مركز: محاولة اغتيال وفد “حماس” ستترك انعكاسات على ثلاث مستويات

الثورة نت/..

قال مركز الدراسات السياسية والتنموية، اليوم الخميس، إن محاولة اغتيال وفد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطر ستترك انعكاسات على ثلاثة مستويات، محذرًا من تأثير الحدث على مستقبل الوساطة الإقليمية وفرص وقف الحرب في غزة.

وحلل المركز في ورقة بحثية بعنوان: “محاولة الاغتيال الفاشلة لقيادة حماس في الدوحة: الدوافع والانعكاسات والخيارات الفلسطينية”، أبعاد الحدث الذي وقع يوم الثلاثاء الماضي.

وأوضحت الورقة أنه على مستوى المقاومة الفلسطينية فإن الحدث سيعزز من تماسكها وصورتها كحركة مطاردة ذات تأثير إقليمي.

وعلى المستوى الثاني ذكرت الورقة أن قطر تجد نفسها أمام اختبار صعب بين مواصلة دور الوسيط أو إعادة تقييمه.

بينما على مستوى الكيان الإسرائيلي أشارت الورقة إلى أنه يكسب مكاسب تكتيكية آنية لكنه يعرض نفسه لمخاطر سياسية ودبلوماسية متزايدة.

كما طرحت الورقة أربعة سيناريوهات محتملة لمستقبل الدور القطري، من أبرزها: تعزيز الوساطة القطرية مع حماية أكبر للوفود، أو لجوء الدوحة إلى الضغط على الكيان الإسرائيلي عبر واشنطن.

ولفتت إلى أن سيناريو تراجع الوساطة يبقى ضعيف الاحتمال ما لم تتكرر انتهاكات أكبر تهدد السيادة القطرية بشكل مباشر.

وأوصت الدراسة بضرورة تعزيز الأمن الشخصي للقيادات الفلسطينية في الخارج، وتكريس نموذج القيادة الشبكية داخل الفصائل، إلى جانب استثمار هذه الانتهاكات سياسيًا وإعلاميًا لتعرية الكيان الإسرائيلي كدولة مارقة تمارس الإرهاب العابر للحدود.

وحذر المركز من تداعيات الحدث على مستقبل الوساطة الإقليمية وفرص وقف الحرب، وداعيًا إلى تحرك فلسطيني ودولي منظم لمواجهة سياسة الاغتيالات الإسرائيلية.

وبيّن أن هذه المحاولة تمثل تطورًا غير مسبوق في سياق الحرب على غزة، إذ تجاوز الكيان الإسرائيلي الخطوط الحمراء باستهداف قيادة المقاومة داخل دولة تلعب دور الوسيط الرئيس في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وأكد المركز أن سياسة الاغتيالات العابرة للحدود تشكّل ركيزة ثابتة في الاستراتيجية الإسرائيلية منذ السبعينيات، بدءًا من بيروت ودمشق وتونس ومالطا، وصولًا إلى طهران وبيروت وأخيرًا الدوحة، هذه السياسة تهدف – وفق التحليل – إلى تصفية القيادات المؤثرة، إرباك العمل التنظيمي والسياسي للفصائل، وإرسال رسائل ردع للدول المستضيفة.

لكن الورقة شددت على أن هذه العمليات لم تفلح تاريخيًا في إضعاف المقاومة أو تفكيك بنيتها، بل ساهمت في تعزيز صورتها وإعادة إنتاج قيادات بديلة بسرعة، فيما يدفع الكيان الإسرائيلي ثمنًا استراتيجيًا باهظًا نتيجة هذه السياسات، سواء على صعيد العزلة الدبلوماسية أو تهديد فرص التسوية.

قد يعجبك ايضا