أسبابها وأضرارها وطرق حلها(3)

تشكل مسألة الاختناق المروري إحدى أكبر المشاكل التي تواجهها المدينة المعاصرة اليوم. وهكذا فإن صانعي القرارات في هذه المدن في ظل حال يزداد سوءا يوما بعد يوم ليس لهم من مفر إلا أن يبحثوا عن الحلول المناسبة وفي أقصر مدة ممكنة يزيد في تفاقم مشكلة الحركة قلة المصادر التمويلية وعوامل الهجرة المختلفة ونشوء ما يسمى بالتجمعات العشوائية والكثير من المشاكل الأخرى التي تستدعي مراجعة وتحديث السياسات المتبعة لتنظيم المدن. وعليه يجب أن نبحث عن حلول استراتيجية لمشكلة بالغة التعقيد يزداد تفاقمها عاما بعد عام, من خلال الإمكانات المتاحة دون فتح محاور جديدة تتكلف المليارات أو اللجوء إلى بناء جسور وحفر الأنفاق فقط كونها تقوم بنقل المشكلة من مكان إلى مكان آخر, سرعان ما يتحول إلى عنق زجاجة جديد يزيد من إرباك المرور.
ونعتقد أن الحل الأمثل هو ضرورة إعادة التخطيط العلمي السليم لمنظومة النقل العام بمختلف أنواعه, وذلك من خلال خطط تشغيل تحكمها قرارات مركزية ترفع من كفاءة النقل العام الجماعي, وتعطيه الأولوية التي يستحقها بحيث يتم تفضيله على استخدام السيارات الخاصة التي تشكل الآن واحدا من أهم أسباب تعقيد مشكلة المرور. إن انخفاض مستوى خدمة النقل الجماعي وعدم وجوده في كثير من المناطق هو الذي يدفع الأفراد إلى استخدام سياراتهم الخاصة التي تحتاج السيارة الواحدة منها إلى 20 ضعفا من مساحة أرضية الشارع إذا انتقل راكب السيارة الخاصة بالحافلة , خصوصا أن الكثير من أصحاب السيارات الخاصة يضطرون إلى تملكها واستخدامها لعدم وجود وسيلة نقل مناسبة لرحلة الذهاب إلى العمل اليومية, كما أن أصحاب السيارات الخاصة يمكن أن يتوجهوا طوعا لاستخدام النقل العام لرحلة الذهاب إلى العمل اليومية على وجه الخصوص, إذا تم توفير نقل جماعي لهؤلاء بمستوى خدمة لائق.
إننا إذا نظرنا إلى أسباب عزوف القادرين على تملك السيارات عن استعمال وسائل النقل العام نجد أن من هذه الأسباب ما يلي:
-نوعية وسائل المواصلات قديمة وصغيرة ويتم حشر الركاب فيها بطريقة غير مريحة .
-أنها لا تغطي جميع الأحياء وإنما هي موجودة على الخطوط الرئيسية والمربحة فقط.
-لا يوجد تنظيم للعمل في وسائل المواصلات العامة وتقدم الخدمة بطريقة عشوائية وبدون جداول محدده لحركتها فهي غير منتظمة.
-عدم النظافة في وسائل النقل العام.
-كثرة المخالفات المرورية مثل الوقوف المتكرر والمفاجئ للتسابق في الحصول على الركاب أو الانحراف السريع من اليمين إلى اليسار والعكس.
– عدم الالتزام بإشارات المرور وكذلك السرعة الزائدة وانعكاس ذلك الخطر على السلامة المرورية.
-عدم وجود مكان مخصص للنساء.
-عدم وجود مواقع محددة للوقوف لصعود الركاب ونزولهم.
وللحديث بقية

مدير شرطة سير أمانة العاصمة صنعاء

قد يعجبك ايضا