القلـق والأداء ..علاقة غامضة!!


الثورة / تنمية بشرية –

يرى خبراء أن الشعور بالقلق والاضطراب عندما يتم وضعنا في موقف يتطلب منا تحقيق أداء معين كعرض تقديمي أو مقابلة شخصية أو مهمة عمل رسمية هو أمر شائع, حيث بينت الإحصائيات أن واحدا من كل خمسة أشخاص يعاني من القلق والاضطراب في هكذا مواقف بالإضافة إلى مواقف متعلقة بتأثيرات خارجية لوضع عام صعب ومجهول على بيئة العمل وقلق العاملين وانعكاس ذلك على الأداء.
كما أن الانهيار تحت الضغط أو عند الاستحقاقات أمر شائع ليس فقط للناس العاديين وإنما لذوي المهارات والمبدعين وعادة ما يتم النظر إلى تأخر الأداء تحت الضغط على أنه فشل سواء كان ذلك في مكان العمل أو غيرها في ميادين الأداء.

الموضوع ليس بهذه البساطة حيث أثبتت الأبحاث العلمية أن التركيب الجيني للشخص له أثر على مدى تحمله للضغط ومستوى أدائه في المواقف العصيبة إلا أن التنشئة تلعب أيضا دورا في تحديد المرونة النفسية للإنسان وتصرف مراكز بحوث عالمية ملايين الدولارات للتمكن من معرفة كيفية القيام بذلك.
وتوصلت النظريات الحديثة إلى أن احتمال الانهيار يزداد كلما زاد التركيز على العمل المراد إنجازه وهذا يعارض كل ما كان معروفا من أن التركيز الشديد يساهم في تحسين الأداء.
مستويات
أثبتت دراسة شهيرة لعلماء نفس أن مستويات معتدلة من القلق تحسن الأداء في البشر والحيوانات وأن الكثير من القلق من الواضح أنه يضعف الأداء وقد ثبتت هذه النتائج مرات كثيرة في تجارب لاحقة.
ويقول أحد هؤلاء العلماء أنه بدون القلق لن نحقق الكثير حيث إن أداء الرياضيين والفنانين والمديرين التنفيذيين والحرفيين والطلاب سوف يتناقص وسوف يقل مستوى الإبداع لديهم مع عدم وجود القلق.
ويضيف: إعادة توجيه عقلك في اللحظات المناسبة إلى شيء آخر سيساعدك على الانسجام مع نفسك والسماح لمهاراتك ومعرفتك بالعمل بحرية.
نشاط
العلاقة بين القلق والأداء معقدة للغاية وهذا ما ظهر لدى إجراء مسح عصبي لنشاط الدماغ في مواقف معينة, حيث إن بعض الأشخاص يحفزهم القلق على تحسين أدائهم وهذا ما يفسر تصريح أبطال رياضيين كبار بشعورهم بالقلق والتوتر قبل المباريات الهامة والتي يؤدون فيها أداء بطوليا. لذلك فإن الأهمية لا تكون في القلق بحد ذاته ولكن في كيفية تعاملنا معه.
ولتحقيق أقصى قدر من الأداء ينصح الخبراء أن يتم شغل الدماغ بأمور أخرى بحيث يقدم الشخص أداء متفوقا تحت الضغط وبشكل غير واع دون الانجرار إلى منطقة الرهبة والخوف والتفكير في سيناريوهات الفشل.
لا ينبغي كذلك أن يكون تركيزك على القلق حول نتائج أو عواقب ما تقوم به أو على كيف سينظر المتلقون لك. ولكن ببساطة يجب أن يكون تركيزك على المهمة التي في متناول يدك. قم بالإعداد جيدا ولكن ليس بقلق شديد وإذا بدأت تشعر بالقلق قم بالتنفس من خلال البطن للحفاظ على نبضات قلبك في المستوى الطبيعي وعدم السماح بارتفاع ضغط الدم بشكل مفاجئ. وتذكر أنه يمكن أن يكون القلق جيدا شريطة عدم زيادته عن الحد الطبيعي فكمية مناسبة من التوتر تعزز أداءك.

قد يعجبك ايضا