محمد القعود
على خطاك تهطل امطار السماوات والارض..
وتنهض كل اعمدة الارض، تهدي سلام العالمين..
السلام عليك وعلى آلك وصحبك الكرام،حتى يوم النشور..
السلام عليك يارسول الله..السلام عليك يارحمة الله..سلام كله اشتياق ومحبة ..وقلوبنا واروحنا كلها تمضي اليك بشوق كبير لايوقفه مدى ولاحدود..
سلام عليك وعلى خطاك المزهرة ،وعلى خطاك المسبحة للخالق العظيم ،رب الاولين والاخرين..
محمد رسول الله للبشرية كافة ..محمد رسول الله ،للعالمين على صعيد الارض ..رسول الله ..انسان اختاره الله ليكون رسوله وآيه للعالمين.
نتذكره في كل حين وكل وقت وكل نسيم وامين..ونقول :اللهم سلام عليه..وعلى آله وعلى صحبه الكرام،حتى يوم اللقاء المجيد..
محمد رسول الله الى عالم البشريه، على موعد جديد وميلاد عظيم لم تشهده الامة وتجاه الايمان الكبير والواسع العميق..
من أهم أحداث التاريخ الإسلامي والبشرية التي تحولات الرسالة رسالة نور وبيان ومحبة الى الله ، باعتبار أنه حدث تجلت فيه إرادة أمةٍ كاملة البنيان وانتهجت طريق النهضة والعمل والثقة بالله تعالى خالق هذا الكون ، وتخطي جميع العقبات لتصنع تاريخها ومجدها العظيم،وترفع مجدها ، وكانت محطة فارقة في تاريخ الأمة الإسلامية في جميع فصولها ومجد فرسانها..
وبدأ هذا الفن في حياة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وانتشر يمدح كل اعماله الشريفة التي كان يتبعها الرسول الكريم ،ويتبعها في حياته المبجلة والتي هي حياة يتبعه كل مؤمن خلف الصراط المستقيم .
شعراء الامة
وتميّز شعراء من كل ناحية، بتناول كل جانب وميزة الكثير من شعراءالامة ،في شتى الامصار والاماكن المختلفة ،في مسارات مختلفة من خارطة الامة الاسلامية.
ومن يراجع الادب الاسلامي ،سوف يلقى الكثير من عيون الشعر في المديح النبوي الذي فاق من اقرانه وفاق على انواع فنون الشعر الاخرى.
وعلى هذا تملك الارض الشاسعة والواسعة بما اغدق عليه الرحمن بالخير والمن والسلوى..نشر فيه الجليل الكثير من اغاريد الشكر والحمد الذي لايتوقف ابدا..
وكم طمن الاصوات الجميلة ترنمت وشدت وسبحت للخالق ،وعظمت ماوجدت وشاهدت .
وشعر المديح النبوي هو نابع من حب الشعراء للرسول الكريم ولمكانته العظيمة،وهو مديح عفوي يأمل صوت الشاعر الوصول و التعبير عن حبه للرسول الكريم ،يأمل الاعجاب الخالص بكل مايمثلة رسول الرحمة ،وقيم وصور إيمانية ناصعة ومشرقة.
