تنطلق صوب سماء الاستثمار الدولي.. !!

● الأحداث الحالية بتغيراتها وأحداثها المتسارعة أثقلت كاهل المواطن وزادت من معاناته خاصة بعد تفاقم إعداد البطالة بين أوساط الشباب اليمني وانخفاض مستوى الأجور مما ساهم في ارتفاع مستوى الفقر والإحباط في أوساط الشباب.
مشاريع شبابية لم تجد من يدعمها أو يمولها بدأت من الصفر ووصلت إلى عالم المال والأعمال والشهرة المحلية والدولية أربابها لم يملكون إلا فتيل العزم والطموح والإصرار لتحقيق أحلامهم, التقينا مع نماذج من المشاريع التي حققت مركزاٍ تجارياٍ وبصمات على الصعيد الشخصي والوطني دعما من أنفسهم, تفاصيل وأرقام حول هذا الموضوع تجدونه في هذا التحقيق.. نتابع:-

نتيجة لظروفها المعيشية الصعبة وبعد أن فقدت معيلها قررت أم عبد السلام الشيباني – 25 عاماٍ أن تخط لها مشروعاٍ يكفل حاجة أسرتها المعيشية الصعبة المكونة من ثلاثة أبناء فانتهجت تعلم الخياطة وتطبيق ذلك في منزلها فتفننت وأبدعت وأصبح الزبائن يقبلون عليها من كل صوب ومن ثم قررت بأن تتوسع في مشروعها فطبعت كتيباٍ صغيراٍ لتصميمات الأزياء الحديثة الخاصة بها ووزعته على المولات والأسواق التجارية الخاصة بالأزياء لعقد شراكات واسعة معهم في مجال الترويج لمنتجاتها مع الاتفاق على نسبة معينة للمتجر حتى وصل صيتها إلى تعز وعدن والحديدة لتعزم النية على فتح أكبر مجمع (مجمع الشيباني) خاص بالأزياء والإكسسوارات والذي بلغت شهرته محليا ودوليا في الاستيراد والتصدير
لتقول لنا في ختام ذلك : لم أكن أتصور يوما بأنني سأصل إلى هذا المركز الاجتماعي والتجاري وأدخل في مجال المال والأعمال لتعود علينا بهذه ولكن العزيمة والإرادة تصنع المستحيل ومن غير الصائب أن يستهين أي شاب بمشروعه الصغير فلربما تتحول الأفكار البسيطة والبداية المتعثرة ويقتدي بها الشباب بعد ذلك.
المال والأعمال
وأما الشاب أحمد يوسف الريمي يحكي عن بداية تجربته في عالم المال والأعمال والتي انطلقت من الجولات حيث كان بائعا متجولا لمختلف المواد الخفيفة كالمناديل الورقية وقوارير المياه وبعض الحلويات واصفا ذلك بقوله: معاناة كبيرة تحملتها مذ كان عمري 13 عاما فقد كنت المسئول عن إعالة أسرتي فأنا الولد الوحيد فيها ووالدي طاعنان في السن وأنهك جسدهما المرض والألم فتحملت مهام رب الأسرة وكنت أجني من وراء ذلك بعض الأرباح التي تفي بالاحتياج والغرض وحاولت أن أوفر جزءاٍ من الأرباح في مجال التوفير البريدي لأشتري لي دباباٍ صغيراٍ لتوزيع الحلويات خاصة وإنني كونت علاقة لا بأس بها مع مختلف التجار فاشتغلت لثلاث فترات الصباح وبعد الظهر والمساء وشرعت بإجراء عقود مع عدد من التجار لأكون موزعاٍ للحلويات معتمداٍ لديهم عبر مختلف محافظات الجمهورية الأمر الذي وسع دائرة أعمالي وفتحت على إثره مصنعاٍ صغيراٍ بمساندة بعض التجار ووظفت فيه معارفي العاطلين عن العمل المقدرين بأكثر من 30 فرداٍ وحققت نجاحات باهرة وعائدات أرباح وثقة واسعة في السوق المحلية ونحن الآن بصدد توسعة المشروع إلى المملكة العربية السعودية .
