النساء: تـشـكـيـل الـحـكـومـة خـيـب آمـالـنـا


● ارتفاع عدد مقاعد المرأة – نسبياٍ- في الحكومة مؤشر إيجابي للتغيير إلا أنه لم يكن مجسداٍ لنسبة مشاركتها (الكوتا) المحددة في مخرجات الحوار التي تؤكد أهمية تولي المرأة ما لا يقل عن 30% من الوظائف التنفيذية في الدولة .. كما أن تعيينات المرأة في الحكومة الجديدة جاءت مدعومة بانتماءات حزبية على الرغم من وجود كم هائل من النساء المؤهلات .. (الثورة) استطلعت آراء مهتمات بهذا الشأن وخرجت بهذه المحصلة ..!!

إجمالاٍ أتفق من التقت بهم (الثورة) في اعتبار مشاركة المرأة سياسيا وشغلها مراكز قيادية في حد ذاته إنجازاٍ عظيماٍ لكنهم اتفقوا أيضاٍ أن حجم هذه المشاركة لم تكن تطبيقاٍ لنسبة المشاركة (الكوتا) المتفق عليها في مخرجات الحوار التي أقرت بأن يكون تمثيل النساء في 30%.
لابد من التعديل
البداية كانت عامة مع عضوة لجنة صياغة الدستور الدكتورة انطلاق عبد الملك المتوكل قالت: بلا شك أن مشاركة النساء في الحكومة سيؤثر ايجابياٍ في بناء الدولة بشكل سليم والتخطيط والتنفيذ للبرامج لتغطي احتياجات الجميع إذ ستكون موجودة عند صناعة القرارات في الحكومة وإقرار الخطط والبرامج مما سيضمن استيعاب احتياجات النساء ضمن هذه الخطط ووجهات نظر النساء وآليتها المغايرة وأن لا تكون تلك الخطط أحادية المنظور.
وتضيف: أصبح وجود المرأة هاماٍ لضمان سلامة بناء الدولة اليمنية الحديثة وليس فقط كحق فالميزان الآن مختل ويحتاج إلى تعديل لذا اقترحت مخرجات الحوار ومن جميع فرق العمل وجوب أن تلتزم الدولة بتمثيل النساء بنسبة 30% في جميع السلطات ولن تكون دولة عادلة بتغييب ما يزيد عن نصف المجتمع.
وزارات محدودة القدرة
رأي آخر بدأ مباشراٍ أكثر أدلت به ضابط مشاريع التعليم في الصندوق الاجتماعي للتنمية الدكتورة جميلة مرشد تقول: طبعا التشكيل الجديد للحكومة كان مجحفا جدا بحق النساء وغير مطابق أو منفذ لمخرجات الحوار الوطني وللكوتا التي تؤكد أهمية تولي المرأة ما لا يقل عن 30% من الوظائف التنفيذية في الدولة.
وترى أن: التشكيل الجديد ما يزال لا يعترف بقدرات المرأة في تولي حقائب وزارية هامة مثل الخارجية أو المالية أو الخدمة المدنية وما زالت غالبية تعيينات النساء تدور في فلك الوزارات المحدودة القدرة مثل وزارة حقوق الإنسان ووزارة الثقافة والى حد ما وزارة الإعلام.
وعلى هذا تجزم الدكتورة جميلة بعواقب سلبية .. تقول: بالتأكيد أن مثل هذا التشكيل يؤثر كثيرا على مستقبل مشاركة المرأة في الوظائف التي تتطلب اتخاذ وصنع القرار بل أن هذا التشكيل يعود بالمرأة إلى مربعات التهميش السابقة ومربعات التعيينات الفخرية أو الشرفية أو التعيينات التي تتم بهدف ذر الرماد في أعين العالم الخارجي.
تعيينات حزبية
كما أن الملفت للنظر في التعيينات التي تمت للنساء- والحديث للدكتورة جميلة- أنها (جاءت مدعومة بانتماء حزبي للنساء وعلى الرغم من وجود عدد كبير من النساء ذوات الكفاءة والمؤهلات العالية إلا أن عدم انتمائهن الحزبي أبعدهن عن مجال الترشيحات للتشكيل الحكومي الحالي مما يؤثر بدرجة كبير ة ويفرض على المرأة الانتماء إلى حزب معين حتى يتم ترشيحها أو تعيينها ضمن التشكيلات الحكومية وهذا أمر لا بد أن يؤخذ بعين الاعتبار عن تحديد حقائب وزارية للنساء).
وتضيف الدكتورة جميلة مرشد: بمعنى آخر لا بد من إتاحة الفرص لجميع المكونات النسائية في المجتمع بما فيها النساء المستقلات بحيث تتوفر لهن فرص الوصول إلى التشكيلات الحكومية وفقا لمبدأ الكفاءة والمؤهلات العلمية المرأة قادرة على صنع فارق كبير في أي تعيين حكومي توضع فيه وكثيرات هن القادرات على إحداث تغيير حقيقي وايجابي في عملهن وفي المجتمع في النهاية نتمنى النجاح لهذه الحكومة ونرجو أن تكون بمستوى التوقعات من الشعب والمجتمع اليمني
بداية طيبة ولكن!
من جانبها ترى مدير المجلس الأعلى سابقا الدكتورة نفيسة الجايفي أن (ما وصلت إليه المرأة اليوم بداية طيبة) لكنها تنوه بأن (الفترة الزمنية لهذه البداية طالت) .. وتقول: فترى أن هناك تقدم بأن تم اختيار وزيرة للإعلام ولكن المرأة لم تنصف بعد بحسب توقعاتنا من مخرجات الحوار الوطني إذا ما قارنا عدد النساء بالنسبة للرجال في الحكومة الراهنة.
تآمر على مخرجات الحوار
عضوة أخرى في مؤتمر الحوار الوطني هي ياسمين الفاطمي رفضت في البداية الحديث معي لظنها أن (الإعلام يزيف الحقائق) كما واجهتني بكلامها واكتفت بالقول: ربما يكون رأيي حاداٍ لكننا سئمنا الخضوع ويكفي ما نتجرعه ويتجرعه الوطن بسبب الفكر الذكوري الملوث فعن أي تمثيل يمكننا أن نتحدث فأنا لا أعتبر هذا التشكيل تمثيلاٍ للمرأة في هذه الحكومة لأن الكل تآمر على مخرجات الحوار الوطني.
لم تنصف بعد
مدنياٍ وقريباٍ من هذا الرأي تقول عضو نقابة أعضاء هيئة التدريس في جامعة صنعاء الدكتورة فاتن عبده: لم تنصف المرأة في التشكيل الوزاري وما زالت محلك سر رغم أن المرأة أثبتت أنها جديرة وقادرة على أن تكون في أي مكان توضع فيه مبدعة ومسؤولة وأمينة وفاعلة لأن من غريزتها الخوف على الجميع إلا أن هذا التجاهل والتقاعس من المؤكد سوف يؤثر سلبا على مشاركتها في اتخاذ القرار وهذا شيء بديهي.
مع ذلك تتمسك الدكتورة فاتن بتفاؤلها .. توصي النساء بأن (يتحملن مسؤولياتهن كشقائق للرجال) .. وتقول: كانت هناك نشاطات اختفت الآن لا اعلم لماذا منها (دسترة المرأة) وغيره أتمنى في المستقبل أن يرتفع الوعي لدى الجميع لمدى دورها فهي أصبحت الآن ليس نصف المجتمع بل أكثر من النصف ولا ينكر ذلك أحد.

قد يعجبك ايضا