
هو واحد من أهم المعالم الأثرية والسياحية في اليمن بني على يد علي بن صالح العماري عام 1798-1736م كما تشير الدراسات التاريخية وهو مؤلف من سبعة أدوار يقف شاخصا على قمة صخرة من الجرانيت يبلغ ارتفاعها عشرات الأمتار ومنها اكتسب اسمه وصفته ” دار الحجر” كما يعد الدار مقصدا هاما ورئيسيا للعديد من السياح الأجانب والمحليين نظرا لأهميته التاريخية والتي تنبع من واقع أن الدار يمثل إعجازا هندسيا في طريقة بنائه والتفاصيل المتعلقة بهندسته الداخلية فضلا عن كون موقعه الذي يقع في عمق واد خصيب تحيط به الخضرة من كل اتجاه والإطلالة من شرفاته أشبه ما تكون بالإطلالة على الجنة.
بالرغم من هذه الأهمية التي يمثلها- دار الحجر- إلا أن الفوضى هي العنوان الرئيسي الذي يدلك اليوم على هذا الصرح التاريخي البارز وهي الفوضى التي لا تبدأ من الطرقات التي تقودك إليه ولا تنتهي بالحالة المزرية التي يعاني منها الدار.
كل الطرقات تقودك إلى الهلاك ربما بهذه العبارة استطيع أن اختزل ماهية الطريق فما أن تبدأ بالنزول إلى الدار من الخط الرئيسي “شملان” باتجاه وادي ظهر حتى تواجهك عشرات المطبات والحفر المنتشرة على امتداد الطريق إلى الوادي مما يصعب من مهمة كل قاصد لزيارة هذا الصرح- دار الحجر هذا بالإضافة إلى أكوام النفايات والمجاري التي تطفح على امتداد الطريق.
السفر – هنا – يصبح شاقا جدا’ خصوصا ونحن نتحدث عن معلم أثري وسياحي يقصده آلاف السياح في غياب كامل ومطلق لحضور السلطات المحلية التي يفترض بها أن تعمل على إصلاح هذا الطريق وإصلاح بيئته لتكون بيئة صحية مواتية للسياح والعابرين على حد سواء.
السكوت على مثل هذه الحالة وهذا الوضع يعد جريمة خصوصا وأن الحديث يتناول بعدا يتعلق بصناعة السياحة يصعب من مهمة الحديث عن السياحة وأهميتها كرافد حيوي للاقتصاد الوطني إذ أن العقل والمنطق يفترضان اهتمام الدولة ومعها السلطات المحلية بالمنشآت والمرافق والصروح الأثرية كيف والحديث هنا عن مقصد رئيسي للسياح داخليا وخارجيا يفتقر الطرقات إليه إلى أبسط مقومات السلامة.
وضع مزر
إن الحالة المزرية التي يعاني منها دار الحجر لا تسر عدوا أو صديقا فما أن تدلف من بوابته حتى تواجه الأوساخ والقاذورات المنتشرة في العديد من أرجائه فالنظافة فيه غائبة تماما والوعي بأن يكون هذا الصرح نظيفا غائبا هو الآخر.
هذا هو الوجه الذي يقابل به السياح في الوقت الذي علينا أن لا ننسى هنا أن الوجه هو وجهنا وهو مرآة ستعكس للآخر مضمون ما نتوفر عليه من ثقافة صحية وبيئية .
نحن نتحدث عن رمز تاريخي وننسى تفاصيل أخرى تقود إلى هذا التاريخ وإلى ترسيخ انطباعات بعظيم أهميته ومضمونه أيضا السلطات المحلية غائبة غيابا كاملا ومطلقا.
مجرد صورة
الحديث عن غياب النظافة يقودنا بدوره إلى الحديث عن غياب أهمية التراث والتاريخ وذلك من خلال اللوحات الجدارية التي يفترض أنها تدل السائح وتغني معارفه بأهمية الدار فكل اللوحات المعلقة على جدرانه تفتقد إلى وجود بيانات توضيحية سواء باللغة العربية ناهيك عن اللغة الانجليزية مما يدفعك في نهاية المطاف أن تراها مجرد صورة وتتعامل معها بهذا المنظور.
أين دور وزارة السياحة وهيئة الآثار وغيرها من الجهات المعنية بهذا الخصوص سيما وأن الحديث يتناول هنا ” دار الحجر” كمعلم أثري وسياحي بارز.
للطفولة حضور
“الحسنة الوحيدة التي تقابلك في الطريق إلى دار الحجر ولا تدري أهي حسنة أم سيئة ” هي في أولئك الصبية الصغار المنتشرين على جنبات الطريق يبيعونك كل ما يمكنهم بيعه من فاكهة وخضار بوجوههم الشاحبة ولكنها المرحة أيضا ليطفو في ذهنك السؤال: طالما وأن عمالة الأطفال شر لابد منه نتيجة حالة الفقر التي تمر بها أسرهم فلماذا لا يبيعونك مجسمات صغيرة خاصة بالدار للسياح¿ أقلها سوف يضمن هذا لهم نشاطا على مدار العام.
هل المسألة مرهونة بغياب الوعي بأهمية السياحة كصناعة قادرة على النهوض بأوضاع المناطق السياحية أولا والبلد ككل.
تصوير/ أسامة الغيثي