائح ياباني واحد فهل من المعقول إقامة المظاهر الاحتفائية لهذا السائح فقط وبالتالي تم إغلاق المطعم والاستراحة في الثامنة مساء.
وأوضحت أن الفندق كان يقيم حفلات وسهرات فنية يحييها فنانون يمنيون في هذا اليوم الليلة الأولى للسنة الميلادية الجديدة تقدم فيها أصناف المأكولات والحلوى ويحتفلون جميعاٍ على أوتار العود اليمني الأصيل والنكهة المميزة للفن المعماري الصنعاني في واحدة من أعرق مدن العالم تاريخاٍ وحضارة وتستمر المظاهر الاحتفائية الفرائحية حتى ساعات الصباح الأولى.
وأكدت أن هذه المظاهر لم تعد قائمة لعدم وجود السياح حتى الأجانب المقيمين بصنعاء غادر الكثير منهم اليمن ومن بقي يحرص على إحياء هذه الليلة في منزله.
وأضافت: حاولنا العام الماضي أن نقيم حفلة ولو بسيطة بهذا اليوم وقمنا بإعداد بعض المأكولات والحلوى ولكن للأسف الشديد لم يحضر أحد.

قد يعجبك ايضا