المساحة المزروعة تقدر بحوالي 2,669 هكتاراً، بإنتاجية سنوية تتجاوز 28,000 طن

الرمان اليمني.. كنز اقتصادي واعد يواجه تحديات في عمليات التسويق:

 

 

أهمية تعزيز التسويق والتصدير وتنظيم القطاع والالتزام بمعايير التعبئة والتغليف العالمية

يمثل الرمان اليمني إرثاً زراعياً واقتصادياً عريقاً، يجمع بين الجودة العالمية التي تشهد بها الأسواق والمذاق الفريد الذي تمنحه خصوبة التربة اليمنية وتنوع مناخها. على الرغم من هذه المكانة المرموقة، لا يزال هذا القطاع الواعد يواجه عوائق تحول دون استغلال إمكاناته الكاملة كرافد مهم للاقتصاد الوطني ومصدر دخل للآلاف من الأسر ، وبخطوات جادة وتعاون بين الحكومة والقطاع الخاص والمزارعين، يمكن للرمان اليمني أن يتحول من كنز كامن إلى قاطرة حقيقية للتنمية الاقتصادية.

الثورة  / عادل حويس

يساهم قطاع الرمان بشكل مباشر في الاقتصاد المحلي من خلال، توفير فرص العمل، ويُعتبر مصدر رزق أساسياً للعديد من الأسر الزراعية، وخاصة في المناطق الريفية في محافظات مثل صعدة وعمران وذمار.
عائدات التصدير
يُصدّر اليمن آلاف الأطنان من الرمان سنوياً إلى أسواق الخليج العربي والعراق وتركيا، مما يساهم في تدفق العملة الصعبة.
وتشير الإحصاءات إلى أن المساحة المزروعة تقدر بحوالي 2,669 هكتاراً، بإنتاجية سنوية تتجاوز 28,000 طن، وتتركز الغالبية العظمى من الإنتاج في محافظة صعدة.
التميز النوعي:
يتميز اليمن بتنوع فريد في أصناف الرمان، أبرزها:
الخازمي: ويعد ملك الأصناف اليمنية والأجود عالمياً، ويتميز بحجمه الكبير ولونه الأحمر القاني، مما يجعله الأكثر طلباً في الأسواق الخارجية.
· الطائفي والبلدي: من الأصناف الحلوة المذاق والمرغوبة محلياً.
· الليسي (المليس): يتميز بمذاقه المتوازن بين الحلو والحامض.
الأسود: صنف نادر ذو قيمة طبية عالية، يُخصص غالباً لمرضى السكري.
التحديات والعقبات:
ورغم هذه الإمكانات، تواجه سلسلة قيمة الرمان تحديات جسيمة تعيق تطورها، منها:
· تحديات لوجستية وتصديرية: تشمل ضعف البنية التحتية من طرق ومرافئ، وتعقيد الإجراءات، والممارسات غير العادلة من بعض الوسطاء والمصدرين والتي تضر بسمعة المنتج، اضافة إلى التحديات الزراعية، مثل إهمال بعض العمليات الزراعية، وانتشار الآفات، وتحول بعض المزارعين لزراعة القات بسبب عائده المادي السريع، وكذلك تحديات مؤسسية كغياب استراتيجية وطنية فعالة للتصدير، وعدم تفعيل اتفاقيات التجارة، وصعوبة حصول المزارعين على التمويل والتأمين.
الفرص المتاحة:
يمكن تحويل التحديات إلى فرص عبر ، تعزيز التسويق والتصدير، من خلال إنشاء «مجلس المصدرين اليمنيين» لتنظيم القطاع، والالتزام بمعايير التعبئة والتغليف العالمية، والاستفادة من اتفاقيات الدعم .
التصنيع الغذائي:
من خلال إنشاء وحدات تصنيعية لتحويل الفائض إلى عصائر، دبس، خل، ومربى الرمان، مما يضيف قيمة مضافة ويفتح آفاقاً تسويقية جديدة، وتنويع الأسواق عن طريق استكشاف أسواق جديدة في أوروبا وأفريقيا إلى جانب الأسواق التقليدية، وتعزيز الوجود عبر منصات التجارة الإلكترونية.
توصيات:
الرمان اليمني ليس مجرد فاكهة، بل هو ثروة وطنية تحتاج إلى رعاية واستراتيجية واضحة، ولتفعيل دوره الاقتصادي السابق ، فإن خبراء الزراعة والتسويق الزراعي يوصون بالآتي :
1. دعم المزارعين: بتوفير المدخلات الزراعية والتمويل والتأهيل التقني.
2. تحسين البنية التحتية: لتسهيل عملية النقل والتخزين والتصدير.
3. تنظيم القطاع: عبر إنشاء هيئة أو مجلس خاص يشرف على عمليات الإنتاج والتسويق والتصدير ويضمن العدالة للجميع.
4. الاستثمار في التصنيع: لتعظيم القيمة المضافة وخلق فرص عمل جديدة.

قد يعجبك ايضا