العدوان على اليمن وإيران وتحصين الوعي! 

يكتبها اليوم / مطهر الأشموري

 

لم يعد أحد يستطيع إلا التسليم بأن أمريكا إما أنها انهزمت في معركة البحر الأحمر أو أنها انسحبت، وذلك يكفي كونه ببساطة يعني فشل أمريكا في فرض استمرار الملاحة البحرية إلى الكيان الصهيوني..

في العدوان على إيران فالرئيس الأمريكي ترامب بعد اليوم الأول طالب إيران بإعلان الاستسلام بل وقال عليها الذهاب إلى واشنطن للتوقيع على ورقة أو صيغة الاستسلام..

ومع ذلك فإيران لم تعلن استسلامها ولم تذهب إلى واشنطن للتوقيع على الاستسلام، والطريف أن من طالب باستسلام إيران هو من طلب إيقاف الرد على إسرائيل، لأن إسرائيل لم تعد قادرة على مواصلتها ولو ليومين اثنين، وفق ما كان مقرراً لها أمريكياً وإسرائيلياً..

وهنا نقول إن أمريكا وإسرائيل معاً انهزمتا أمام إيران فهما انسحبتا وقررتا وقف هذا العدوان..

مثل هذه النتيجة هو معطى لموقف ترامب حين شن العدوان على اليمن أو على إيران وأي منطق أو استخلاص آخر يطرح هو من الحروب الإعلامية والنفسية التي لا علاقة لها بواقع أو وقائع، ولا يفرق مرتزقة اليمن في هذا السياق عن عملاء أمريكا وإسرائيل في إيران..

حتى في الرياضة وكرة القدم فلا يوجد الا فريق ينتصر بوضوح أو ينسحب بوضوح، والفريق المنسحب يعتبر منهزماً غير العقوبات التي تفرض عليه..

الانسحاب الأمريكي من العدوان على اليمن هو الحقيقة الأوضح وكذلك انسحاب أمريكا وإسرائیل من العدوان على إيران..

عندما تصبح الحقيقة بهذا الوضوح الساطع فالمسألة لم تترك مجالاً لأي رأي آخر، وأي آخر يريد الجدل في هذا فلأنه المنهزم من واقع أمركته وصهينته ولم يكن لفضح وانفضاح ذاته المتأمركة المتصهينة وبما لا يقبل أي غطاء وتغطية..

فشل العدوان على اليمن وعلى إيران هو ببساطة فشل لمشروع الشرق الأوسط الأمريكي الإسرائيلي، وفي إطار واقعيتنا فنحن نسلم بانتصار أمريكي إسرائيلي في سوريا، وإذا مثل ذلك يحسب لصالح المشروع الأمريكي ـ الإسرائيلي فالفشل لهذا المشروع هو أكبر وأعمق بفشل العدوان على اليمن وإيران، فهل بمقدور المتأمركين المتصهينين من أبناء جلدتنا أن يتعاملوا بهذه الواقعية ومن أرضية حقائقية لم تقبل بأي تحريف أو تجريف؟..

لم يعد هدفي من هذا الطرح إدانة الأمركة والصهينة ولا إدانة المتأمركين المتصهينين بل إن الهدف الأعم الأهم هو الوعي واليقظة الدائمة تجاه ما يشن علينا من حروب نفسية وإعلامية، ومجرد تأثر أناس بما طرح حول العدوان على اليمن وإيران هو مثل ذلك..

فإذا مسائل وضوحها فوق الحاجة لتوضيح، كما فشل العدوان على اليمن و إيران تجد من يصدق التفافاً وتشكيكاً، فكيف في حالات أخرى هي الأقل وضوحاً وفيها لبوس وتلبيس أو تدليس أو حتى لبس فنحن بحاجة إلى رفع الحصانة العامة ضد الحروب الإعلامية والنفسية خاصة وأن هذا السلاح الخطير عادة ما يترك الدور التنفيذي الأهم في استعماله أو تنفيذه للعملاء والمرتزقة وهذا واضح ولا ينكر سواء في اليمن أو إيران..

هل يعقل أنه لا زال في هذا العالم من لا يعرف أن أمريكا انسحبت من مواجهة البحر مع اليمن، وهل لازال من لا يعرف أن إسرائيل أجهدت نفسها مع أمريكا لإيقاف الحرب مع إيران لأنها لم تعد تحتمل استمرارها حتى ليومين..

من هنا تأتي أهمية رفع الحصانة العامة لتمتلك الأهلية والقدرة على هزيمة الأمركة والصهينة خاصة وأنه في حالات أخرى لا يكون الوضوح فيها بمستوى الوضوح في حالتي العدوان على اليمن والعدوان على إيران..

الذي يعنيني هو عامة الناس الأنقياء و الغيورين والذين لا يمثلون الخط العام والغالبية الشعبية المطلقة وهي تمثل الطرف الأهم والفاعل في مواجهة العدوان الصهيوني وإفرازاتها وقراراتها في تشكلات أو حتى تيارات تمارس الأمركة والصهينة وباتت بمحاولات الأغطية و التغطية تنفضح كصهينة وأمركة ربطاً بمقولة مبارك مصر بعد خروجه من الحكم «المتغطي بأمريكا كالعريان»، فكيف لمن يصبح غطاؤه الصهينة وهو يريد تغطية أو إخفاء صهينته ما أمكن..

العدوان على اليمن و إيران بات بوصلة تكشف من الصهينة في واقعنا، وأي أطياف أو أطراف لا تتعاطى العدوان على اليمن و إيران ولا تسلم بحقيقة أن أطراف هذا العدوان انسحبت وهي على مشارف الهزيمة فهذا هو موقف الأمركة والصهينة كعمالة وخيانة وارتزاق، فهل لنا أن نعي ونرفع حصانتنا في الوعي؟!!.

 

 

قد يعجبك ايضا