الشلل الدماغي .. خطر يهدد حياة الملايين


■ البرامج الترفيهية تؤثر على نفوس المصابين وتسهل إدخهماجهم في المجتمع

مرض الشلل الدماغي من اخطر الإمراض التي تهدد الأطفال في مجتمعنا اليمني ويقع العديد من الصغار ضحايا لهذا المرض منذ وقت مبكر من حياتهم بسبب القصور الكبير في الوعي المجتمعي إزاء هذا المرض الذي يصيب الطفل عند ولادته إذا لم يتم التعامل السليم وبالطريقة الصحية مع الأم والوليد .
“الأسرة” ناقشت هذه القضية مع عدد من المختصين بهدف الوصول إلى الطرق المثلى للوقاية من الشلل الدماغي .
قصور الوعي
أهم الأسباب التي تقف وراء انتشار مرض الشلل الدماغي في أوساط الأطفال في اليمن يعود كما تقول نيفين الكاف المدير التنفيذي لمؤسسة تنمية القدرات للشلل الدماغي إلى قصور الوعي المجتمعي بالمرض وبطرق تجنبه والوقاية منه ناهيك عن غياب المراكز والمؤسسات التخصصية التي تعنى بالتعريف بهذا المرض الخطير..
وتضيف الكاف التي نظمت مؤسستها الأسبوع الماضي في صنعاء حفلا ترفيهيا للأطفال المرضى ممن تشملهم الخدمات الطبية والعلاجية المقدمة من المؤسسة بأن ندرة المراكز المتخصصة لتأهيل المصابين والمساهمة في وضع استراتيجيات وقائية للحد من نسبة الإصابة بأمراض الشلل الدماغي في اليمن ساهم في انتشار المرض في أوساط الصغار..
وتؤكد نيفين الكاف بأن مؤسسة تنمية القدرات للشلل الدماغي بصنعاء وهي واحدة من أبرز المؤسسات القليلة في البلاد التي تعنى بالمرض حريصة على تعزيز الوعي المجتمعي ونشر الثقافة عن المرض في أوساط المجتمع من اجل التقليل من نسبة الإصابة به وذلك عن طريق إقامة الفعاليات والندوات التوعوية لأولياء أمور الأطفال المصابين وخاصة الأمهات ..

خدمات علاجية
وتوضح بأن المؤسسة تقدم خدمات علاجية لعشرات من الأطفال المصابين في سبيل رعايتهم وتسهيل عملية إدماجهم في المجتمع وذلك من خلال الأقسام والوحدات العلاجية والتعليمية والتوعوية الموجودة في المجتمع والتي تدار تحت اشراف فريق من الخبراء والمختصين من ذوي المهارات المهنية العالية في هذا المجال .
وتضيف بأن المؤسسة تحرص وباستمرار على إقامة برامج وفعاليات توعوية وترفيهية للأطفال المرضى مع أمهاتهم لما يحمله الجانب الترفيهي من جوانب ايجابية على نفسيات الاطفال المصابين إلى جانب تعريف الأمهات بالطرق المثلى في التعامل مع أطفالهن المرضى بما يسهل من عملية إدماج هؤلاء المصابين في المجتمع .

العلاج الترفيهي
ويوضح المختصون في تنمية قدرات أطفال الشلل الدماغي بأنه لا بد من إقامة الندوات التوعوية للتعريف بالشلل الدماغي للأطفال بأنواعه ومايترتب على الطفل من مشاكل حركية ووظيفية والتي تؤثر بدورها على تكيف الطفل بشكل سلبي في مجتمعه و زيادة توعية الأمهات بطبيعة المرض من الناحية الطبية بمفهوم عام وبسيط وتوضيح المفهوم العلمي والمنطقي للعلاج الطبيعي بشكل عام والخاص بالأطفال والذي يجهله الكثير من الأمهات في مجتمعنا .
ويضيف المختصون بأن العلاج الجماعي الترفيهي هو أحد الطرق العلاجية الحديثة في العلاج الطبيعي للأطفال وخاصة المصابين بالشلل الدماغي (النصفي) والتي يعطي نتائج جيدة ويتم فيه إقامة الندوات والفعاليات حيث يتم توعية الحضور بفعاليته وسهولة تطبيقه وتوضيح فوائده للأمهات حيث أن البرامج الترفيهية تحفز الطفل على تحسين مستواه الحركي والوظيفي وتزيد من قدرته على الاعتماد على النفس في الأنشطة الحياتية اليومية سواء في منزله أو في مدرسته و الأنشطة الجماعية الترفيهية على الأطفال والمطبقة بالبرنامج العلاجي لتوضيحه بشكل عملي للحوار وكذلك فتح باب الحوار والمناقشة بين الأمهات الحضور ومن ذوي التخصص .

