في السبعين

صلاح محمد الشامي

• في السبعين تتوارد المشاعر، وتتزاحم، متصلةً بسماء العزة، شموخاً وإرادة، حيث تلمس أن الكل جسد واحد..

مئات الألوف من البشر، لم يجمعهم غرض شخصي، بل جمعتهم إنسانيتهم التي ينتمون إليها بالمستوى نفسه، غنيهم وفقيرهم، كبيرهم وصغيرهم، شيخهم وشبابهم.

الجميع في بوتقة واحدة، تحت مِرجل واحد، هو مِرجل الرجولة والإباء.. الكل بتوجه واحد وهدف واحد وعمل واحد، هو مناصرة فلسطين وأبنائها، وغزة بمدنييها الأبرياء، ومجاهديها الأبطال الشرفاء..

في السبعين ينصهر الكل في كيان واحد، تشعر بالمجد وأنت من مكوناته، وجزء من أجزائه..

في السبعين تخرس الكلمات المؤَلفة وكذلك المنمقة، وتنطق الكلمات الصادقة المباشرة.. يكون الشِعر الحقيقي هو الشعور الذي يعتريك، وأنت تفعل ما تيسر لك من أبواب الجهاد في سبيل الله والمستضعفين، وتعبر عن وجودك الإنساني، وتدافع عن هذا الوجود بوقوفك وهتافك.

في السبعين تسقط المراهنات الجوفاء، والرهانات الحمقاء، وينطق الحق بصوت الشعب.

في السبعين تلجم التحليلات المجدفة في الوطنية والشعبية، وتنتصر الإرادة الشعبية، للقيادة الجريئة الشجاعة المؤمنة (المُهابة)، التي جاءت من الشعب لتعبر عن توجه الشعب، وتجاهد مع الشعب، وتسير في خط الشعب، على خُطى الشعب.

في السبعين تُوءَدُ الفتنةُ قبل ولادتها، وتُنسف الشائعاتُ قبل انطلاقها وشيوعها، وتنتحر المؤامراتُ في أحلام مخططيها وواضعيها، وتنهزم الخيانة قبل ظهورها.

في السبعين تولد الأمنيات، وتبتسم الذكريات، وتتحقق المعجزات، ويُشد أزرُ الجبهات.

في السبعين تنطق الحقيقة، وتخرس الوقيعة، تسمو النفوس، وتُدفنُ النُحوس، وتتبرعم المُنى، ويُغسلُ العناء، وترضى الذواتُ الأبية بتلبية سبط خير البرية.

في السبعين يتم تفريغ الطاقات السلبية، وشحن الإيجابية، وتستمر عمليات الاستعداد للمواجهة المحتومة، بقلوب بالثأر من العدو ملغومة، وبالولاء المحض لولي الله مختومة.

في السبعين يتمرن المؤمن على المواجهة، لتنتفيَ مؤاثرة النفس بالراحة في ظل تلك الاستباحة.

في السبعين يلتقي اليمنيون بأصلهم القديم، فينهلون – من غيثه أو من معينه – أسرارَ الخلود، والمسارعة في طاعة رب الوجود، موفق هذه الحشود، للخروج في سبيله، السائرة على نهج حبيبه ودليله – صلى الله عليه وآله – سر نور قنديله، وشعشعان جبين مدلوله، الولي القائم بأمره في أواخرِ دهره، سيدي ومولاي (عبدالملك بن بدر الدين)، صاحب الراية اليمانية ومولى النصر والتمكين، بإذن رب العالمين.

قد يعجبك ايضا