مطار “رامون” تحت نيران اليمن.. رسالة تتجاوز الحدود

د. عبدالملك أبو دنيا

 

 

من المعروف أن الاحتلال الصهيوني نادرًا ما يعترفُ بالخسائر البشرية الفعلية، في محاولة لطمس حقيقة الضعف ولحفظ تماسك جبهته الداخلية. لكن اعترافه بإصابة ثمانية أشخاص في مطار حيوي يفتح الباب أمام تساؤلات أوسع
في لحظة فارقة، دوّت ضربةٌ نوعيةٌ استهدفت مطار رامون في أقصى الجنوب الفلسطيني المحتلّ، لتكشف للعالم أن السماء لم تعد حكرًا على الطائرات الصهيونية ولا التحالفات الغربية التي تحميها.
الإعلام العبري نفسه اعترف بإصابة ثمانية أشخاص، في إقرار نادر يعكس حجم الصدمة التي خلّفتها المسيرة اليمنية وهي تخترق الأجواء المحتلّة دون أي إنذار مسبق.
هذه العملية ليست مُجَـرّد استهداف مطار؛ إنها رسالة استراتيجية تقول للكيان:
أنتم مكشوفون، وأمنكم المزعوم هشّ إلى درجة أن طائرة مسيّرة يمنية قطعت آلاف الكيلومترات لتصيب عمق منشآتكم الحيوية.
البُعد العسكري والسياسي
عسكريًّا:أثبتت العملية أن المنظومات الدفاعية الإسرائيلية، مهما ادّعت التطور، عاجزة عن التصدي الكامل للتكتيكات اليمنية التي باتت أكثر دقة وجرأة.
سياسيًّا:الضربة اليمنية جاءت في توقيت حساس، لتؤكّـد أن معركة غزة والقدس ليست معزولة، بل إن اليمن جزء أصيل في محور الدفاع عن الأُمَّــة.
الكيان وخسائره المخفية
من المعروف أن الاحتلال الصهيوني نادرًا ما يعترفُ بالخسائر البشرية الفعلية، في محاولة لطمس حقيقة الضعف ولحفظ تماسك جبهته الداخلية. لكن اعترافه بإصابة ثمانية أشخاص في مطار حيوي يفتح الباب أمام تساؤلات أوسع:
– ماذا عن الخسائر غير المعلنة؟
– وماذا عن الأثر النفسي والاقتصادي على السياحة والاستثمار في مطار رامون؟
اليمن ورسالة الردع
اليمن اليوم لم يعد محاصَرًا كما كان؛ بل أصبح لاعبًا استراتيجيًّا يفرض قواعد اشتباك جديدة. هذه الضربة القاسية ليست سوى إنذار أولي؛ إذ تنتظر الكيان مفاجآت أعظم، على لسان الأحرار في صنعاء:
القادم أشد وأنكى… والرد لن يكون محدودًا ولا متوقعًا.
البُعد الإقليمي والدولي
هذه العملية كسرت وَهْمَ “الأمن الإسرائيلي” الذي تسوّقه الدعاية الغربية.
أوصلت رسالة للعالم أن أي عدوان على الشعوب الحرة سيقابَلُ بِـ رَدٍّ متصاعد.
وأكّـدت أن معركة فلسطين لم تعد محصورة بين غزة والقدس، بل باتت قضية أُمَّـة تتحرّك من اليمن حتى لبنان والعراق وإيران، ومن سينضم في قادم الأيّام.
ضربة مطار رامون ليست مُجَـرّد خبر عاجل عابر، بل هي تحوُّلٌ استراتيجي يبرهنُ أن الاحتلالَ يعيش حالة رعب دائم، وأن المقاومين يمتلكون زمامَ المبادرة.
الكَيانُ الذي اعتاد الضربَ بلا حساب بات يتلقى الضربات في عمقه، ومن أفق لم يكن يتوقعه. واليمن اليوم يكتب بالدم والصمود معادلة جديدة تقول:
“لا أمنَ للاحتلال، ولا حصانة لكَيانه، حتى يرحلَ عن أرض فلسطين”.

قد يعجبك ايضا