أطباء :حمامات البخار مفيدة للجسم لكنها بيئة خصبة لانتقال عدد من الأمراض


قد تنحرف بعض الأشياء المفيدة عن مسارها وتتحول من قبلة للمنفعة والفائدة إلى ما هو عكس ذلك تماماٍ وهذا ينطبق على غالبية حمامات البخار التي تعاني من الإهمال سواء أكان في نظافة المكان أو فوط الاستحمام وغيرها من الأدوات المستخدمة بداخل هذه الحمامات ..

ويزداد خطر ذلك عندما تجد الأمراض المعدية خصوصا الجلدية منها ضالتها في هذه الأماكن وتحديدا عند استخدام فوط الاستحمام من قبل أكثر من شخص ..وسط شكاوى من مرتادي هذه الحمامات الذين يؤكدون إصابتهم بأمراض جلدية بعد زيارة هذه الأماكن..وشكاوى من سكانها المجاورين جراء انبعاث أدخنة ضارة ناتجة عن المواد المستخدمة في التدفئة بداخلها.
يحدث ذلك في ظل غياب تام للرقابة ..وتوعية جادة تحمي الناس من مخاطر محققة في هذه الأماكن.
محمد عبد الكريم – موظف يحب الذهاب إلى حمامات البخار ولكن ليس دائماٍ ..ويقول: عندما أذهب إلى الحمام أْحضر أدواتي معي كالليفة والصابون والكيس والفوطة والحذاء خوفاٍ من أي مرض معدُ .
ويتمتع عبدالكريم بوعي جيد لحماية نفسه من تلك الأمراض من خلال اصطحاب اداواته الخاصة لأنه كما يقول : هذه الأماكن بيئة للأمراض المعدية في ظل غياب النظافة والرقابة معاٍ.
قد يعتقد البعض أن مايقوم به المواطن صالح أحمد مبالغة عندما يصطحب أدواته الخاصة إلى حمام البخار التقليدي من كيس وفوطة وليفة وصابون وحذاء وكذلك استخدم الديتول ..
يقول أحمد ليست مبالغة بل إني أطلب من عامل النظافة في الحمام أن ينظف المكان الذي سوف أجلس فيه وكذلك الحوض الذي اغتسل منه بالماء وذلك تفادياٍ للأمراض المعدية.
مسألة وعي
عكس سابقيه تماماٍ لايقوم مجاهد علي وهو سائق باص بنفس إجراءات الحماية التي يقوم بها محمد وصالح ويقول :أرتاد الحمام بشكل مستمر واستخدم الأدوات المتوفرة هناك كلها مثل الليفة والكيس والفوطة وأقوم بطلبها من احد العاملين في الحمام ونادرا ما أقوم بتجهيز أدواتي من البيت للذهاب إلى الحمام ولم أفكر إطلاقا بانتقال الأمراض بواسطة هذه الأدوات المستخدمة التي يتناولها جميع من يحتاجها من الزبائن .
ويرى مجاهد أن تلك المخاوف التي تتلبس البعض ليست محققة ويعيد الأمر للقضاء والقدر ..مستشهداٍ بقول الله تعالى :قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.
النظافة مهمة
محمد الحمامي صاحب احد الحمامات البخارية يؤكد بأنه يهتم بتنظيف حمامه ويقول : يتم تنظيف الحمام بالماء والصابون ومن ثم تعقيمه بمادة الديتول ويتم ذلك بشكل يومي بمعدل مرتين إلى أربع مرات هذا بالنسبة لأرضية الحمام ومرة في الأسبوع يتم خلالها غسل الجدران مع الأرضية وفي حالة صدور روائح كريهة أثناء ازدحام الحمام نقوم بتبخير الحمام بالبخور .
وحول مشكلة تكرار استخدام فوط الاستحمام لأكثر من شخص أثناء الاستحمام يفيد محمد الحمامي بأن أكثر الزبائن يأتون بكل احتياجاتهم من المنزل عدا البعض من الزبائن الذين يطلبون منا الفوط المستخدمة للاستحمام لدينا ..
مؤكداٍ أن عمال الحمام يقومون بتنظيفها لاستخدامها مرة أخرى لزبون أخر حيث تغسل الفوط بالماء الحار والصابون مع دعكها بالأرجل في أرضية الحمام وقال إن لديهم عدد كبير من الفوط قد تتراوح 35 فوطة تقريباٍ.
وفيما يتعلق بالكيس الذي يستخدم في غسل الجسم يقول الحمامي : العمال في الحمام يقومون بتنظيف الكيس بالماء الساخن والصابون بعد كل مرة يقومون فيها بغسل أي شخص كجانب صحي.
إيجابيات.. ولكن