طموح لا حدود له
المخرج اليمني الأمريكي المبدع جمال الحمادي لم يكتف بدراسته الأكاديمية في الإعلام ومن ثم أكاديمي في جمهورية مصر العربية ومن ثم الكويت حتى استقر به الحال في الولايات المتحدة الأمريكية بولاية واشنطن كخبير في الإعلام الأمريكي فقرر أن يشرع لنفسه مشروعاٍ استثمارياٍ يستقطب فيه مواهبه في التأليف والإخراج إلى مشروع علمي وفني بإنشاء مؤسسة خاصة بالأفلام الصغيرة والوثائقية وأثبت فيها براعته وجدارته من خلال الإعداد والعرض والإخراج والتقديم حتى تم تنصيبه حكماٍ في إحدى المسابقات الأمريكية للأفلام بواشنطن ومن ثم قاده مشروعه وطموحاته إلى بقية الدول العربية لإنشاء فروع لمشروعه في دعم أفكار الشباب في المجالات الإبداعية الفنية.
قصة نجاح
غير أن الشاب حسين النجاشي من محافظة حجة – كان الأوفر حظا في إيجاد جهات تمول مشروعه (إعادة إنتاج مخلفات المواد البلاستيكية يقول عن تجربته المتميزة: أخذت تمويلاٍ قبل أربع سنوات بمقدار 400 ألف ريال ومشروعي الخاص بتحويل المخلفات من المشمعات أو العلب البلاستيكية إلى مواد مفيدة حيث يقوم المشروع بإعادة إنتاج هذه المواد طحنها وإنتاجها واستخدامها في إنتاج مواد بلاستيكية مفيدة فيتم على سبيل المثال طحن علب المياه المعدنية لتتحول إلى ليات كهرباء ومكانس يدوية بلاستيكية ويوظف هذا المشروع 13 موظفاٍ مباشراٍ في المعامل غير من يقومون بتجميع المواد.
موضحاٍ: أن هذا المشروع توسع من 3 موظفين قبل التمويل ليصبح عدد الموظفين أكثر من 20 موظفا بعد الاستفادة من خدمات التمويل الأصغر.
حسين النجاشي فخور بعمله كونه يساعد في التخلص من المواد الضارة وتحويلها إلى مواد مفيدة ويدعو كل من له فكرة في هذا المجال إلى توسيع هذا السوق كونه يوظف أيادُ عاملة وصديق للبيئة كونه يخلص البيئة من المواد الضارة والسامة ويحولها إلى مواد مفيدة ونافعة.
تحديات وطموحات
بحسب تقديرات الدراسات فإن أكثر من مليون شاب في اليمن بحاجة إلى خدمات التمويل الأصغر لمشاريعهم مقارنة ب 80 ألف عميل نشط فقط. على أرض الواقع أي ما يمثل 8% فقط وعلى الرغم من حماسة الشباب وحاجتهم للتمويل إلا أنهم يصطدمون بمعوقات كثيرة تتمثل التحدي الحقيقي لانتشار التمويل الأصغر في اليمن منها:
نسبة الفائدة/المرابحة المرتفعة التي قد تصل في بعض الأحيان إلى 36 % في بعض المؤسسات مما تدعوا الشاب الفقير وصاحب الحاجة والبطالة إلى التفكير قبل أخذ القرض أو التمويل حيث أن هذا الأمر علاوة على أنه حرام فإنه يستغل الفقير ويجعل منه أداة للتكسب والتربح خلافا للرسالة الاجتماعية التي من المفترض أن يحققها التمويل الأصغر.
القروض الربوية التي تقوم على الربا أو شبهة الربا كالمرابحة التي ينظر إليها كثير من الشباب العاطلين عن العمل أو ذوي الدخل المحدود على أنها وجه آخر للربا مما يدفعهم إلى ترك التوجه إلى هذه المؤسسات وإلى التمويل الأصغر بشكل عام.
