
فنان أخلص للفن بريشته وحسه العالي بالمسؤولية تجاه هذا الأفق المفتوح على مستقبل غامض وصعب أدار بيت الفن التشكيلي في تعز ثم أسس “المنتدى العربي للفنون التشكيلية” وهو المنتدى الذي أضاف حضوراٍ واضحاٍ للفن التشكيلي في العاصمة صنعاء وأحدث حراكاٍ ملحوظاٍ وعبره ظهر عدد من الفنانين كما احتضن ونظم العديد من الفعاليات الخاصة بالفن.
ردفان المحمدي واحد من أبرز فناني الحركة التشكيلية اليمنية وكان لنا معه هذا اللقاء الذي ناقش اللوحة وهمها وآفاقها.
ردفان المحمدي كونك مديراٍ سابقاٍ لبيت الفن تعز صف لنا ما الذي قدمه بيوت الفن في جميع المحافظات للتجربة التشكيلية في اليمن¿
– قدم بيوت الفن الكثير للهواة والمحترفين فكل بيت فن في المحافظة كانت حلقة وصل بينها وبين الفنان والمجتمع وكذا استقطبت الهواة والمحبين للفن وعلمت على صقل مواهبهم وإبرازهم على المستوى المحلي والدولي.
* ما أْسس النشاط الذي يقوم عليه ¿ وكيف جاءت الفكرة¿
– يقوم بيت الفن على عدة أنشطة منها ورش عمل للفنانين ومحاضرات ثقافية فنية , ودورات تدريبية للهواة, إقامة معارض فنية, ومشاركة الفنان في المسابقات السنوية التي تقيمها وزارتا الثقافة, والشباب, والسياحة, وغيرها من المسابقات المحلية, والتنسيق للفنان للمشاركة بالمعارض الدولية.
وجاءت الفكرة بعد عام 2004م حيث كان الأستاذ خالد الرويشان الوزير السابق له توجه ثقافي كبير, وكذا تزايد الفنانين وليس لديهم أي رابطة تجمعهم, لذا كان إنشاء بيوت فن في المحافظات فكرة ناجحة لاستقطاب جميع الفنانين.
* مؤخراٍ سمعنا أن النشاط خفت كثيرا في بيوت الفن لماذا وهل الخفوت له علاقة بالوضع السياسي في البلد¿
-خفت النشاط بسبب الأوضاع السياسية والأهم من هذا أنه بعد إقالة خالد الرويشان ومن ثم محمد المفلحي من الوزارة واللذين كان لهما توجه ثقافي حقيقي, استبدلوهم بوزير ليس له علاقة بالثقافة برغم دماثة أخلاقه, والوزارة تحتاج لمثقف كبير ولديه برنامج ثقافي حقيقي وليس لرجل طيب.
* في بداية العام 2013م أسست المنتدى العربي للفنون التشكيلية ما الجديد الذي يقدمه المنتدى مقارنة ببيوت الفن¿
-المنتدى أهدافه متقاربة مع أهداف بيوت الفن ولكن الفرق أن بيوت الفن تتبع وزارة الثقافة ولها دعم, والمنتدى خاص لا يتبع أية جهة حكومية أو يتلقى دعماٍ منهم ونريد من خلال المنتدى أن نعطي فكرة جديدة للفنان في أن يعمل على نفسه بدلاٍ من أن ينتظر الدولة لتأخذ بيده خصوصاٍ أن من يمسكون بزمام الدولة لا يفقهون بعظمة الفن وما هي أهميته في تغيير المجتمع, لذا نحن نشتغل على أنفسنا كثيراٍ وكل من ينظم للمنتدى سيلقى فرصة تسويقية للوحاته ولا أقصد هنا أن الفنان فرصته كبيرة في المنتدى خصوصاٍ وأن الأوضاع ليست جيدة لتحقيق أهدافنا ولكن أقول إن المنتدى برغم إمكانياته البسيطة إلا أن نشاطاته مستمرة وحاضرة في المشهد الثقافي بشكل كبير.
* كيف يمكن خلق مساحة بصرية جميلة في الفضاء الاجتماعي والثقافي في اليمن¿
– وجود منتديات كثيرة ومراسم, تسهم كثيرا في خلق هذه المساحة وأتمنى ممن لديه القدرة على فتح مرسم أو منتدى أو مؤسسة أو جاليري بأن لا يتردد بذلك وإن تعب كثيراٍ إلا أنه سيسهم كثيراٍ في خلق فضاء ثقافي سيعود بالنفع الكبير للمجتمع اليمني بل والعربي كاملا, وأقول هذه رسالة محملة على عاتقنا نحن سواء فنان تشكيلي أو رجل أعمال مهتم بالصورة الجميلة لبلده.
* هل مازال المتلقي في اليمن عاجزاٍ عن قراءة اللوحة¿
-المتلقي اليمني في تطور مستمر وهناك أمور كثيرة تجعل من اليمني في حالة تطور أولاٍ ثورة 2011م كانت ناجحة ثقافياٍ أكثر من نجاحها سياسياٍ وبسبب افتتاح مراسم ومنتديات ومؤسسات تهتم بالفنون, أصبح العدد في تزايد لمحبي اللوحة, وهذا رقم قياسي نفتخر فيه إذا ما قورنا بدول عربية أخرى, ولكن لو تم المقارنة سنجد أننا متأخرون عن كثير من الدول.
* ما الذي يفعله الفنان التشكيلي لأجل تثقيف المجتمع بصرياٍ من حيث كيفية قراءة العمل الفني وأبجدياته إلى جانب ما يقدمه من أعمال إبداعية¿
– لابد للفنان أن يلازم أعماله في أن يتثقف كثيراٍ ومن هنا الفنان سيؤثر بشكل ايجابي في المجتمع, لأنه من البديهي ان الفنان المثقف يستطيع شرح أعماله وأن يحاضر المجتمع عن الفنون البصرية بشكل أعمق.
ما أهم عمل قدمه ردفان المحمدي أو ما أقرب الأعمال إلى روحه¿
– أغلب أعمالي قريبة إلى قلبي , خاصة الأعمال الأخيرة وأنا في مرحلة الفنان المتمكن, والسبب أن اختياري سيكون صحيحاٍ في تكوين اللوحة, على عكس ما كنت انتجه في لحظة دراسة أو تحدُ ليست بتلك الأعمال التي أحبها كثيراٍ.
*كيف يعيش الفنان من فنه في مجتمع كهذا¿
-بعد تدهور السياحة في البلد الفنان عانا كثيراٍ والسبب أن السائح هو مصدر دخل للفنان, لذا سنجد أن كثيرا من الفنانين انعزلوا عن الرسم وعملوا في مجال آخر, والبعض منهم من استطاع أن يوفق بين العمل والرسم, وقلة من الفنانين ممن تفرغوا للفن وما زالوا صامدين واستطاعوا أن يجتهدوا كثيراٍ في التسويق ليصبح رجل الأعمال هو مصدر دخل للفنان وليس السائح فقط, فهناك كثيرون من أغنياء البلد عاشقون للوحة.
