في ذكرى مُولد من أضاء عتمة الكون

صخر الشاطبي

 

 

هبت الملايين من كل الأصقاع لكي تستنشق الأرواح شذى النور وتفيض القلوب بالحب والإجلال في ذكرى مولد من أضاء عتمة الكون سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
احتفلت اليمن بلد الإيمان والحكمة بذكرى المولد النبوي الشريف للعام 1447هـ مجسدةً أروع صور الإجلال والمحبة لسيد الخلق في صورة بهية وحضور زخم ومشرف يليق بعظمة المناسبة وقداستها لدى أهل اليمن.
تزينت شوارع اليمن ومختلف المدن الحرة وانطلق أبنائها بمسيرات ضوئية بهيجة حولتها إلى أنهار متلألئة من الأنوار بمواكب كبيرة وكثيرة من السيارات المزينة بالأعلام والأضواء الخضراء، ناشرةً عبق البهجة والفرح في أرجاء البلاد شكلت لوحات فنية بهيجة، أضاءت الطرقات وحولتها إلى أنهار متلألئة من الأنوار، وهي تنثر الفرح والبهجة في كل زاوية وتملأ الأجواء بعبق الذكرى العطرة.
لم يقتصر هذا الاحتفاء على المدن الكبرى، بل امتد ليشمل كل بقعة من أرض اليمن، حيث تجلت روح المحبة، بدءاً من تزيين المنازل والمتاجر إلى إقامة الفعاليات الثقافية والدينية التي عززت قيم الصفات النبوية والتربية الإيمانية والجهادية والقيم الأخلاقية الشريفة ..كما تجسدت روح التكافل والعطاء في مبادرات مجتمعية إنسانية مباركة شملت جملة من المشاريع الخيرية ومشاريع الإحسان المختلفة على الأسر المحتاجة في مختلف المحافظات، لتترجم بذلك قيم العون والإحسان والتكافل الاجتماعي التي جاء بها الرسول الأعظم ورسخها الإسلام الحنيف، لم تكن هذه الاحتفالات مجرد مظاهر عابرة، بل كانت تعبيراً صادقاً عن الحب العميق والراسخ الذي يكنه الشعب اليمني لنبيه الكريم، وتجلى هذا الحب بتفاعل مجتمعي كبير لا نظير له، وعمت مظاهر البهجة المدن والأرياف والشوارع والحارات، بل في كل زاوية من أنحاء الوطن الحبيب، بدءاً من عدة مبادرات وأنشطة مختلفة رسمية ومجتمعية، منها أعمال التزيين للمنازل والإنارة للشوارع بالمصابيح واللافتات الخضراء، ثم مبادرات التشجير وحملات النظافة إضافة إلى الأمسيات الثقافية والإنشادية التي صدحت بها الأحياء والحارات الشعبية، وكذلك الفعاليات الرسمية في مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة والمراكز الثقافية.
بهذه المناسبة العطرة تبادلنا التهاني بعبارات تفيض بالمحبة وكلمات صادقة لم تكن مجرد عبارات، بل هي رسائل حب واعتزاز وقوة، تعكس تطلعات الشعب اليمني نحو مستقبل مشرق ينعم بالخير والبركات والحرية والتحرر من الاستعباد والوصاية على شعبنا في ظل قيادة قرآنية حكيمة.
لقد كان الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف في اليمن يوماً مباركاً لتجديد العهد مع الرسول الأكرم وهذا دلالة، على مدى حب وإيمان وارتباط أهل اليمن برسولهم الكريم، ومع قيم الإسلام السمحة وتأكيداً على الوحدة والتكافل الذي يجمع أبناء هذا الشعب العظيم الشعب الوحيد في العالم الذي لا نظير له في الكون الذي يحتفل بمولد النبي الأكرم صلوات الله عليه وآله، اليمنيون هم أنصار الله ورسوله وهم اليوم يجسدون مآثر أجدادهم الأنصار في محبة وتعظيم رسول الله ونصرته، بل أصبح إرثاً متعاقباً في حياتهم جيلا بعد جيل من قديم الأزل …إنها اليمن بلدة طيبة تناسلت من رحمها حضارات أولي قوة وبأس وشورى وحكمة فمنحتها صحف السماء شرف مرتبة احسن القصص وسطرت مجلدات البشر سيرتها في فرادة أسطورية مميزة على نحو غير مسبوق، مما يدل على رفعة ذلك الوطن وسُموّه، وعُلوّه، وعِظم شأنه.

قد يعجبك ايضا