منتخبنا تحت الضغط النفسي والاقتحام الأمني

د. جابر يحيى البواب

 

الإعلام والإعلاميون أشاروا إلى موضوع منع منتخب الجمهورية اليمنية تحت سن 23 سنة من استكمال برنامجه التدريبي على ملعب كرة القدم بمحافظة مارب، بشكل نقدي إيجابي وسلبي، فهناك من أثار الموضوع بالاستنكار والاستغراب لما أقدم عليه رجال أمن المنشأة الرياضية «ملعب مارب لكرة القدم»، الذين لا يقع عليهم أي لوم ولا يحق لأحد محاسبتهم على تنفيذهم للتوجيهات، ومن يستحق اللوم والمحاسبة هو من أصدر التوجيهات حتى وإن كانت مبنية على عنصر الاتفاق الزمني بين الاتحاد والمحافظة، فذلك تجاوز للمصلحة الوطنية وتدخل في اختصاصات مكتب الشباب بالمحافظة، ومدير الملعب الذي أقدم على تقديم استقالته فور علمه بما حدث للمنتخب، وقصور في الوعي والفكر السياسي والرياضي وعدم إدراك صانع القرار بأهمية الفصل بين الصراع السياسي والرياضة، خصوصا في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها اليمن من عدوان وحرب، أبناء يمن الإيمان بحاجة إلى مساحة من الحرية والتمتع بمقدرات وخدمات بلدهم سواء في مارب أو صنعاء أو عدن وأي جزء من تراب الوطن، لكي يتناسون ولو لبعض الوقت آلام العدوان ومرارة العيش الصعب، الذي فرض عليهم نتيجة قطع المرتبات وارتفاع الأسعار وإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية، وفرض حصار خانق حتى على من يحتاج لتلقي العلاج بالخارج، كما حدث لسفير البحث العلمي الإعلامي والرياضي الدكتور محمد حسين النظاري- عميد مركز التدريب وخدمة المجتمع بجامعة البيضاء، الذي تعرض لجلطة دماغية أفقدته بصره مؤقتا، نتيجة عدم القدرة على نقله من البيضاء إلى مستشفى طبي متخصص بأمانة العاصمة، ناهيك عن عدم القدرة على نقله للخارج لتلقي العلاج المناسب إذا دعت الحاجة لذلك، نسأل الله السلامة والشفاء العاجل للأخ والصديق العزيز النظاري.

الجهات المعنية في مارب ارتكبت خطأ كبيراً بوضع قيود وشروط على استضافة منتخب الجمهورية اليمنية، بينها وبين الاتحاد، وتخلت عن مسؤولياتها تجاه المنتخب الذي كان يستحق الكثير من الاهتمام، بل يجب أن يحصل على الرعاية التامة والدعم والمساندة التي يستحقها كممثل للجمهورية اليمنية في المنافسات الخارجية وخلق أجواء مناسبة للإعداد والتحضير الجيد، الذي يؤهل المنتخب للمنافسة وتحقيق الإنجازات المشرفة، كان يجب أن تكون تلك الجهات في مستوى المسؤولية، والحرص على مصلحة المنتخب الوطني تحت سن 23 سنة، وألا تسمح حتى ولو بتصرف شخصي للإساءة إلى لاعبي المنتخب، والتأثير على حالتهم النفسية، التي سيكون لها مردود سلبي أثناء المنافسات.

اتحاد كرة القدم وكعادته في العمل العشوائي المتخبط والمستهتر يتصيد الأحداث ويصنع حوله الأخبار السيئة وغير السيئة بهدف وضع الاتحاد في دائرة الضحية والمواجه الوحيد لصراع الأطراف من أجل نجاح المنتخبات التي في الغالب تكون ناتجة عن مهارات وقدرات فردية يقدمها اللاعبون، اختتام المنتخب الوطني تحت سن 23 سنة لمعسكره في مارب، يدل على أن خبر اقتحام الأمن للملعب كان مبالغاً فيه، وأن ما تم لم يكن سوى إجراءات أمنية اعتيادية تتم بناء على توجيهات أو معلومات أمنية ليس على رجال المنشأة الرياضية سوى التنفيذ، ولا علاقة لهم بدبلوماسية التعامل، وهذا يحدث في أكثر من فعالية رياضية، لكن تناقل الخبر يزيد من ثقله كل ما مر على الطين والماء، خلاصة القول الخاسر الوحيد في هذا التهريج هم اللاعبون الذين يتأثرون بالأخبار وتهبط معنوياتهم وتسوء حالتهم النفسية، وبالتالي يقدمون مستوى سيئاً أثناء المنافسة.

قد يعجبك ايضا