وزارة الثقافة والسياحة تحيي الذكرى الـ26 لوفاة شاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني

رئيس الهيئة العامة للكتاب: البردوني أحد الشعراء الخالدين والمجددين في تاريخ الثقافة العربية

 

الثورة/ خليل المعلمي

بمناسبة الذكرى الـ26 لوفاة شاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني نظمت الهيئة العامة للكتاب على رواق بيت الثقافة أمس بصنعاء فعالية ثقافية بهذه المناسبة تحت عنوان “البرودني حضور متجدد في الوجدان الوطني والعربي” وتضمن الاحتفاء إشهار كتاب “ثوار في رحاب الله” والإعلان عن إنشاء متحف البردوني في مكتبة البردوني بذمار.

وفي كلمته بالمناسبة قدم الأديب عبدالرحمن مراد رئيس الهيئة العامة للكتاب التعازي لأبناء الشعب اليمني باستشهاد دولة رئيس الوزراء الأستاذ أحمد غالب الرهوي مع عدد من رفاقه الوزراء نتيجة القصف الاسرائيلي الصهيوني لبلادنا.

وأعلن مراد إشهار كتاب “ثوار في رحاب الله” للشاعر عبدالله البردوني والذي كان معداً للطابعة في حياته وكان ضمن وثائق حصر الوراثة، مستعرضاً الإجراءات التي قامت بها الهيئة من أجل إخراجه إلى القارئ، حيث استلمت الهيئة نسخة ورقية ونسخة صوتية من ورثته وتمت إجراءات المطابقة والتصحيح والإخراج وإصدارها.

وأكد أن للشاعر البردوني أثر كبير وواضح في الوجدان العربي وهو من الخالدين والمجددين في تاريخ الثقافة العربية، مشيراً إلى أن الهيئة تحتفي بهذه المناسبة من خلال ابراز قدر من النتاج الشعري له وسبق أن تم طباعة ديوانين “رحلة ابن شاب قرناها”، “العشق في مرافئ القمر” وكذلك طباعة كتابه “مستطرف معاصر” والآن يتم إشهار كتاب “ثوار في رحاب الله.

وقال رئيس الهيئة العامة للكتاب نعمل حالياً على إصدار الأعمال الكاملة للشاعر عبدالله البردوني بما فيها الإصدارات الأخيرة، وهي تعمل على منهجية علمية دقيقة، من خلال العودة إلى الأصول الأولى والدواوين الصغيرة وعلى أساسها وبموجبها يتم المراجعة من أجل تلافي أي أخطاء، كما سعت الهيئة إلى منح جزء من مكتبة البردوني في ذمار كمتحف للبردوني وتم تقديمه إلى مجلس الوزراء لاعتماده وسيرى النور قريباً.

وعن الإصدار الجديد أوضح رئيس الهيئة العامة للكتاب أن موضوع الكتاب ومحتواه هو الحديث عن شخوص ثورية، ذات تمايز ونقاء ثوري وهي شخصيات مغمورة تجاوزها التاريخ المكتوب للحدث الثوري وتجاوزتها الكثير من المذكرات الصادرة، لكن البردوني من خلال سرده حاول بيان أدوارها في البناء والنشاط الثوري في منتصف القرن العشرين، وتكمن أهميته في قدرة الشاعر البردوني على التعامل مع تاريخ المرحلة بموضوعية، فقد ألمح إلى الجوانب الثقافية والسياسية، والاجتماعية، والجوانب الخدمية، وتعامل مع المرحلة كتاريخ متحرك وفاعل غير جامد، وفي المحتوى الكثير من الحقائق التاريخية للمرحلة.

وأكد مراد في كلمته أن البردوني كان ضميراً حياً متحركاً في مسار وتاريخ الحركة الثقافية اليمنية، ولذلك فقد أصبحت كتاباته مرجعاً مهماً، وتاريخاً حياً كما دلت قصائده أنه كان قارئاً مهماً للتاريخ من خلال قدرته على استدعاء المماثل التاريخي واستشراف المستقبل من بين إشكالات الحاضر، ومن خلال البصيرة بالتاريخ، ولذلك ظل البردوني يعيش كل لحظات المستقبل جنباً إلى جنب مع أجياله التي لا تزال تقرأ البردوني وتجده تعبيراً صادقاً عنها في جل إشكالاتها المعاصرة لها.

ونوه رئيس الهيئة العامة للكتاب أن الاحتفاء بهذه الذكري يتزامن مع الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، ومن أهم قصائده “بشرى النبوة” التي يعتبرها الكثير من النقاد والأدباء أنها أبدع ما قيل في المديح النبوي الشريف، ولديه قصائد أخرى في المديح ومنها فجر النبوة.

واستعرض الأديب جميل مفرح محتويات كتاب “ثوار في رحاب الله” أوضح فيه أن الكتاب يعتبر رصداً تاريخياً لأشخاص عاصروا الثورة ومن خلال تتبع هذه الشخصيات عكس الوضع الثورة ووضع ثورة الـ26 من سبتمبر، وقال: إن الكاتب المحايد الذي لا يرتبط نتاجه بمصلحة شخصية هو شاهد عدل، خصوصاً فيما يختص بإثبات الحقائق ورصد الأحداث وتدوينها، وقد يكون قاضياً عادلاً عند كتابته للتاريخ.

وأوضح مفرح أن الكتاب يضم بين صفحاته البالغة 220 صفحة الحديث عن 28 شخصية ثورية منهم من شاركوا في الأيام الأولى للثورة أو من ناضلوا من أجلها وهم عسكريون وسياسيون ومثقفون وفنانون ورجال دولة، وكان البردوني قد كتبها لإذاعة صنعاء في ثمانينات القرن الماضي بمناسبة الاحتفال بثورة سبتمبر المجيدة.

وتحدث في الفعالية كل من الأديب والشاعر محمد العديني الذي قدم قراءة لديواني البردوني الأخيرين “رحلة ابن شاب قرناها”، “العشق في مرافئ القمر”، وقدم الشاعر والناقد علوان الجيلاني قراءة لكتاب “مستطرف معاصر”، كما تحدث في الفعالية الدكتور عبدالكريم قاسم والكاتب محمد العابد أمين عام الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان، عن الشاعر البردوني وما يمثله من رمزية ثقافية لليمن وللعالم العربي أجمع.

تضمنت الفعالية التي قدمها الشاعر زياد القحم، وحضرها عدد من المثقفين والأدباء ومحبي الشاعر الكبر عبدالله البردوني، مادة فلمية أعدها أكرم الصمدي تناولت حياة الشاعر ومقتطفات من الأمسيات والفعاليات التي كان يحييها في مختلف الأقطار العربية.

قد يعجبك ايضا