بحضوركم المشرف قهرتم الطاغوت

محمد عبدالمؤمن الشامي

 

 

في قلب صنعاء، تحديدًا في ميدان السبعين، تجلّت لوحة حضارية وروحية عظيمة بمناسبة مولد سيد البشرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم، حيث تجمّع ملايين اليمنيين ليس لمجرد طقس ديني، بل ليؤكدوا موقفًا سياسيًا واضحًا: أن الأمة اليمنية لا تنكسر أمام العدوان ولا تتراجع أمام الضغوط، وأن الولاء للرسول صلى الله عليه وآله وسلم مترابط بالولاء للحق والعدالة.
لقد حولتم المولد النبوي إلى منصة جهادية وسياسية، تؤكد أن مقاومة الظلم جزء من هويتكم القرآنية، والدفاع عن المستضعفين واجب ومسؤولية. وفي هذا السياق، أكد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن “القرآن الكريم كشف الدور المفسد لليهود المجرمين وعن عاقبتهم المحتومة بتسليط الله عباده عليهم”، موضحًا أن المخطط الصهيوني “لا يقف عند فلسطين، وكبار مجرميه يجاهرون علنًا بمخططهم الذي يستهدف المنطقة تحت عنوان تغيير الشرق الأوسط و(إسرائيل الكبرى)”.
ولم يكتفِ بذلك، بل ربط السيد القائد مسؤولية الأمة تجاه الشعب الفلسطيني بالواقع المأساوي الذي تعيشه الأمة، مشيرًا إلى أن “مظلومية الشعب الفلسطيني كشفت مستوى الانحدار الرهيب على المستوى الإنساني والأخلاقي والديني الذي وصلت إليه الأمة الإسلامية، ومدى التأثير للحرب الناعمة الشيطانية”، قبل أن يذكّر الجميع بأن هذه المناسبة تأتي “في نهاية العام الثاني من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بدعم أمريكي”.
كما شدّد السيد القائد على دور اليمنيين كأحفاد للأنصار الذين نصَروا رسول الله، وقال إن “أحفاد الأنصار يحملون الراية عاليًا، وسندًا للمسلمين المستضعفين، وتصديا للطغاة الكافرين وأعوانهم المنافقين”، مؤكّدًا بذلك أن الحضور في الميدان، ليس مجرد احتفال ديني، بل موقف سياسي وروحي متكامل، من الولاء للرسول مرورًا بالتصدي للعدوان الإسرائيلي والأمريكي ووقوف اليمن مع فلسطين وكل المستضعفين، وانتهاء برسالة واضحة للعالم بأن اليمن شعب صامد لا يعرف الاستسلام.
أيها اليمنيون الأحرار، لقد قهرتم الطاغوت بحضوركم المشرف، بالثبات والصبر والوعي السياسي والديني، وجعلتم الميدان ساحة انتصار ورسالة للعالم بأن اليمن ماضٍ في مشروعه القرآني، وأن نور محمد صلى الله عليه وآله وسلم باقٍ رغم كل محاولات الطغاة لإطفائه. وهذا الحشد العظيم ليس مجرد احتفال، بل خطوة استراتيجية سياسية وروحية، تؤكد قدرة اليمن على مواجهة العدوان، والدفاع عن فلسطين، وإعادة صياغة معادلات الصراع مع قوى الطغيان، وبداية عهد جديد من القوة والعزة والانتصار.

قد يعجبك ايضا