التدخل المبكر
الدكتور موسى احمد ناجي التويتي مسؤول الشؤون الاكاديمة في نقابة المعالجين الفيزيائيين اليمنيين قال : من خلال إحساسي وبما أشاهده كوني اعمل طبيباٍ في مؤسسة تمنية القدرات للشل الدماغي من حرص واهتمام من قبل أسر الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بأبنائهم ومن مبدأ أن هؤلاء الأسر لهم حق علينا في توجيههم بما فيه مصلحة أبنائهم الغاليين على قلوبنا فلا بد أن نوضح لهم أهمية التدخل المبكر بالنسبة لأبنائهم. إنه من الأهمية بعد مرحلة الكشف المبكر عن وجود إعاقة لدى الطفل يجب على أسرة هذا الطفل أن تتوجه لمؤسسات أو مراكز خدمات التدخل المبكر التي يوجد بها مجموعة من الأخصائيين وهذه المراكز تساهم بمشيئة الله في تحسين قدرات الطفل في مجالات متعددة مثل المجالات (الحركية – الاجتماعية- اللغوية- الرعاية الذاتية-…إلخ) وتعطي أيضاٍ فرصا كبيرة للوقاية من تفاقم وتطور المشكلات لديه إضافة للإرشادات الطبية والفحوصات المخبرية وذلك من خلال مجموعة من البرامج والأنشطة والتي من ضمنها تدريب الآباء والأمهات.
ويشير مصطلح التدخل المبكر إلى أنه نظام متكامل من الخدمات التربوية والعلاجية والوقائية تقدم للأطفال منذ الوالدة وحتى سن 6 سنوات ممن لديهم احتياجات خاصة إنمائية وتربوية والمعرضين لخطر الإعاقة لأسباب متعددة. وبما أن المرحلة العمرية الأولى للطفل تعتبر اللبنة الأساسية في بناء الطفل لذلك تبرز أهمية التدخل المبكر

برامج وطرق
ويضيف التويتي ان الدراسات التي أجريت على برامج التدخل المبكر اثبتت مدى فاعليتها في تقويم الجوانب النمائية الممكنة لهؤلاء الأطفال وأثبتت الدراسات أيضا أن هذه البرامج تْعد مهمة جدا لهؤلاء الأطفال قبل مرحلة التعليم الابتدائي وذلك لتهيئتهم التهيئة المناسبة.
ومن أهم برامج التدخل المبكر التي تقدم هي: برامج الخدمة المنزلية: من خلال هذه البرامج يتم تدريب الوالدين على كيفية التعامل مع طفلهم وتعليمهم المهارات الضرورية ضمن البيئة المنزلية ومن أحد البرامج التي تهتم بهذا الجانب هو برنامج يسمى برنامج (البورتج). البرامج النهارية داخل المراكز: هي برامج خاصة تقدم لهؤلاء الأطفال داخل مراكز التدخل المبكر ويمضي في هذه البرامج ما بين (3-5) ساعات وبمعدل ثلاثة أيام إلى خمسة أيام في الأسبوع يتم فيها تدريبه على مختلف المجالات. برامج الدمج: هذه البرامج يتم فيها الدمج بين الخدمات التي تقدم في المنزل والتي تقدم في المركز وذلك لتلبية حاجة هؤلاء الأطفال وأسرهم بكل يسر وسهولة. برامج التدخل المبكر عن طريق وسائل الإعلام (المقروءة والمسموع والمرئي): هذه البرامج تهتم بتدريب أولياء أمور الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة على كيفية التعامل مع أطفالهم في سن مبكرة. وفي الواقع يوجد لدينا في اليمن مراكز ومؤسسات جيدة تقدم خدمات التدخل المبكر منها مؤسسة تمنية القدرات للشلل الدماغي التي تعنى وتركز على اهمية تطبيق برامج التدخل المبكر.

قد يعجبك ايضا