
– أعلن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي أن العراق سيحتاج حوالي 80 ألف جندي ذوي كفاءة لاستعادة الأرض التي استولى عليها تنظيم داعش المتشدد واستعادة السيطرة على حدوده مع سوريا.
وقال ديمبسي: في جلسة للكونجرس: “سنحتاج حوالي 80 ألف جندي مؤهل من قوات الأمن العراقية لاستعادة الأرض المفقودة ومدينة الموصل في نهاية الأمر لاستعادة الحدود.”
وقال ديمبسي: إن طلب مزيد من القوات الأميركية في العراق يتعلق بإقامة مراكز للمساعدة في تدريب القوات الإضافية اللازمة.
من جانبه تطرق وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل إلى أن الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش المتشدد ستتصاعد مع تحسن أداء القوات البرية العراقية وكفاءتها.
ودافع هيغل عن إستراتيجية الولايات المتحدة في نفس الجلسة “مع استجماع الجيش العراقي لقواه ستتسارع وتيرة الحملة الجوية لتحالفنا وشدتها جنبا إلى جنب.”
واعتبر هيغل أن عزل عشرات القادة العسكريين العراقيين يشكل “إشارة ايجابية” بأن حكومة بغداد تقوم بإصلاح جيشها وتتقارب مع السنة.
وفيما تعتمد الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد جهاديي ” داعش ” إلى حد كبير على القوات الأمنية العراقية أشاد هيغل بخطوات وزير الدفاع الجديد خالد العبيدي بإجراء تعديلات في أعلى مراتب قيادة الجيش.
وشهد هيغل أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي عن أداء “وزير الدفاع العراقي الجديد وهذه الحكومة الجديدة يقومان بإعادة هيكلة قيادة القوات الأمنية العراقية”.
وكان يشير إلى قرار بغداد الأربعاء الماضي عزل 36 قائدا عسكريا لأسباب مرتبطة بـ”مكافحة الفساد” في اكبر عملية تطهير للمؤسسة العسكرية منذ تراجعها في مواجهة تنظيم داعش.
واعتبر وزير الدفاع الأميركي أن “هذه التغييرات جوهرية”.
منوها بأن وزير الدفاع العراقي “يتجه” نحو تشكيل حرس وطني يعطي سلطات أوسع للعشائر السنية في محافظة الانبار غرب البلاد حيث استغل تنظيم داعش استياء السكان المحليين من الحكومة التي يقودها الشيعة في بغداد.
واعتبر هيغل أيضا أن رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي اتخذ “خطوات في الاتجاه الصحيح” للانفتاح أكثر على السنة لكه أكد ضرورة القيام بمزيد من الإصلاحات السياسية.
وواجه هيغل أسئلة صعبة من النواب الأميركيين حول إستراتيجية الحرب حيث عبر بعضهم عن شكوكهم حيال ما إذا كانت القوات العراقية قادرة على تولي مهمة دحر جهاديي تنظيم داعش بعدما انتهت محاولات واشنطن السابقة لتدريب الجيش إلى فشل.
فقد أدى الهجوم الكاسح لتنظيم داعش في يونيو إلى انهيار العديد من قطعات الجيش لا سيما في محافظة نينوى (شمال) حيث انسحب الضباط والجنود من مواقعهم تاركين خلفهم كميات كبيرة من الأسلحة (بينها مدافع ومدرعات) وقعت بأيدي مقاتلي التنظيم المتطرف.
وكان رئيس الوزراء العراقي أعلن الأربعاء الماضي عزل 36 قائدا عسكريا.
وقال في بيان: إن “القائد العام للقوات المسلحة حيدر ألعبادي اصدر أوامر ديوانية بإعفاء 26 قائدا من مناصبهم وإحالة 10 قادة إلى التقاعد”. ولم يحدد البيان مراكز هؤلاء أو رتبهم أو ما أذا كانوا مسؤولين عن وحدات مقاتلة أو يشغلون مناصب إدارية.
وعين العبادي “18 قائدا في مناصب جديدة بوزارة الدفاع”. وأكد البيان أن هذه القرارات تأتي “ضمن التوجهات لتعزيز عمل المؤسسة العسكرية على أسس المهنية ومحاربة الفساد بمختلف إشكاله”.
من جانب اعترف الجنرال مارتن دمبسي رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي أمام جلسة الاستماع ذاتها في مجلس النواب أمس الأول أن الجيش العراقي شهد انهيارا بسبب “القيادة الفاسدة” والشعور السائد بأن تنظيم داعش “لا يمكن وقفه”.
وأفاد بأن ضربات الولايات المتحدة والتحالف ضد الجهاديين أوقفت تقدم “تنظيم داعش ” مضيفا: “يمكننا النهوض من التقصير الذي أظهروه”.
لكن دمبسي حذر من عواقب وخيمة إذا لم تتمكن حكومة بغداد من الوفاء بوعودها باشراك السنة والأكراد بشكل اكبر في عملية صنع القرار.
واعتبر انه من الضروري أن تبلور الحكومة العراقية “نيتها إقامة حكومة وحدة وطنية” قائلا :”يمكنني أن أتوقع من الآن إذا لم يحصل هذا الأمر فإن القوات الأمنية العراقية لن تصمد”.