محدودية التمويل
من جهته أوضح خليل المخلافي – المسئول الإعلامي لشبكة التمويل الأصغر باليمن: أن محدودية المنتجات التي تقدمها مؤسسات وبنوك التمويل الأصغر من أكثر العوائق التي تعزف الشباب عن استكمال مشروعهم فأكثر المنتجات الحالية التي تقدم لا زالت تتركز على المدن الرئيسية ولم تنتقل الى تقديم منتجات ريفية زراعية تعتمد على الإنتاج الذاتي للفرد بعيدا عن السداد المعتمد على الراتب الشهري للموظفين ذوي الدخل المحدود. وهذا يمثل عائقاٍ كبيراٍ أمام الانتشار الحقيقي للتمويل الأصغر في المناطق التي تمثل أكثر الشباب فقرا في اليمن حيث يمثل سكان الريف منهم أكثر من 70% من السكان.
وأضاف قائلاٍ: وعلى الرغم من كل هذه الصعوبات إلا أن التمويل الأصغر في اليمن حقق الكثير من النجاحات المتمثلة في تمويل أكثر من 500.000 قرض تراكمي ويخدم حالياٍ أكثر من 80000 مقترض نشط بين صفوف الشباب .
1200 شاب
من جهته أوضح لنا الأخ شايف الجابري – رئيس مركز المناصرة والدعم لقضايا الشباب والمشاريع التنموية : أن المركز يسعى إلى تحقيق فرص اقتصادية أفضل للشباب من خلال تنفيذ أكبر مشروع يستهدف 1200 شاب وشابة من مختلف محافظات الجمهورية لدعم مشاريعهم وتمكينهم اقتصاديا برعاية كاملة من منظمة كير العالمية من الفئة العمرية (18 – 24) سواء من الأقل حظاٍ أو المتسربين من التعليم والعاطلين عن العمل وإكسابهم المهارات اللازمة لتنفيذ مشاريع صغيرة مدرة للدخل.
دور المنظمات ¿
ممثل منظمة كير العالمية باليمن الأخ إدريس القدسي تحدث لنا عن دور المنظمات الخاصة والحكومية في اجتثاث الفقر والبطالة بين صفوف الشباب وتكوين شراكة حقيقية وفاعلة مع المنظمات الدولية من خلال تقديم حزمة تدريبية تشمل مهارات حياتية وحرفية وريادة أعمال متبوعة بخدمات إرشادية عبر مراكز استشارية لمساعدة الشباب على البدء بمشاريعهم وأيضا من خلال العمل معهم ومع أصحاب القرار لتهيئة بيئة مشجعة لريادة أعمال الشباب .
فرص اقتصادية
مشيراٍ إلى أن المنظمة تسعى لتحقيق مشروع فرص اقتصادية أفضل للشباب بالتعاون مع مؤسسة صلتك وأيادي الخير نحو آسيا في سبع مناطق (معين بني الحارث سعوان ) بأمانة العاصمة بإشراف مؤسسة لأجل الجميع للتنمية وجسر الأخوة للتنمية و( مدينة حجة عبس أسلم خيران ) في محافظة حجة بإشراف منظمة عبس التنموية
وحدة التنمية
هذا وقد قام الصندوق الاجتماعي للتنمية بإنشاء وحدة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر التي تعتبر الداعم الأول والأساسي في هذا القطاع في اليمن وبالتعاون مع شركائها في تسهيل تقديم الخدمات المختلفة المالية وغير المالية للعاملين في هذا القطاع حتى تتوفر لهم البيئة المناسبة للنمو والتوسع وكذلك لتحسين المستوى المعيشي لفئة الفقراء وبالتالي المساهمة في تنمية المجتمع. وله دور بارز بدعم قطاع المنشآت الصغيرة والأصغر لدعم الشباب وفي تنمية وإنعاش الاقتصاد الوطني وتحسين دخل الشباب.

قد يعجبك ايضا