
ملايين الأطفال السوريين والعراقيين على وشك الموت الذي هربو منه في بلدانهم بفعل النزاعات والحروب إلى بلدان الشتات ليواجهوه مباشرة عبر خطر الشتاء القارس وكأنه كتب عليهم العيش بين سندان الحروب وآلام الشتات مما ينذر بحدوث مآس إنسانية تتكرس فصولها لملايين اللاجئين في أرض المهجر وداخل أوطانهم على مرأى ومسمع العالم المتحضر الذي يدعي حقوق الإنسان وتقصير العديد من المنظمات الحقوقية والإنسانية عن أداء دورها الحقيقي في حماية وإنقاذ أرواح ملايين من الأطفال والنساء والضعفاء في سوريا والعراق اللتين تواجهان حربا مفتوحة ضد الإرهاب وأوضاع أمنية واقتصادية متردية
وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) فان نحو سبعة ملايين طفل سوري وعراقي عالقين في النزاع الدائر في البلدين سيواجهون “شتاء قاسيا” هذا العام.. وذلك مع دخوله بدءا من نوفمبر الجاري حيث تتدنى درجات الحرارة إلى ما تحت الصفر وتلوث الصقيع الثلجي مما يهدد حياة سبعة ملايين طفل سوري وعراقي وهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض الشتاء التي تؤدي في الغالب إلى الموت..
ونقل البيان عن ماريا كالفيس المديرة الإقليمية لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا انه “بعد كل ما عانوه بسبب النزاعات الدائرة في سوريا والعراق سيحتاج أطفال المنطقة لحمايتنا بشكل ملح بسبب قدوم فصل الشتاء وتزايد اعداد الأسر المهجرة”.
وأضافت “لكن بسبب الأوضاع الحرجة التي تتعلق بالقدرة على الوصول لهذه الفئات ونقص التمويل فلن نتمكن للأسف من الوصول للعديد من الأطفال”.
وأوضح البيان أن “الوصول للعديد من المناطق في سوريا يبقى أمرا صعبا أو مستحيلا بسبب الاقتتال الدائر” في هذا البلد مشيرا إلى أن “الوضع في العراق (حيث يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مناطق شاسعة) يشكل تحديا مماثلا”.
وكانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أعلنت الثلاثاء أنها أجبرت على خفض عدد الأشخاص الذين تستطيع تقديم المساعدة لهم للاستعداد للشتاء في سوريا والعراق بسبب نقص التمويل.
وأشار أمين عواد رئيس مكتب المفوضية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أن نحو 13,6 مليون شخص تشردوا من منازلهم في سوريا والعراق من بينهم 3.3 مليون سوري و190 ألف عراقي فروا من بلدانهم وأصبحوا لاجئين.
وقال أن نحو 7.2 مليون سوري أصبحوا نازحين داخل سوريا تشرد العديد منهم عدة مرات.
كما شرد 1.9 مليون عراقي هذا العام وحده — مليون منهم منذ بدء تنظيم الدولة الإسلامية في السيطرة على مناطق واسعة من البلاد في يونيو معلنا “الخلافة” الإسلامية في معظم أراضي العراق وسوريا.
ومنذ مارس 2011 أجبرت الأزمة السورية أكثر من تسعة ملايين سوري على مغادرة منازلهم ولجأ حوالي ثلاثة ملايين منهم إلى الخارج خصوصا إلى دول الجوار.
وأشار عواد إلى أن 11 طفلا توفوا بسبب البرد في سوريا عام 2013 مضيفا أن “الشيء ذاته يمكن أن يحدث عام 2014 مع الأطفال والمسنين والضعفاء”.