في تطور لافت، أعلنت 302 مؤسسة ثقافية وفنية و878 فنانًا ومبدعًا في هولندا وبلجيكا مقاطعة شاملة للمؤسسات الرسمية الإسرائيلية والشركات المتورطة في جرائم الحرب، احتجاجًا على الإبادة الجماعية في غزة، وسياسة الاستيطان والفصل العنصري في الضفة الفلسطينية.
هذه المبادرة تمثل صحوة ضمير عالمية ترفض الصمت أمام الجرائم ضد الإنسانية، واستجابة مباشرة لنداءات المجتمع المدني الفلسطيني وحركة المقاطعةBDS التي طالبت منذ سنوات بوقف التواطؤ الدولي مع الاحتلال.
المقاطعة هنا تستهدف مؤسسات النظام الاستعماري والفصل العنصري، ما يرسخ طبيعتها الأخلاقية والإنسانية باعتبارها دفاعًا عن العدالة وحقوق الإنسان.
أهمية الخطوة تتضاعف بانضمام مؤسسات بارزة مثل متحف بونيفانتين، متحف الفنون الجميلة في غينت، مهرجان الفيلم الهولندي، أوبرا هولندا، إضافة إلى شخصيات مرموقة كالفنانة مارلين دوماس والكاتب توم لانوآ والمؤرخ دافيد فان رايبروك. هذه الأسماء تمنح القرار وزنًا مضاعفًا ورسالة واضحة برفض التواطؤ مع الاحتلال والإبادة.
إنها لحظة تستدعي الذاكرة العالمية: فكما ساهمت المقاطعة الثقافية في إنهاء نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، فإنها اليوم يمكن أن تتحول إلى أداة ضغط فعالة لعزل إسرائيل دوليًا، حتى تنصاع للقانون الدولي وتقر بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
ما جرى في هولندا وبلجيكا يجب أن يشكل نموذجًا يُحتذى. ومن هنا، فإننا ندعو المؤسسات الأكاديمية والرياضية والاقتصادية حول العالم إلى الانضمام لهذه المبادرة، لتوسيع دائرة الضغط الدولي ووقف الإبادة المستمرة، وصولاً إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس.
إنها ليست مجرد مقاطعة ثقافية، بل نداء أخلاقي عالمي بأن فلسطين ليست وحدها.
* كاتب فلسطيني