يارسول الله
هاهو الشاعر إلياس فرحات بنقل الصورة التي حوله ،ينقلها بكل المشاعر التي جعلته يذوب شوق واشتياق ولهفتة وحنين..هاهو يعبر عن هذه اللحظة التي يعيشه الشاعر بكل تفاصيلها..يقول :
غَمَرَ الأَرْضَ بِأَنْوَارِ النُّبُوَّةْ
كَوْكَبٌ لَمْ تُدْرِكِ الشَّمْسُ عُلُوَّهْ
لَمْ يَكُدْ يَلْمَعُ حَتَّى أَصْبَحَتْ
تَرْقُبُ الدُّنْيَا وَمَنْ فِيهَا دُنُوَّهْ
بَيْنَمَا الكَوْنُ ظَلاَمٌ دَامِسٌ
فُتِحَتْ فِي مَكَّةَ لِلنُّورِ كُوَّةْ
وَطَمَى الإِسْلاَمُ بَحْرَاً زَاخِرَاً
بِأَوَاذِيِّ الْمَعَالِي وَالفُتُوَّةْ
مَنْ رَأَى الأَعْرَابَ فِي وَثْبَتِهِمْ
عَرَفَ البَحْرَ وَلَمْ يَجْهَلْ طُمُوَّهْ
إنَّ فِي الإِسْلاَمِ لِلْعُرْبِ عُلاً
إنَّ فِي الإِسْلاَمِ لِلنَّاسِ أُخُوَّةْ
فَادْرُسِ الإِسْلاَمَ يَا جَاهِلَهُ
تَلْقَ بَطْشَ اللهِ فِيهِ وَحُنُوَّهْ
يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا أُمَّةٌ
زَجَّهَا التَّضْلِيلُ فِي أَعْمَقِ هُوَّةْ
ذَلِكَ الجَهْلُ الذِي حَارَبْتَهُ
لَمْ يَزَلْ يُظْهِرُ لِلشَّرْقِ عُتُوَّهْ
قُلْ لأَتْبَاعِكَ صَلُّوا وَادْرُسُوا
إِنَّمَا الدِّينُ هُدَىً وِالْعِلْمُ قُوَّةْ
جبل النور
اماالشاعرجاسم الصحيح،فيدور حول شخصية الرسول الكريم ويصور مداه ويسجل نظرته تجاه مساره الاسلامي الشامل والكبير هذه الامة المسلمة التي هي في حاجة ماسة الى جهود جبار تقود في عالم متغير ،ويقول الشاعر:
يا بصمةَ اللهِ في أبعادِ كوكبِهِ
حيث الفضاءُ كتابٌ والمَدَى وَرَقُ
ما كنتَ في العُمْقِ من أحشاءِ (آمنةٍ)
لَحْماً على عَظْمِهِ ينمو ويَتَّسِقُ
بَلْ كنتَ أعمقَ أسراراً مُقَدَّسَةً
من نطفةٍ بمياهِ الخَلْقِ تَصْطَفِقُ
سِرٌّ يَلُفُّكَ في سِرٍّ، وما بَرِحَتْ
عليكَ دائرةُ الأسرارِ تنغلقُ
فافتحْ فإِنِّي (صحابيٌّ)، بِمنزلةٍ
كفؤ (الصحابةِ) إلاَّ أَنَّهُمْ سَبَقوا!
بايعتُ ذكراكَ فانْساَبَتْ لها عُنُقي..
والبيعةُ الحقُّ لا تُلْوَى لها عُنُقُ!
هُنا مدائحُ (حَسَّانٍ) على شفتي
تزهو، وفي الرُّوحِ من أرماقِهِ رَمَقُ
يا صاعداً (جَبَلَ النُّورِ) الذي نَزَلَتْ
منه الحقيقةُ عبر الأرضِ تنطلقُ
عُدْناَ إليكَ من التاريخِ نسلكُهُ
حتَّى (حراءَ) فلم تسلكْ بنا الطُرُقُ
أين الطريقُ الذي سالَتْ خُطاَكَ بِهِ
نَهْراً على كَبِدِ الصحراءِ يندفقُ؟!
أيَّامَ ضَيَّعَتِ الأيَّامُ رحلتَها
فلم تَعُدْ خطوةٌ في نَفْسِها تَثِقُ
تبكي التضاريسُ.. لا روحٌ تهدهدُها
غير الرياحِ التي في التيهِ تنزلقُ!
والوقتُ جَفَّ من المعنَى، فلا هَدَفٌ
في الوقتِ من أجلهِ الساعاتُ تستبقُ
كُلٌّ يُفَتِّشُ عن مجلَى حقيقتِهِ
وليسَ في الأُفْقِ إلاَّ الخوفُ والقَلَقُ
رملُ (الجزيرةِ) ما غنَّى الحُداةُ بهِ
إلاَّ وأَوْشَكَ بالأصداءِ يختنقُ :
مَنْ ذا يُطَبِّبُ في الإنسانِ جوهرَهُ ؟
كاد السؤالُ على الصحراءِ يحترقُ!
وأَوْتَرَتْ قوسَها الأنباءُ عن نَبَأٍ
في فرحةِ السَّهم حين السَّهم ينعتقُ:
مِنْ خارج الأرضِ مَدَّ اللهُ راحتَهُ
نحو الحياةِ ففاضَ البِشْرُ والأَلَقُ
واختارَ (مَكَّةَ) ماعوناً لرحمتِهِ
لا يشتفي طَبَقٌ إلاَّ اشتهَى طَبَقُ
فيضٌ من اللُّطفِ لم يُدْرِكْ حقيقتَهُ
قومٌ بِما فاضَ من أوهامِهِمْ شَرِقُوا!
