صورتان ومدينتان



الصورة الأولى: مدينة سيئون حضرموت
مبان طينية وإن كانت مطلية بالألوان فالغرض من ذلك هو إضفاء جمالي متناسق لا تنافر فيه.
مدن ومباني حضرموت باعتقادي مهيأة لأن تكون استوديوهات لصناعة الأفلام التاريخية والخيالية . تذكرت وأنا التقط هذه الصورة مقولة الرئيس الأميركي الأسبق (جيمي كارتر) عندما رافقته إلى حضرموت الوادي عام 1993م فقد كان مذهولا وصامتا لكنه أثناء التجوال في تريم وشبام وسيئون نطق بجملة أسعدتني وأسعدت من معنا في السيارة (الأغرب في هذا العالم أنك تسير عدة أميال وأنت داخل متحف) وصمت لكنه اشتغل بنهم شديد في التقاط كل شيء بكاميرته المتحركة والثابتة .
أنا أيضا رغم أنني زائر دائم لحضرموت الوادي والساحل لم أشبع من التصوير فلا تفوتني وأنا هناك أية لحظة إلا واشتغلت بها . إنه الجمال الآسر يجبر أي متذوق الخوض فيه . الصورة عام 2010 م رقمية.

الصورة الثانية: مدينة جبلة
في عام1990م أخذت هذه الصورة من الزاوية نفسها التي التقطتها عام 1980م أي من باحة مستشفى جبلة النموذجي عندما قمت أنا والصديق الشاعر عبدالكريم الرازحي والأستاذ الفقيد الصحفي محمد الشيخ بجولة استطلاعية صحفية لعدد من المحافظات زرنا خلالها الأطباء الرائعين (مارثا) وزملاءها الذين قتلهم الإرهابيون عام 2002? كنت أعاني من تساقط شعر الرأس عالجوني مجانا وصرفوا الدواء مجانا أيضا وشفيت خلال ستة أيام فقط.
تبدو مدينة جبلة إلى ذلك الحين خالية من النفايات البشرية والصناعية ويظهر قصر الملكة أروى بحالة جيدة وكذلك كان ضريحها الذي هو الآخر تعرض للعبث على أيدي نفس الإرهابيين ما بعد الوحدة.
??? جبلة عام 2008م في الخريف ووجدت جبلة فعلا ?? موسم خريف دائم كل شيء جميل فيها تساقط.
الأطباء الرائعون قتلوا قصر الملكة أروى ينهار ضريحها مدمر نفوس الأهالي أيضا مدمرة حتى أطفال الفقراء الذين كان الأطباء يصرفون عليهم وإعانتهم لتسيير أمور حياتهم مدمرون نفسيا والحزن رفيقهم اليومي بعد فقدانهم أعز الناس لديهم البلاستيك تغلغل في التربة رائحة الأزقة والشوارع تزكم الأنوف.
الناس في حالة شرود دائم الغيول النظيفة تلوثت وبعضها نضب. غادرت جبلة ونفسيتي مهزومة لم أستطع أن ألتقط إلا لقطة من نفس الزاوية لنفس المكان لكني شككت أن المكان هو المكان وأن المدينة والملكة وضريحها والأطباء مجرد أحلام ربما تقادمت هذه الأحلام حتى أني شككت في نفسي أنني كنت هنا يوما ما في عام ما وزاد من شكي أنني وجدت الأطفال .أطفال الفقراء الذين كان الأطباء يرعونهم وجدتهم مجرد أشباح تائهة بين زمن طفولي كان وبين زمن الأكواخ وعنفوان الغبار والرياح. Positive 100AssA

قد يعجبك ايضا