استطلاع / أسماء حيدر البزاز –
سياسيون:
الاضطرابات الأمنية تعيق المسار المدني وتطبيق بنود الشراكة الوطنية
مسؤولية الإعلام الوطنية تراجعت.. وخطابه نزع إلى التحريض
الكارثة أن يتحول الجانب الأمني إلى جزء من اللعبة السياسية عند البعض
حنكة الرئيس هادي جنبت اليمن ويلات تداعيات الصراعات السياسية
● تخطئ النخب اليمنية عندما تدير ظهرها للعمل بروح الفريق الواحد وعندما تستمر في المماحكات السياسية وتتبع الأخطاء واستغلالها سياسيا وإقصاء الخصوم بسبب وبلا سبب.. بالإضافة إلى نزوع الخطاب الإعلامي الحزبي تحديدا إلى التحريض والإثارة .. كل ذلك ساهم في زعزعة أمن المجتمع واتساع رقعة الانفلات الأمني .. وإعاقة مسار المستقبل المدني المنشود الذي يتطلع إليه اليمنيون ..
تقديرات سياسيين ومراقبين للمشهد الأمني المجتمعي.. وافق أخطاره على الحاضر والمستقبل في سياق الاستطلاع التالي:
السياسي الدكتور حمزة الريدي يقول: تعد المرحلة الحالية صعبة للغاية حيث إن أطرافاٍ سياسية تعمل وبشكل غير مباشر على زعزعة الأمن وتفشي ظاهرة الاغتيالات والتفجيرات مما أدى إلى تدهور الوضع الاقتصادي والأمني بصورة أساسية ومن جهة أخرى نشاط تنظيم القاعدة خلال المرحلة الحالية الذي يجعلنا نكون على يقين بأن هناك أطرافا دولية تقف خلف نشاطهم ..
وأوضح بأن كل ذلك الهدف منه عرقلة المرحلة السياسية وعدم الاستقرار والبقاء في مربع الصراع وعدم تنفيذ مخرجات الحوار الوطني ووثيقة السلم والشراكة الوطنية .
واضاف الريدي بالقول: نعم توجد رقابة دولية على تنفيذ مخرجات الحوار ووثيقة السلم وأقرت بنود عقابية ضد كل من يقوم بعرقلة المرحلة الانتقالية لكن لا يكفي ذلك والواجب على منظمات المجتمع المدني والمثقفين وغيرهم العمل على بث الوعي في أوساط المجتمع للتحرر من التبعية للأشخاص وأن يكون همْ الناس الأول هو الوطن بدل الانقسام الذي يستفيد منه أشخاص وباسم الحزبية أو باسم الدين. .ويجب علينا أن ندعم الجيش في خوضه الحرب ضد عناصر الشر .
داعيا الأحزاب إلى تحمل مسئولياتها الوطنية وعدم رهن وطنيتها بالتقاسمات والمحاصصة على حساب قضايا الوطن المصيرية.
واجبات الدولة
* ويرى الباحث الأكاديمي الدكتور أحمد الشبامي أن اضطراب الوضع الأمني يمثل أكبر التحديات لأنه مدخل القوى المتربصة لعرقلة إبحار سفينة الوطن بأمان وإعادة الأمن للمجتمع هي أولى الخطوات التي يقع على الحكومة القيام بها ابتداء بل هي الغاية وجود الدولة .
وقال: صحيح أن الدول بشكل عام تخلت عن مفاهيم اجتماعية بفعل النظام الاقتصادي المتوحش لكنها لم تتخل عن وظيفتها الأساسية وهي أمن وسكينة الشعوب. وبلادنا عانت وتعاني من التفجيرات والإرهاب وتفخيخ الوضع الأمني الذي يستهدف الحيلولة دون استقرار الوضع واستمرار إفشال الحكومة لنزع ثقة الشعب ليس منها فحسب ولكن من الوضع الجديد والتيئيس من نتيجة التغيير .
نقص الجاهزية
* فيما يقول الأكاديمي الدكتور عبدالحميد المطاع: المناخ الذي تعيشه البلاد في ظل اختلال أمني كبير ساعد على زيادة وتيرة العنف والتخريب والاغتيالات والاعتداءات وهو ما نجده على أرض الواقع حيث إن تلك الجرائم كانت تتم في وضح النهار وفي أماكن عامة وهذا أمر خطير.