حتَّى إذا الغيبُ جَلَّى سِرَّهُ.. وإذا
صوتُ الحقيقةِ في الآفاقِ منبثقُ:
بُشرَى الحياةِ برُبَّانٍ.. قد اتَّحَدَتْ
بِهِ الخرائطُ وانقادَتْ لهُ الطُرُقُ
(طهَ).. ومَنْ غيرُ (طهَ) حين تندبُهُ
سفينةُ الخلقِ لا يُخشَى لها الغَرَقُ؟!
يا وردةَ الحقِّ ما زلنا نشاركُها
سِرَّ الشَّذَى فيُحَنِّي روحَنا، العَبَقُ
حَيَّتْكَ في العُمْقِ من أصلابِنا نُطَفٌ
جذلَى تَرَنَّحَ فيها الماءُ والعَلَقُ
واقتادَنا مركبُ الذكرى إلى زَمَنٍ
رَبَّاكَ في شاطِئَيْهِ، الحبُّ والخُلُقُ
تدري (حليمةُ) إذْ دَرَّتْ محالبُها
يوماً سيُشْرِقُ من أثدائِها، الفَلَقُ
في مُرْضِعاَتِ (بني سعدٍ) مَشَتْ قُدُماً..
يمشي وراء خُطاها الحقدُ والحَنَقُ!
ماذا عليها وقد أهدَى الخلودُ لها
نَهْراً تفيضُ بهِ النُّعمَى وتندلقُ!!
يا منكرَ الذاتِ حتَّى آثَرَتْ أَرَقاً
كي يستريحَ عبيدٌ شَفَّهُمْ أَرَقُ
جرحُ النُبُوَّةِ جرحُ الشمسِ.. تسكنُهُ
روحُ الجمالِ.. ومن أسمائِهِ الشَّفَقُ
مِنْ عُزلةٍ لَكَ.. مِنْ حُزْنٍ خَلَوْتَ بهِ
في (الغارِ)..مِنْ هاجسٍ ثارَتْ بهِ الحُرَقُ!
مِنْ (بئرِ ماءٍ) ذوَى حُلْمُ الرُّعاةِ بها..
مِنْ خيمةٍ عاث فيها الطيشُ والنَّزَقُ!
مِنْ كلِّ ذاكَ الدُّجَى.. شَعَّتْ بثورتِها
عيناكَ.. وابتدأَ التاريخُ يأتلقُ!
تَزَوَّجَتْ في يديكَ الأرضُ معولَها
حتَّى تناسلَ منها الوَردُ والحَبَقُ
فاستيقظَ الحُلْمُ مزهوًّا بفارسِهِ
تَضُمُّهُ مقلةُ الدنيا، وتعتنقُ
ولُحْتَ في موكب التوحيدِ ممتشقاً
سيفاً لغير الهُدَى ما كنتَ تمتشقُ
تتلو مزاميرَكَ الغرَّاءَ فانبعثَتْ
على الصدَى ضابحاتُ الحقِّ تستبقُ
وتحملُ المشعلَ الأسنَى بحالكةٍ
ظلماءَ.. يخبطُ في أبعادِها الغَسَقُ
يكفي حصانَكَ من ماءٍ ومن عَلَفٍ
نَفْحُ اللهاثِ على شِدْقَيهِ، والعَرَقُ
عفواً نبيَّ الهُدَى.. عفواً إذا عَبَرَتْ
جسرَ القوافي إلى فردوسِكَ، الحُرَقُ
واعذرْ بياني إذا أبصرتَ بَذْرَتَهُ
تنشقُّ عن نبتةِ الشَّكوَى، وتنفلقُ:
ذكراكَ تُوشِكُ بالأضواءِ تختنقُ..
شمسٌ وليس لها في حَجْمِهاَ أُفُقُ!
أسطولُ فجرٍ وراءَ الغيبِ مُحْتَجِبٌ
ضاقَتْ بمينائِهِ الأرواحُ والحَدَقُ!
مَنْ لي بنجواكَ والنجوَى تُؤَرِّقُني
حَدَّ العذابِ، وحولي أُفْقُها نَفَقُ
أُنْبِيكَ : ما زال هذا الكونُ محكمةً
تقضي بتقطيعِ أيدي غير مَنْ سَرَقوا !
