طموح مهدد بالفشل


لكل شاب حلم يراوده بامتلاك مشروع خاص يحقق به طموحاته المستقبلية ويكون مديرا لذاته ولديه حرية اتخاذ القرارات في عمله والحصول على لقب رجل الأعمال صاحب المشروع ولكن يصطدم الكثير من الشباب بصخرة رأس المال المطلوب لامتلاك وبدء المشروع ويتخبط الكثيرين بين جدران الحيرة وكيفية الحصول على مصادر التمويل للمشروع الخاص به , وفيما ينجح العديد بتدبر مصادر التمويل بأسلوب أو بأخر إلا أن البعض يخفق في مشروعه وينتهي به الحال إلى الإفلاس.

التفكير بالريادة
وفي هذا الصدد التقينا بالأخ رمزي الدبعي – مدير المكتب الفني بصندوق تمويل الصناعات والمنشآت الصغيرة- حيث تحدث عن دور ومهام الصندوق في دعم مشاريع الشباب وتطويرها, والاسباب الرئيسية لفشل بعض المشاريع الصغيرة , فقال:” قطاع الصناعات والمنشآت الصغيرة يعتبر قطاعاٍ حيوياٍ جداٍ ومهم في امتصاص العمالة واجتذاب الشباب وتغيير طبيعة تفكيرهم ودفعهم نحو الريادة , فبدلا من ان يظل تفكيرهم محصور في وظيفة حكومية , عليهم التفكير بالريادة والحصول على مشروع صغير وعمل خاص وتطويره وتنميته “.
مشيرا الى ان الصندوق يقوم بتمويل وتطوير قطاع الصناعات والمنشآت الصغيرة من خلال تقديم الدعم والتمويل للمشروعات الصغيرة, موضحا بالقول :” نحن مهمتنا في الاساس تمنية قيادة الاعمال وتطوير قطاع الصناعات الصغيرة في العمل”.

