الثورة نت/..
أثبتت الأحداث التي تمر بها المنطقة، وما يمارسه العدو الصهيوني من تصعيد ضد العديد من الدول العربية والإسلامية، صوابية تحذيرات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، من خطر المشروع الصهيوني التوسعي، الذي لا يقتصر على فلسطين، وإنما يستهدف كل المنطقة بما فيها الأنظمة المتماهية معه.
فما يقترفه العدو الصهيوني من جرائم في فلسطين، واليمن، وسوريا، ولبنان، ومؤخرًا في قطر، وقبلها في إيران، تعكس وحشية كيان العدو الذي ضرب بالقوانين الدولية والأعراف الإنسانية عُرض الحائط وأصبحت معادلة الاستباحة لدى القادة الصهاينة المدعومين من الشيطان الأكبر أمريكا وحلف الناتو هي اللغة السائدة في قاموسهم.
المقصلة الصهيونية التي لطالما حذرت القيادة في صنعاء من تماديها على دول وشعوب المنطقة، طالت هذه المرة دولة قطر، التي تحتضن أبرز قادة حركة حماس، بعد لجوئهم لها، وتقوم بدور الوسيط من أجل وقف إطلاق النار في غزة، بما في ذلك استقبال الوفود الإسرائيلية، إلا أن كل ذلك لم يشفع لها أمام الكيان المجرم والمتغطرس الذي بادر بانتهاك سيادتها دونما اكتراث لأي عواقب.
بهذا العدوان الهمجي على الدوحة، أثبت العدو الإسرائيلي مجددًا لكل قادة وشعوب المنطقة أنه لا يمكن أن يتورع لحظة عن استهدافهم إن كان ذلك يخدم مشروعه الشيطاني التوسعي في المنطقة، ما يجعل منه تهديدًا واضحًا وخطرًا داهمًا على الجميع.
وكما هو ديدّن العدو الإسرائيلي في عدوانه على الدول سواء المناهضة لسياساته ومشروعه أو حتى المطبّعة معه، يُبرر حروبه بما يسميه محاربة الإرهاب، في حين أن كيان العدو يمارس أفظع أشكال الإرهاب بحق شعوب المنطقة، وهي حقيقة واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار، لكنها غابت عن الكثير من المتصهينين.
دولة قطر التي تربطها علاقات تجارية مع إسرائيل، ولها دور سياسي بارز ودبلوماسية في التعاطي كوسيط موثوق في نقل الرسائل لحركات المقاومة الفلسطينية، لم يعفيها ذلك من الاستباحة الصهيونية لأجوائها وانتهاك سيادتها، والهجوم على وفد حماس المفاوض في أراضيها.
ومما يؤسف له، أن مشروع “إسرائيل الكبرى”، الذي وُضعته الصهيونية العالمية منذ أكثر من ثمانين عامًا، يترجم اليوم على الواقع العملي، بمباركة أمريكية وأوروبية، وسط تخاذل عربي وإسلامي، خاصة منذ إعلان إنشاء الكيان المؤقت في قلب الوطن العربي “فلسطين”، وشروع مستوطنيه بتنفيذه بدءًا من مضايقة الفلسطينيين مرورًا بتهجيرهم عام 1948م، وصولًا إلى الاستباحة المطلقة لدول وشعوب المنطقة ومحاربتهم بشكل مباشر أو عن طريق أدواتهم.
يوميًا يرتكب العدو الصهيوني جرائم إبادة في غزة أمام مرأى ومسمع العالم أجمع، وبالأمس ارتكب مجزرة باستهداف صحيفتي 26 سبتمبر واليمن في حي التحرير المكتظ بالمدنيين وسط العاصمة صنعاء، ليمضي كيان العدو في استباحة الدول الواحدة تلو الأخرى، بينما لم يصدر من جامعة الدول العربية وما تسمى منظمة التعاون الإسلامي أي موقف وكأن الأمر لا يعنيهم.
يؤكد مراقبون أن العدوان الذي شنه الكيان الصهيوني على قطر، واستهدف اجتماعًا لقيادات فلسطينية في العاصمة الدوحة لبحث سبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وما تلاه من استهداف لأحياء مدنية بالعاصمة صنعاء، يؤكد سياسة البلطجة الصهيونية في المنطقة، ويمثل في ذات الوقت انتهاكا صارخا للقانون الدولي.
وأشاروا إلى أن إسرائيل ومن خلال الاعتداءات المباشرة على سيادة الدول والشعوب قد تجاوزت كل الخطوط الحمراء وتحولّت إلى دولة مارقة تتصرف خارج إطار القانون الدولي.. معتبرين العدوان على قطر واليمن ولبنان وسوريا وإيران سابقة خطيرة يُنذر بمزيد من التصعيد الذي يقوّض فرص التهدئة، ويهدّد الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها.
كما أن العربدة التي يمارسها العدو الصهيوني اليوم، تكشف نواياه في توسيع نطاق حربه ونقل ساحة الصراع إلى خارج غزة في تحدٍ سافر للشرعية الدولية والقانون الدولي الإنساني.
وفي ظل تلك المستجدات، أصبحت الأمة التي كانت تعتبر فلسطين قضيتها المركزية، مثقلة بالقضايا التي تتطلب من كل الأنظمة العربية والإسلامية، الوقوف بحزم أمام التصعيد الصهيوني واتخاذ مواقف عملية رادعة للعدو تشمل المقاطعة السياسية والاقتصادية والرد العسكري المباشر على كل جريمة يقدّم عليها في أي بلد عربي أو إسلامي، إلى جانب الوقوف الجاد والفاعل إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته البطلة، كما حال الشعب اليمني الحر.
أما إذا استمرت في غض الطرف عن الجرائم الصهيونية والصمت والتخاذل، فإن العدو سيقود المنطقة حتًما إلى مربع جديد من الفوضى التي لن تنجو منها تلك الدول التي ما تزال متفرجة حتى اللحظة، باستثناء الدول المقاومة التي أدركت خطورة المؤامرات ووجهت بوصلة العداء لأمريكا وإسرائيل، ووقفت في مواجهتهما دفاعًا عن الأمة ونصرة قضاياها وفي المقدمة القضية الفلسطينية.