وأضاف: العنف والتخريب صار للأسف الغاية التي تلهث من ورائها بعض القوى لجني بعض المكاسب ولو على حساب الوطن ولكن من وجهة نظري يظل أسلوب التفاوض والحوار هو الحالة الإيجابية والمنطقية لتجنيب البلاد المزيد من الدمار ويظل نجاح تلك المفاوضات مرهون بقوة وهيبة الدولة حتى تمضي قدما في عملية التسوية السياسية وتنفيذ مخرجات الحوار ووثيقة السلم والشراكة الوطنية .
منوها بأهمية أن تكون القيادة السياسية حاسمة في التصدي للقوى التي تتمادى وتهدد خارطة الطريق التي تمضي وفق نتائج الحوار الوطني وبخاصة أن المجتمع الدولي يتابع باهتمام ويدعم إنجاح المرحلة الانتقالية.
ضعف الأحزاب
* من جهته يقول الناشط السياسي محمد بامخلص أن ضعف الأحزاب والمكونات السياسية وعدم مقدرتها على الاتفاق على قضايا مصيرية من أهم أسباب الانفلات الأمني في اليمن لاسيما في ظل حالة عدم الاستقرار السياسي الذي تعيشه البلاد في المرحلة الحالية.
ويضيف بامخلص إلى ذلك مشكلة تغذية الصراعات الطائفية والمذهبية ودعم أطراف داخلية للاتجاه نحو تقسيم اليمن تحت غطاء حقوقي مستغلة حالة عدم الوفاق السياسي في اليمن وضعف هيبة الدولة الذي جاء كانعكاس للانقسام السياسي بين مختلف القوى السياسية اليمنية مما جعل البلاد ساحة أخرى للمناكفات السياسية البعيدة عن المصلحة الوطنية العليا للوطن الأمر الذي أدى أيضا إلى إضعاف موقف القيادة السياسية التي تعتبر المرجعية الأهم في المرحلة الحالية التي يعيشها اليمن.
إرادة صلبة
* من جانبه يقول الباحث عدنان القدسي: اضطراب الأوضاع الأمنية لا يعني أنها قضية أقوى من إرادة اليمنيين بل سيتجاوزونها لكننا نجتهد هنا في أن نشير إليها حتى يكون الناس على وعي تام بمكامن ونوعية وحدود ومخاطر وأبعاد هذه المعوقات وذلك للتركيز عليها في المعالجات كأولوية .
وأشار إلى مْعوق اعتبره جذر اضطراب الوضع الأمني وهو الخلافات السياسية ذات الجذور والامتدادات القديمة والتي ظلت كامنة في نفوس المتضررين منها وما إن وجدت الظروف المواتية للتعبير عنها حتى انفجرت وألقت بظلالها وقضاياها على المسرح السياسي بطرق مختلفة عقب الأجواء والمناخات والمساحات الديمقراطية التي وفرتها التغيرات التاريخية.
وأضاف: وقد ضاعف من حدة هذا العامل وخطورته حالة الانفلات السياسية التي اعترت البلاد والتي تواصلت بما يشبه الفوضى حتى اليوم الأمر الذي فاقم من هذا الجانب بالإضافة إلى الخلافات ذات الجذور المذهبية والمناطقية .
المجتمع الدولي
* الناشط ماجد الطيري قال: إذا وجدت الإرادة السياسية الوطنية لدى مختلف الأطراف السياسية وبخاصة الرئيسية منها سنتجاوز هذه المعضلة خاصة وأن المجتمع الدولي لا يقف نحو المسألة اليمنية مترقبا فقط بل يقف متابعا ومساندا بكل اهتمام وقوة وهو ما يعد عاملا إيجابيا ومسرعا ومساعدا للتوصل إلى حلول حاسمة تتجاوز أية معوقات راهنة أو متوقعة في المستقبل.
حنكة قيادية
* من جهته أشاد السياسي عدنان القاضي بدور الرئيس هادي في أصعب مرحلة تمر بها اليمن ومساعيه الجبارة في لملمة الوضع والسير بالمرحلة الانتقالية إلى بر الأمان .
واصفا هادي بالرجل السياسي المحنك الذي يعمل بصبر وجهد شديد على الرغم من كل الاختلافات السياسية بين المتصارعين على السلطة ورغم العراقيل والأزمات ومرور البلاد بفترة صعبة جداٍ إلا أن الحنكة السياسية للرئيس جنبت اليمن فداحة وتداعيات الصراعات السياسية التي تعيق مسار مخرجات الحوار ووثيقة السلم والشراكة الوطنية .