اسباب الفشل
وفيما يتعلق بأبرز اسباب فشل المشاريع الصغيرة يقول الدبعي:” الاسباب تتعلق بالدرجة الاولى في إما سوء التخطيط او عدم دراسة المشروع بشكل جيد..او ان الشاب يختار مشروعاٍ لا يتوافق مع ميوله وامكانياته والمهارات التي اكتسبها في حياته وبالتالي يتعذر تلائم الموهبة والمهارة مع الفكرة , بالاضافة الى ان هناك نواحي اخرى للفشل تتمثل في المهارات الادارية ,مهارات مسك الدفاتر ,مهارات التسويق “.
ويضيف مدير المكتب الفني بصندوق تمويل الصناعات والمنشات الصغيرة قائلا:”نحن في الصندوق لا نقوم بتمويل أي مشروع الا بعد ان نعمل دراسة جدوى للمشروع.. يعني لانعتمد على الفكرة التي يقدمها الشاب الراغب في تنفيذ مشروع معين ومن واقع خبرتنا في تمويلات طويلة نستطيع ان نستكشف اوجه القصور او المشاكل في انواع الافكار التي تقدم او قطاعات المشروعات اللي يستهدفها الشباب او يرغب بإقامة مشروع فيها , وبالتالي نحن نقوم بعمل دراسة خاصة في الصندوق وبناء على هذه الدراسة يتم في التقرير انه ندعم هذا المشروع ام لا”.
نصائح
وينصح رمزي الدبعي الشباب التركيز قبل اقدامهم على أي مشروع
ان يكون المشروع في حدود الممكن تنفيذه , فيقول:” يحدث احيانا ان يتقدم الشاب لمشروع بطموح عالُ جدا يتطلب منه تكاليف عالية واقتراض مبالغ كبيرة , فأنا انصح أي شاب بان يبدأ اولا بمشروع بحدود الممكن وفي حدود ضيقة ويبدأ يوسع بالتدريج .. ثانيا ان يكون قريباٍ مما اكتسبه من خبرة او معرفة او من تخصصه العلمي مثلا مع تطوير قدراته في جوانب التسويق والادراة ومسك الدفاتر وادارة فريق العمل, بالاضافة الى ان اراء استشاريين وخبراء الاقتصاد امر
في غاية الاهمية لانه انت تدخل في مشروع جديد معناها انت لا تعرف شيئاٍ عن هذا المشروع وربما خبرات اخرى تقدم لك نصيحة تكون مفيدة لك في التنفيذ”.
برنامج لخريجي الجامعات
وكشف مدير المكتب الفني بصندوق تمويل الصناعات والمنشآت الصغيرة رمزي الدبعي عن وضع الصندوق برنامج خاص بمشاريع خريجي الجامعات , مشيرا الى ان هذا البرنامج نْفذ مرحليا في 2012 و2013 والان يقومون بدراسة اعادة هيكلة السياسة الاقراضية الخاصة بهذا المنتج استنادا لخبرتهم مع السياسة الاقراضية السابقة وعلى ان يتم تنفيذ الهيكلة الجديدة العام القادم .
نموذج ناجح
وحول بعض المشاريع الشبابية الناجحة , يقول الدبعي:” عندنا تجربة مع إحدى الشابات كانت بدأت في معمل صغير جدا للبخور وحالياٍ أصبحت واحدة من اكبر نساء الأعمال في مجال البخور .
وأوضح بأن هذه الفتاة في البداية أنشأت معملاٍ في اليمن لتصنيع البخور وبعد ذلك طورت المعمل وصارت تصدر البخور إلى عمان ومناطق الخليج , لتنجح بعد ذلك في إنشاء معمل آخر في عْمان وتطورت تدريجيا والآن هي واحدة من سيدات الأعمال المعروفات محلياٍ وعربياٍ.
خطط ودراسات
وفي هذا السياق وحتى يكون المشروع ناجحاٍ, يؤكد خبراء الاقتصاد على ضرورة وضع الخطط ودراسات الجدوى قبل الشروع في تنفيذ أي عمل والاستعانة في ذلك بالأكاديميين والمختصين في الاقتصاد أو تجار ورجال أعمال تجنبا لأي فشل قد يحدث لهذا المشروع او ذاك .
ويعرف الأستاذ ذو الفقار علي مكرد- أستاذ إدارة المشروعات الصغيرة بكلية المجتمع صنعاء- المشروعات الصغيرة بأنها أنشطة لتوليد الدخل وهي استثمارات لبعض المصادر والمهارات الخاصة بالشباب بغرض تحقيق عائد مجز للقائم على النشاط وقد تكون مهارات فنية أو إدارية. ويشير مكرد الى ان تنمية المشروعات الصغيرة تساعد على استخدام عمالة وخلق فرص عمل جيدة ’كما تلعب دروا هاما وحيويا في خدمة الاقتصاد الوطني وتعمل على استيعاب أعداد هائلة من الأيدي العاملة وعلى المساهمة بدور فعال في الإنتاج والنشاط الاقتصادي.
عمل ريادي
وبالإضافة إلى أن المشاريع الصغيرة مهمة جدا لاستقطاب الشباب والشابات للعمل الحر واستثمار أموالهم وطاقاتهم في مشروعات صغيرة مما يخفف من حدة التهافت على الوظائف الحكومية , يؤكد الأستاذ ذوالفقار بأن الانخراط في تحمل أعباء مشروع منشأة صغيرة تخطيطا وتمويلا وإدارة يعتبر عملا رياديا يصون الشباب من التعرض لمزالق اللهو والانحراف وما قد يترتب عليها من تبديد للصحة وهدر للأموال وواد للقيم العريقة التي تربى عليها المجتمع.
لافتاٍ الى ان التوسع في إقامة هذه الأعمال الريادية والمشروعات الصغيرة يلعب دورا هاما في توسيع رقعة الممارسة الاقتصادية وتدعيم دور القطاع الخاص وتحويل فكر المواطن من حالة التبعية الاقتصادية للعائل أو صاحب العمل أو الحكومة , الى وضع أصحاب العمل المالكين لمنشآت تعمل لحسابهم ومن ثم ينعمون بالاستقلال الاقتصادي.
ويشير أستاذ إدارة المشروعات الصغيرة بأن الاتجاه إلى الاستثمار في المشروعات الريادية يعتبر عاملا من عوامل الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي وخاصة أثناء الأزمات وفي فترت عدم الاستقرار والركود التي تشهدها المسيرة الاقتصادية من وقت لأخر.

قد يعجبك ايضا