والجرحُ في جوهرِ الإنسانِ ما بَرِحَتْ
دماؤُهُ باتِّساعِ الأرضِ تندفقُ
هَوِّنْ عليكَ فكمْ حاولتَ ترتقُهُ
بالمعجزاتِ ولكنْ ليسَ ينرتقُ
ما ارتابَ خيطُكَ في إيمانِ إبرتِهِ
مُذْ وَسَّعَ الجرحَ مَنْ شَقُّوا ومَنْ فَتَقُوا !
اهدي اليكم قصيدة
وهاهو الشاعر المصري طلعت المغربي يمدح الرسول صلى عليه وآله وسلم،ويغرد بكل مايراه ويسمع به من حول النبي الكريم الذي من الله كل صفات الكرم للنبي العزيز ..وهاهو الشاعر يتأمل بعضها في القصيدة:
يَزْهو القَصِيدُ بِذِكْرِكُمْ يَا سَيِّدِي
فمَقَامُكمْ يَعْلو عَلى الإِطْرَاءِ
أُهْدِى إليْكَ قَصِيدَتي فَلعَلَّنِي
يَوْمَ الِّلقَا أَنْجُو بِذَا الإِهْدَاءِ
مِنْ وَحي سِيرَتِكُمْ أَتَتْ أبيَاتُهَا
والعُذْرُ إِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ إِيْفَائِي
أَرْجُو شَفَاعَتَكُمْ إذَا اجْتمَعْ الوَرَى
أرْجُو رِضَاكُمْ يَا أبَا الزَّهْرَاءِ
نَفْسِي انْجَلَتْ عَنْهَا الهُمُومُ بِمَدْحِكُمْ
وتَبَدَّلَتْ أَكْدَارُهَا بِصَفاءِ
نُورُ النَّبيِّ مُحَمَّدٍ كَشَفْ الدُّجَى
كَالبَدْرِ عِنْدَ الَّليلَةِ الظَّلْمَاءِ
نُورٌ عَلى نُورٍ مَدِيحُ مُحَمَّدٍ
حَقَّاً بِرَغم الأَعْينِ العَمْيَاءِ
فهْوَ السِّرَاجُ وذَاكَ وصْفُ إِلَهِنَا
وضِيَا حَبِيبِي فَاقَ كُلَّ ضِيَاءِ
للعَالمَينَ أتيْتَ أَحْمَدُ رَحمَة ً
وأَرَاكَ لِلْكُفَّارِ سَيْفَ فَنَاءِ
في السِّلْمِ خَيْرُ مُسَالِمٍ يَا سَيِّدِي
والفَارِسُ المغْوَارُ في الهَيْجَاءِ
والصَّحْبُ إِنْ حَمِيَ الوَطِيسُ بِبَأْسِكُمْ
هُمْ يَتَّقُونَ وَعِنْدَ كُلِّ بَلاءِ
هَيْهَاتَ أَنْ أَظْمَأ وذِكْرُكَ سَيِّدِي
للقلْبِ فيهِ مَدَى الحيَاةِ رَوَائِي
يَا وَيْحَ أَرْبَابَ الجَّهالَةِ أَقْبَلُوا
وقُلُوبُهُمْ كَالصَّخـرَةِ الصَّمَّاءِ
جَاءُوا لِعَمِّ المُصْطَفَى وحَبِيْبِهِ
وتَكَلَّمُوا في غِلْظَةٍ وجَفَاءِ
قَالُوا لَهُ ابنُ أَخيْكَ فَرَّقَ بَيْنَنَا
بَلْ عَابَ دِيْنَ القَوْمِ والآَبَاءِ
ومَضَى يقولُ بأَنَّهُ يُوْحَى لَهُ
مَعَ أَنَّهُ كَبَقِيَّةِ الشُّعَرَاءِ
إِنْ كَانَ مَا يَأْتِيهِ مَسَّاً… جَاءَهُ
مِنَّا أَطِبَّاءٌ بِخَيْرِ دَوَاءِ
أوْ كَانَ يَبْغِي المَالَ جِئْنَاكُمْ بِهِ
حَتَّى يَضِيقَ بِذَلِكَ الإِثْرَاءِ
أوْ كَانَ يَبْغِى المُلْكَ كَانَ مَليْكَنَا
وهوَ الرَّئِيسُ وسَيِّدُ الوُجَهَاءِ
شمس الشموس ونورها
يجول الشعراء حول تلك المدن والقرى يتلمسون الاثآر والخطى ويرحلون مع ذكراها واخبارها .. ويالها من ايا من أيام تعبقها الذاكرة..فيقول الشاعر محمد أحمد المجالي:
