نريد كرة ممتعة.. لا كرة قتالية


انتهى خليجي 22 بالنسبة لنا في اليمن وأصبح من الضروري أن نكف عن جمل المديح والإشادة بمستوى المنتخب والصورة التي ظهر عليها مهما كانت مشرفة وأن نضع جميع الأوراق على طاولة النقاش والتقييم لنقف على جوانب القصور وأسباب الأخطاء التي حدثت لنتمكن من دراستها بشكل جدي وبعيدا عن المناكفات وتصفية الحسابات ومن ثم نبحث عن حلول فاعلة حتى نتجاوز جوانب القصور ونضمن عدم تكرار الهفوات والأخطاء خاصة تلك التي كانت واضحة وكان بالإمكان عدم الوقوع بها دون أن نحتاج لجهد كبير.
اعتقد أن منتخبنا في مباراته الأولى أمام البحرين قدم مستوى لعب أفضل بكثير من المستوى الذي ظهر به أمام قطر والسعودية.. نعم هناك تفاوت في إمكانيات وقدرات الثلاثة المنتخبات ولكل مباراة ظروفها لكنني اتحدث الآن عن التكتيك واللعب الجماعي وانتقال الكرة من معلبنا إلى ملعب الخصم اتحدث عن تشكيل الهجمة ابتداء بملعبنا ونقلها من خلال ثلاث إلى أربع لمسات إلى ملعب الخصم ومن ثم تشكيل خطورة حقيقية على مرماهم.
هذا الشيء كان متوفرا وملحوظا على مدى شوطي المباراة.. يظهر ويختفي بين حين وآخر لكنه موجود وقد مكن منتخبنا من الوصول إلى مرمى الخصم أكثر من مرة كان يمكن أن يسجل فيها لو امتلكنا قناصا جيدا ينهي الهجمة كما يجب .. حسنا موضوع المخلص الهداف القناص يمكن حله من خلال رفد المنتخب بهذا العنصر ولعل المدرب كان يعتمد على أيمن الهاجري لولا الإصابة التي منعته من المشاركة.
نحن نتحدث الآن عن بناء الهجمة عن النقلات البينية عن سرعة التحرك بالكرة من معلبنا إلى ملعب الخصم هذا الشيء كان موجودا في مباراتنا الأولى أمام البحرين ولو بنسبة غير مرضية لكنه ضعف بشكل كبير في المباراة الثانية أمام منتخب قطر ما سهل عليهم الضغط الكبير على منتخبنا واستمرار التواجد في ملعبنا وقلص بشكل ملحوظ من الهجمات على مرمى الخصم فكانت النتيجة انعدام الخطورة على مرمى قطر الذي لم يهدد بشكل جدي إلا ثلاث مرات خلال تسعين دقيقة بينما ظل مرمى منتخبنا تحت التهديد طوال المباراة.
ورغم أن منتخبنا يمتاز بالسرعة ولم تخنه اللياقة البدنية كما كان يحدث في كل بطولة إلا أنه لم يستغل هاتين الميزتين كما يجب إذ لا فائدة من السرعة حتى لو كانت فائقة واللياقة البدنية مهما كانت عالية إذا لم تكن الكرة في متناولك.. إذا لم تستطع استخدامها في خطف الكرة والاحتفاظ بها من خلال تناقلها بين أقدام لاعبيك لبناء وتنفيذ الهجمة وليس الاحتفاظ بالكرة كما كان يفعل لاعبونا حتى يفقدوها أو يمرروها بشكل خاطئ.
حين تستمر الكرة بين أقدام اللاعب لثلاث لمسات يعني أن هناك خطأ يحدث إما من قبل اللاعب أو من قبل زملائه فقد يكون اللاعب هو من فضل الاحتفاظ بالكرة والمناورة معتمدا على مهاراته التي غالبا ما خانته إما أمام كثافة الخصم في نفس المربع أو تفوق الخصم مهاريا وهذا ما كان يحدث مع لاعبينا أو قد يكون الخطأ من زملائه الذين لم يمنحوه فرصة لتنفيذ تمريرة سليمة فالمنتخب السليم الذي يريد أن يفعل شيئا في أرضية الملعب يجب أن يفتح لحامل الكرة أكثر من خيار أو على الأقل خيارين لتمريرها.
منتخبنا في مباراته الأخيرة أمام المنتخب السعودي عانى من هاتين النقطتين في نفس الوقت – احتفاظ اللاعب بالكرة لأطول وقت ممكن فيفقدها أو يمررها بشكل خاطئ – وأيضا عدم فتح مساحات من قبل زملائه ليتمكن من تمريرها بشكل سليم لكنه عانى من النقطة الأولى أكثر ما يعني أنه حتى في حال كانت هناك خيارات للتمرير كان في الغالب يفضل حامل الكرة الاحتفاظ بها خاصة في وسط الملعب وملعب المنافس فكانت الكرة سرعان ما تعود إلى أقدام المنتخب السعودي ولولا الدفاع اليمني الأكثر تماسكا في الفريق وأسلوب الجري العشوائي الذي فرضه منتخبنا على منتخب السعودية وعدم تركيز الثاني الذي سحبه منتخبنا إلى اللعب العشوائي لكانت النتيجة ثقيلة على اليمن.
على كل حال المنتخب اليمني بحسب قول المدرب سكوب هو الأضعف وقد استخدم الإمكانيات المتاحة ليحقق نتائج جيدة لكنه يمثل قاعدة جيدة يمكن البناء عليها.. ربما يحتاج لتطعيمه بعنصر أو اثنين في الهجوم لكنه في العموم أصبح جاهزا ليبدأ المدرب الشغل عليه ويصنع منه منتخبا قويا ومتكاملا يقدم كرة ممتعة وليس كرة قتالية فمنتخبنا قاتل في أستاد الملك فهد في مبارياته الثلاث من أجل سمعة اليمن وإرضاء الجمهور المحتشد وكان له ما أراد لكنه لم يقدم كرة ممتعة.. كرة يستمتع بها الجمهور والمشاهد وسيحقق النتائج التي يريد.

قد يعجبك ايضا