ليس كل ما في الحمامات البخارية سيئا فالجوانب الإيجابية كثيرة فهذه الحمامات تساعد على للتعافي من آلام الظهر والمفاصل وتجعل الدورة الدموية أكثر حركة ونشاطاٍ ..كما تساعد في تفتيح مسامات الجلد وتلمع الجلد هذا حسب تأكيد الدكتورة – راقية الإرياني- أخصائية جلد والتي ترى أنه رغم الايجابيات إلا أن هناك عدداٍ من الضوابط لابد لحمامات البخار أن تلتزم بها منها ألا لا يزيد الذهاب إلى الحمام أكثر من ثلاث مرات أسبوعيا وألا يدخل الحمام مباشرة فلابد أن يأخذ دشاٍ قبل الحمام..
وهذه وجهة نظر علمية حد قولها حتى يستفيد زائر الحمام من الفوائد المترتبة على زيارته للحمام والتي من أهمها تقشير الجلد الميت وتلميعه و الوقت ذاته يكون الجسم مهيأٍ من بعد الدوش لدخول المكان الساخن وأن لاتزيد فترة الجلوس في الحمام الساخن عن20 دقيقة وبعد ذلك يستريح في مكان معتدل اقل سخونة على أن تتكرر العملية مرتين إلى ثلاث.
ولفتت الإرياني إلى أضرار محتملة بعد الاستحمام في هذه الحمامات قد تطال من يعانون من أمراض القلب أو لديهم ارتفاع في ضغط الدم أو المصابون بالربو وأمراض السكر وذلك لضعف الإحساس لديهم أثناء انسكاب الماء الساخن على أجسامهم مما يسبب لهم حروق أو جروح ومضاعفات أخرى -لا قدر الله- وتابعت الدكتور الإرياني: كذلك قد يصاب الشخص ببعض الأمراض الجلدية الشائعة منها فيروس (مسمار القدم) وهذا الفيروس ينتقل مباشرة إذا كانت الحمامات غير نظيفة وهناك أيضاٍ فيروس (الموليسكا) وهذا الفيروس ممكن أن ينتقل بنفس الطريقة عن طريق الأقدام والأدوات المستخدمة في الحمام بالإضافة إلا كل أنواع الفطريات مثل البهاق والجرب وفي حالة فرك الجلد ووجود جروح في الشخص ممكن أن ينتقل المرض بكل سهولة وأيضاٍ يعتبر الحمام بيئة دافئة ومكاناٍ خصباٍ لانتقال المرض بسهولة.
ونبهت طبيبة الجلد إلى أهمية تدريب احد العاملين في الحمام على الإسعافات الأولية وكيفية التعامل مع حالات الإغماء أو سقوط احد الزبائن وحدوث كسر له كما تؤكد أهمية فحص العاملين في الحمامات بشكل دوري حتى لاتنتقل الأمراض للمكيس – مثلاٍ – من احد الزبائن فيتحول عامل الحمام إلى ناقل للمرض لمرتادي الحمام
نزول ميداني
عبدالسلام العزاني -مدير صحة البيئة بمديرية السبعين: يؤكد على أنه يقوم بتكليف المفتشين لزيارة المواقع التي سيتم النزول إليها ومنها الحمامات ويقول: اختصاصنا في صحة البيئة التفتيش عن ما هي المواد المستخدمة في تدفئة الحمامات أولاٍ لأنه ثبت استخدام الإطارات عندما يكون هناك أزمة في الديزل وهذا كان يسبب تلوثاٍ بيئياٍ إضافة إلى الشكاوى من أصحاب المنازل المجاورة للحمام.
وأضاف: بدورنا قمنا بإغلاق حمامين ثبت مخالفتهما..كما ندقق على نظافة الحمام وكل الأدوات المستخدمة بداخله ومنها الأكياس التي تستخدم في تنظيف الجسم لأنها مصدر لنقل الأمراض ونطلب شراء كيس جديد لمن يريد أو جلب أكياس من المنزل خوفاٍ من نقل المرض.
وتابع: حديثه عن الإجراءات الرقابية على هذه الحمامات ومنها حد قوله: متابعة تصريف مياه الحمام التي ينبغي أن تكون إلى المجاري مباشرة ومتابعة وجود بطاقات صحية لدى العاملين في الحمامات وفي حالة عدم وجودها نقوم بتوزيع استمارات لهم ويذهبون إلى المركز الصحي لعمل فحوصات للتأكد من سلامتهم من الأمراض المعدية.
ومن بين الإجراءات حسب الغرباني الفحص الدوري للعمال كل ستة أشهر وفي حال عدم الالتزام يدفع العامل 1000 ريال غرامة وإذا تكررت العملية يدفع 2000 ريال بسند رسمي وفي حالة عدم الالتزام بالنظافة الشخصية يتم دفع 2000 ريال وفي حالة عدم تجاوب صاحب الحمام بقطع البطاقات الصحية أو الالتزام بالنظافة والمواد الصحية المستخدمة في تدفئة الحمام وتصريف مياه الحمام بشكل الصحيح نقوم بعمل إشعار مخالفة وعليه يقوم بمراجعة مكتب الأشغال بالمديرية خلال يومين وإذا لم يلتزم نقوم بتحويله إلى النيابة العامة.

قد يعجبك ايضا