للحائِرين أَتى فَكـانَ المَولِدُ
وَالوَحيُ بَشَّرَهُ وجاءَ المَوعِدُ
أَوفى رِسالةَ رَبِّهِ مُتَرَفِّقَــاً
نِعمَ الرِّسَالَةُ والرَّسولُ مُحَمَّدُ
شَمسُ الشّموسِ وَنورُها وَضِياؤُها
لَولاهُ لَيلُ الجاهلِيّةِ سَرمَـدُ
لَولاهُ ما عَرفَ الحَيارى رَبَّهُمْ
جَهلاً لِأحجارِ الضَّلالَةِ أَلحدوا
جَعَلَ الفَضائِلَ وَالمَكارِمَ نَهْجَهُ
بَلْ مِنْ فُؤادِ مُحَمّدٍ هِيَ تُولَدُ
سَمْحٌ وإِنْ بَلَغَ التَسامُحُ جَهدَهُ
تُزجيهِ رِفقَاً مِنْ شَمائِلِهِ يَـدُ
يُعطي ويَبذُلُ ما لديهِ مَحَبَّةً
كَالماطِراتِ مِن الغَمامِ وأَجوَدُ
عَفُّ الِّلسانِ كَأَنَ أَيَّ مَذَمَّـةٍ
بِلِسانِ قَومِ مُحَمَّدٍ لا تُوجَدُ
إِنّيْ وقافِيَتيْ وقَلبيْ والمُنى
بِكَ نَرتَجيْ رُشداً وأَنتَ المُرشِدُ
فَابعَثْ إلينا مِن نَسيمكَ نَسمَةً
تَحيا بِها ظَمأى القُلوبِ وأَكبُدُ
واجعلْ لنا يَومَ الشَّفاعَةِ قِسمَةً
غَيرُ النَبيِّ مُحَمّدٍ لا يُقصَــدُ
ثنائي طاعة وعبادة
كما هي عادة الشعراء،ماان يقبضون زهرة عابقة تفوح بعطر من ذكريات الامسية الاجمل والسعيد..وهاهو الشاعر مالك بن الرحل ومعه يطيب لنا كل المفرادت الجميلة..:
ثنيتُ إلى مدحِ الرسولِ أعنَّتي
فأخبارُهُ أروي وعنه أحدِّثُ
ثنائي عليه طاعةٌ وعبادةٌ
فعنْ كلِّ فن من معاليه أبحثُ
ثوابي على ربي فحسبي عفوه
فكمْ بتُّ ألغو في كلامي وأرفث
ثملتُ بكأس الحبَّ فاسمعْ ترنُّمي
ففي ذاك مثنى للنديم ومثلث
ثوى بعدَ موت الوالدين بمكةٍ
مع الجدِ ثم العمّ لا أمر يحدث
ثواءً كريماً لا يدينُ بدينهم
ولا بهوى دنياهم يتشبثُ
ثلاثينَ عاماً ثم زادَ ثلاثةً
إلى السبعةِ الأولى فأضحى يحدث
ثبوتاً ثبوتاً يا محمدُ إنه
أنا الحق فاثبت إنه آن مبعث
ثنايا الهُدى فاطلعْ فهذا كتابنا
يُمهّد ما تدعو إليه ويُدمث
ثبُوا يا عباد اللّه نحوَ نبيكم
سباقاً إلى المنجا ولا تتلبثوا
ثباتاً وأفداداً وأوفوا بعهدكم
فما يستوي موفٍ وآخر ينكث
ثقُوا بجزاءِ اللّه إن مصيركم
إلى جنّة تجلى ونار تورّث
ثمارُ مساعيكم غداً تجتنونها
فتبلون منها ما يطيبُ ويخبث
ثمالكم دينُ النبي محمدٍ
فعضُوا عليه بالنواجذ واخبثوا
ثبُوركم إن تعدلوا عن طريقه
فلا تعدلوا فهو الطريق المُديث
ثرى أرضه طيبٌ فياليتَ أنني
أعفّر خدّي في ثراها وأمغَث
ثراءٌ عظيمٌ أن أعدَّ على الثرى
ليالي دمع من جفوني تنبثُ
ثلاثُ أمانِ لي زيارةُ قبره
ورؤياهُ في نومي وفي يوم أبعثُ
ثكلتُ من الإخوانِ من كانَ قادراً
على رؤية القبر الشريفِ ويلبث
ثقيلٌ عليه أن يفارق أهله
ولا بدَّ من هذا فحتام يمكث
تصوير/ حامد فؤاد