من أجل الثقافة والتراث

عبدالوهاب محمد شمهان –
وزيرة الثقافة الأستاذة أروى عبده عثمان الباحثة والمهتمة بالتراث والثقافة توضع اليوم امام اختبار صعب يكمن في القدرة على تشغيل وزارة أكلها الصدى وأصبحت مهترئة وآيلة للاندثار ولم يبق فيها الا الاسم وأسماء الهيئات التابعة لها وهي المكتظة بالشباب وخبراء الثقافة أم أن إعادة تشغيلها صار مستحيلا في ظل شيوع عدم الثقة التي زرعت داخل هذه الوزارة العريقة ولم يعد هناك من حيلة لاستعادة الثقة.
الوزيرة المشاركة في عدد من الندوات وورش العمل والفعاليات تدرك تماما وتلمس أوضاع موظفي الوزارة وما لحق بهم من غبن تراكم وتوارث وهي بذلك تدرك جوانب القصور وجوانب التحدي على الأقل من خلال سنوات تعاملها ومشاركتها بالشأن الثقافي وهي قادرة وأجزم على ذلك في وضع النقاط فوق الحروف والعمل بما يمليه عليها الضمير الحي وسنوات المتابعة والنشاط الحر وعليها أن تضع الخشية جانبا وتتحمل المسؤولية الصعبة دون الاكتراث لردود الفعل التي ستواجهها.
الوزارة بحاجة إلى إعادة بناء بكل ما تعنيه الكلمة من معنى لعودة المسرح والفرق الفنية المتنوعة وعودة احياء التراث حماية الآثار ووسائلها وفتح المتاحف وتشغيل الكفاءات والخبرات التي تنتظر. منذ سنوات يدا ترفعها وتدفع بجهدها نحو عظمة الأداء إن الوزارة بحاجة إلى إعادة البناء بموضوعية ودقة تتوافق مع النشاط ولا حاجة للتوسع الصحراوي والضياع في بحر رمال الربع الخالي المتحركة التي تغرق ولا تنقذ وتعيق ولا تبني وزارة لديها كوادر شابة وخبرات بحاجة إلى فرز وتصنيف من حيث الكفاءة والقدرة ليأتي بعد ذالك تحديد العناصر التي بحاجة إلى التأهيل والتدريب للاستفادة منهم وتشغيلهم فيما يرفع بمستوى الأداء بوضع كل عنصر في موقعه المناسب فلا تهتم بالأسماء لذاتها ووجاهتها وتأثيرها لتكون أكثر فعالية في نهجها لإعمار وزارة يتطلع إليها وطن فعليها النظر إلى من يتفانى في الخدمة وأداء الواجب المفروض على كل وظيفة وهم كثر وأن لا تسمع للحكايات والروايات التي عفا عليها الزمن ودمرت كوادر وأقصت أخرى فهي بحاجة إلى ادراك من يتجاوب مع رؤيتها ويساعدها على مجابهة هذا التحدي الذي يحتاج إلى الترشيد وتوظيف الموازنة والصندوق فيما يحقق غاية ويخدم الثقافة ويحافظ على التوازن في المعاملة بين الموظفين.
عليها تحويل مكتبة المخطوطات إلى هيئة مستقلة بذاتها والمطالبة بعناية خاصة لهتي الآثار المتاحف والمدن التاريخية فهما بحاجة إلى تحديد الأولويات ببصير نافذة لتستطيع تجنب العمل في متاهة إن أدركت.
أولها يغيب عنها خط سيرها إلى النهاية وإن حددت معالمها وأهدافها لن تدرك من أين تبدأ فهي متاهة توارثوا صنعها وعليها أن تخط مسارا جديدا فيه يمكنها التحدي معتمدة على توظيف الخبرات وتجنيد الكفاءات لرفع مستوى الأداء الثقافي فالحاجة إلى استراتيجية قصيرة المدى وخطة عمل تبدأ بالأهم وأولها ترتيب الأوضاع والانطلاق من الوضع الراهن ومواجهة الحكومة به وبالوقع وحقائقه ومعالمه هذا جزء من الأمانة الملقى على عاتقها أمانة أمام الله من أجل وطن وثقافة.

قد يعجبك ايضا