الثورة/ مصطفى المنتصر
ودشن أمين العاصمة حمود عباد، الأربعاء الماضي، المبادرة النوعية «معاً لبيئة نظيفة»، في تحرك رسمي وشعبي واسع يهدف إلى إحداث نقلة شاملة في المظهر الحضري للعاصمة صنعاء. المبادرة، التي انطلقت بتضافر جهود رسمية ومجتمعية غير مسبوقة، تتركز مهامها حول تنظيف الأرصفة بشكل جذري ورفع جميع المظاهر المشوهة والعشوائية التي طالت شوارع وأحياء المديريات.
سلوك أسبوعي مستدام
وصنفت المبادرة «معاً لبيئة نظيفة» على أنها حملة مجتمعية وبيئية شاملة ذات هدف استراتيجي مزدوج. ففي الوقت الذي تقوم فيه الفرق الميدانية بتنفيذ أعمال النظافة العاجلة ورفع التعديات، تعمل المبادرة بالتوازي على بناء الوعي وتغيير السلوك المجتمعي.
وبين أمين العاصمة خلال التدشين، أن الهدف يتجاوز مجرد تنظيف مؤقت، مشيراً إلى أن الأمانة تخطط لـ تحويل هذه المبادرة إلى «نشاط أسبوعي مستمر» يستهدف كل مربع وحارة داخل العاصمة. وهذا التحول يهدف إلى ضمان استدامة النظافة ومنع عودة تراكم المخلفات، مؤكداً على ضرورة أن تتحول النظافة من جهد موسمي إلى «ثقافة وسلوك يومي» يعكس الهوية الإيمانية والحضارية لأبناء العاصمة.
تضافر الجهود وتعزيز الإمكانيات
وانطلقت المبادرة بتنسيق عالي ومشاركة فاعلة من عدة جهات تنفيذية، في مقدمتها صندوق ومشروع النظافة والتحسين، ومكتب الأشغال العامة، إلى جانب أجهزة المرور والأمن، والمجالس المحلية والمبادرات الشبابية ، وحققت هذه الشراكة متعددة الأبعاد إنجازات فورية ملحوظة مع بدء العمليات حيث تمكنت الفرق الميدانية من مباشرة إزالة البسطات والتعديات العشوائية، ومخلفات البناء، التي كانت تستولي على أرصفة المشاة، مما أعادة الرصيف إلى وظيفته الأصلية وساهم في تنظيم حركة السير وتسهيل مرور المشاة، بالإضافة إلى تسخير الآليات والمعدات لرفع كميات كبيرة من الأتربة والمخلفات المتراكمة على الأرصفة والجزر الوسطية، وهو ما أحدث تحسناً بصرياً فورياً في الشوارع الرئيسية التي شملها التدشين ، ورافق العمل التنفيذي حملات توعية مكثفة لحث أصحاب المحلات والمنازل على الالتزام الصارم بـ إخراج مخلفاتهم في الأوقات المحددة لوصول سيارات النظافة، ووضعها في الأماكن المخصصة لذلك لتفادي رميها عشوائياً.
الحاجة إلى تفعيل لائحة المخالفات
وفي تقييمهم للمبادرة، أشاد مراقبون ومختصون بالشأن البيئي والإداري في العاصمة بالزخم الذي أحدثه تدشين حملة «معاً لبيئة نظيفة»، مؤكدين أن مثل هذه الحملات تعكس مستوى الوعي المجتمعي المتزايد بأهمية الحفاظ على النظافة. ومع ذلك، أشار عدد من المختصين إلى أن التحدي الأكبر يكمن في استدامة النتائج، داعين أمانة العاصمة إلى تفعيل دور إدارة ضبط المخالفات بشكل صارم ومستمر.
وأكد المختصون على ضرورة إصدار وتطبيق لائحة المخالفات على المتسببين في رمي المخلفات عشوائياً أو التعدي على الأرصفة، مشددين على أن الجهود الخدمية لعمال النظافة وحدها لا تكفي ما لم يوازيها التزام مجتمعي مدعوم بآليات ردع قانونية للحفاظ على المظهر الجمالي والحضاري الذي تسعى إليه الأمانة.
رسالة الأمانة.. النظافة مسؤولية الجميع
ووجهت أمانة العاصمة نداء إلى جميع المواطنين والمؤسسات، مؤكدة أن نجاح المبادرة واستدامتها يعتمدان بشكل أساسي على «الالتزام الجماعي والتفاعل الإيجابي». وشددت على أنها تسعى من خلال هذه المبادرة إلى إظهار صنعاء، عاصمة اليمن الموحد، بأجمل وأبهى صورة، داعية الجميع إلى المساندة الفاعلة لعمال النظافة الذين يبذلون جهوداً مضنية في ظروف صعبة للحفاظ على البيئة والصحة العامة.
وأضافت أن مبادرة «معاً لبيئة نظيفة» تشكل محطة جديدة في جهود أمانة العاصمة المستمرة لتطوير الخدمات وتحسين البنية التحتية، مؤكدة على أن المعركة الحقيقية الآن هي في ترسيخ الوعي بالحفاظ على النظافة كقيمة حضارية لا تتأثر بالظروف.
