بعثة الآثار الروسية تستأنف برنامج دراسة وتوثيق التراث في محافظة أرخبيل سقطرى


■ كتب/ صــادق هزبر –
استأنفت بعثة الآثار الروسية أعمال المسح والتوثيق الأثري الميداني في محافظة أرخبيل سقطرى في إطار برنامج مواصلة دراسة وتوثيق اللغة السقطرية للعام الخامس على التوالي وقال أحمد بله مدير آثار سقطرى السابق والمنسق اليمني المرافق للبعثة لـ”الثورة” إن البعثة الروسية التابعة لمعهد الاستشراق الروسي بموسكو أنجزت تأليف كتاب الأدب السقطري وقاموس الكلمات باللغة السقطرية موضحا أن البعثة الروسية كان لها السبق في عمليات التوثيق الأثري للأرخبيل وكان عالم الآثار الروسي فيتالي ناومكين هو من يرأس البعثة الروسية الذي وطأت قدمه لأول مرة سقطرى قبل 40 عاما في عام 1974م ويرأس اليوم البعثة الروسية التابعة لمعهد الاستشراق الروسي بموسكو التي تقوم منذ العام 1983 بدراسات ميدانية في الجزير.

وكان فيتالي ناومكين -مدير معهد الاستشراق الروسي: أكد في تصريح صحفي سابق: نقوم بدراسات عميقة في الجزيرة حيث تمكنا خلال هذه الأعوام من جمع مواد كثيرة ترتبط باللغة وبالقومية وكذلك قمنا بحفريات كثيرة غيرت لدي الصورة عن هذه الجزيرة التي تنتمي فعلا لثقافة قديمة متطورة جدا ومتميزة جدا.
ويمكن القول بأن أهم صرح تاريخي تمكنا من العثور عليه أثناء الحفريات كان يمثل مستوطنة خاجريا الواقعة في منطقة المرفأ ويعتقد أنها كانت عاصمة سقطرى مع أنه كان في السابق يعتقد بأن مدينة “سوق” العاصمة اللاحقة للجزيرة هي العاصمة الأولى.
ويرى فيتالي ناومكين أنه حدثت تغييرات كثيرة خلال ال20 عاما الماضية في سقطرى ويتذكر فيتالي ناومكين أنه حينما قدم إلى الجزيرة للمرة الأولى كان السكان هناك يقيمون في الجبال وكانوا حتى لا يعرفون أعواد الكبريت حيث كانوا يشعلون النار بفرك العصي.
ولا يزال السكان حتى الآن يحافظون على الشعائر القديمة والاعتراف بوجود الكائنات الخارقة وللأسف خلال الـ10 أعوام الأخيرة لم يبق شيء من كل هذا لدى الباحثين.
– يتابع فيتالي ناومكين:
لحسن الحظ تمكنا من تثبيت عدد كبير من الأساطير والأحاديث بلغة الجزيرة التي تعتبر إحدى أقدم اللغات السامية من دون كتابة تملك هذه اللغة تشابها فقط مع اللغة الأكادية الشيء الذي يبرهن على قدم هذه اللغة ويوجد على الجزيرة عدد من اللهجات المحكية التي تتشابه فيما بينها واخترنا لغة إحدى القبائل التي حللت ضيفا لديها في عام 1974م وتصادقت حينها مع شيخها وبما أن هذه القبيلة تقع في القسم الوسطي من الجزيرة اخترنا لهجتها كمعيار ويمكن القول بأن لغة سقطرى صعبة من ناحية النطق وتمكنا من العثور على طريقة مقبولة لتصوير هذه اللغة ليس فقط بالأحرف اللاتينية بل وبالأحرف العربية أيضا الشيء الضروري للحفاظ عليها وهذا الشيء حصل أيضا على موافقة سكان سقطرى أنفسهم ويجري اليوم هناك اهتمام متزايد بالسكان.
ماتم تسجيله من قبل البعثة من أساطير سكان سقطرى سيجرى طبعه في ثلاثة مجلدات خرج جزء منها إلى النور وتتحدث عن تاريخ الجزيرة ومعالمها القديمة وثقافتها ونشاط سكان سقطرى الحياتي ومعتقداتهم الدينية وعاداتهم دراسة صدرت في موسكو مؤخرا بعنوان “أرخبيل جزر سقطرى” تشمل 30 عاما من عمل علماء الآثار الروس الذين يعرفون عن هذه الجزيرة أكثر بكثير من غيرهم في العالم ومع ذلك مازالت هناك منشآت يصعب تفسيرها.
يضيف ناومكين: إلى هذه القائمة يمكن إدراج معالم حجرية متناثرة بكثرة على الجزيرة ومنها خطوط طويلة من الأحجار المصفوفة فوق بعضها البعض والتي تمتد لعدة كيلومترات لم نستطع حتى الآن تفسير وظيفتها الملائمة وتوجد تفسيرات كثيرة حولها بما في ذلك تفسيرات تنبع من معتقدات دينية ولكن أرى بأن هذه التفسيرات لا تطابق الواقع وكانت هناك تفسيرات تقود إلى أن وظيفة هذه السواتر كانت تحديد أماكن وجود قبائل أو عائلات بعينها وتوجد أسئلة كثيرة حول ماتم العثور عليه من قبلنا وينتمي للعصر الحجري حيث عثرنا على صروح أثرية تنتمي للعصور السحيقة قبل ملايين الأعوام وأخيرا عثروا خلال عمليات الحفر على قرى قديمة وصادفتنا فيها جدران بيوت مبنية من أحجار ضخمة وكثيرا ما كنا نعثر على مثلها في أماكن من غير المفهوم فيها الطريقة التي استخدمت لجلب هذه الأحجار العملاقة وعثرنا على قرية مبنية من الأحجار الكبيرة في مناطق المرتفعات التي يصعب الوصول إليها.

قد يعجبك ايضا