إب عاصمة السياحة

تتميز إب والمحافظة بأكملها بما اجتباها الله من طبيعة خلابة ومساحات خضراء تعم أرجائها في فصل الربيع والصيف وتمتد في بعض أجزائها إلى الشتاء حيث تتوفر فيها المياه لتبدأ عودة الحياة بدورتها وتغير جوها ومناخها المعتدل مع بداية الربيع ويغلب على سكانها البساطة والتواضع والتكافل وامتداد الخير وقد فرضت الحياة السكانية بفقرها وقسوتها على الكثير الهجرة إلى المملكة العربية السعودية وبعض دول
الخليج والولايات المتحدة الأميركية هذه الهجرة غيرت نظرتهم وحسنت من أحوالهم المالية التي مكنتهم من المساهمة في عملية الإعمار والاستثمار وعلى وجه الخصوص في عاصمة المحافظة مدينة إب وفي المجال الفندقي ومنشآت الطعام والشراب فأعطى المدينة رونقا وجمالا وحالة فريدة من البهاء برغم سوء التخطيط الذي أصاب المدن اليمنية وكان امتداد غابات الاسمنت على حساب الأرض الزراعية والمساحات الخضراء وتآكل الأرض وتدمير الحياة النباتية والحيوانية وتحول السكان في محيط المدينة والريف إلى زراعة القات وبكثافة وأصبح الممول الأول للأسرة الريفية ثم الاغتراب فالمهن الأخرى .
في هذه المحافظة تراكم الفساد وصار نهجا في معظم المديريات ويوم هيئ الأمر لتحسين جمال هذه المدينة تعمق الفساد ليبتلع كل ما رصد في عمل عشوائي عاجل فالمبالغة بسرعة الإنجاز وفي ظل غياب الرقابة أوصل إلى نتائج غير متقنة ثم توالى النسيان حتى صارت المدن والقرى مكبا للقمامات وفيضان المجاري الصرف الصحي وخراب الطرقات …….إلخ إن توجه وزارة السياحة نحو تجديد المطالبة بإعلان إب عاصمة للسياحة اليمنية يعد توجها نوعيا لخدمة المحافظة وعملا تدعو له بنوايا صادقة ليكون أحد أهم أعمال فترتها الحالية لكن مثل هذا العمل لا يقتصر على النوايا وإنما يتطلب عملا مشتركا بين المحافظة والوزارة والمجتمعات المحلية ومنظمات المجتمع المدني والشباب المبدع _الذي عقد مؤتمره أو اجتماعه النقابي تحت ظل شجرة وعلى رصيف الشارع _ بحاجة إلى جهود مكثفة وحملة شعبية وتوعوية للمشاركة في أدنى الحدود في حملة نظافة عامة تشمل جميع مديريات المحافظة ولفتة حكومية لإصلاح وصيانة الطرق وإعادة سفلتة ما انتهى منها وتوفير معدات النظافة وتطبيق التشريعات السياحية كخطوة أولى لتكون بادرة إعلان إب عاصمة السياحة اليمنية إضافة إلى تبني عدد من استراحات الطرق الكاملة وليس الهيكلية التي صارت نقمة على السياحة والمجالس المحلية التي عجزت عن استعمالها أو إكمالها . بحاجة إلى مبادرات من رجال المال والأعمال والشخصيات الاجتماعية ومساندة المحافظة بمتابعة نشاط المديريات خاصة ولديها محافظ من أبنائها يتميز بالكفاءة والقدرة والعلم ومعرفة أحوال الناس وإمكاناتهم فالسائح لا يحصر نفسه وأهله بين أربعة جدران فهو يريد الوصول إلى وادي بنا إلى حصون القفر إلى مساحات بعدان الخضراء إلى جمال الشعر وبنيانها إلى جبلة ووادي عنا ونخلان وذي السفال ويحصب والمواقع السياحية التي لا تعد نريدها حملة شعبية شبابية حكومية فليس بمقدور وزارة السياحة أن يشمل عملها كل هذه المديريات والنواحي والعزل أما العمل المكتبي وبين جدران الوزارة قد تخرج بالإعلان وبقرار جمهوري لكنه لن يغير من الوضع العام شيئا مالم توظف القدرات الإبداعية الشبابية وتوظف المجالس المحلية ومنظمات المجتمع المدني والمدارس وكل الفئات العمرية خدمة للوطن ومحافظة إب لتكون عاصمة السياحة والعمل الشعبي وإلى لقاء متجدد.

قد يعجبك ايضا