اعتذار الكلمات

أسماء عبدالوهاب

 

الذي يعرف الشهيد العظيم هاشم أحمد شرف الدين عن قرب ومن فترةٍ بعيدة؛ وقبل أن يكون وزيرًا للإعلام في حكومة البناء والتغيير.. سيعرف أنه كان كاتبًا فذًّا عبقريًا متفردًا وعملاقًا من عمالقة الكتابة، لا وصف يوازي إبداعاته ولا كلمات يمكنها أبدًا أن تعطيه حقه.
وما لا يعرفه الكثيرون انه كان يكتب كتابات استثنائية بالغة الأهمية والعظمة- لا وصف يبلغها ولا كتابة تشبهها- دون أن يضيف اسمه إليها. وطلب مني أن افعل ذلك في عدد من الكتابات، لغايةٍ ربما أراد أن يعلمني إياها. وأخبرني حينها كيف أتجرد من اسمي وشخصي.
كان مخلصًا ومتفردًا، فقد تماهى مع القضية لدرجة أنه ألغى شخصه وانصهرت روحه في خدمة المبادئ الحقّة التي يحملها ويؤمن بها بكل وجدانه وعكف على خدمتها سنواتٍ طوال من عمره، والتي تأصّلت فيه وورثها من أبيه الشهيد المجيد والصوّام القوّام أحمد شرف الدين.
وهكذا ظلَّ شرف الدين مجاهدًا شامخًا معطاءًا وكان فارسًا لا يُشق له غبار في ميدان من أعظم الميادين وابلغها أثرًا وتأثيرًا، حتى لقيَّ ربه ونال مُبتغاه شهيدًا سعيدًا.
ولا عجب أن الذي يعرف قدرات وإمكانات هذا المجاهد العظيم سيعلم أنه أكبر من كل مناصب الدنيا وانه فعلًا لا يليق به إلا أعظم منازل الآخرة وأعلى مراتبها.
وأيّمُ الله أنه خسارة لا تعوض. خسارة بحجم وطن بل أُمة.
ويبقى سؤاله العالق في نفسي: هل ستكتبي عني إذا استشهدت كما كتبتي عن كوكبة من الشهداء العظماء؟
وهل ستقبل روحك الطاهرة عذري.. وأنا أجد كلماتي عاجزة أمام مقامكم الأسمى معالي المجاهد الشهيد؟
لكنّها البشرى.. وهنيئًا لكم الفوز والخلود.

قد يعجبك ايضا