السلطات الإسرائيلية تفتح الحرم القدسي


عمت أمس مسيرة غضب مدينة القدس وأنحاء متفرقة من المدينة ومدن فلسطينية أخرى احتجاجا على الممارسات الإسرائيلية العنصرية المستمرة بحق أهالي المدينة.
وتزامنا مع استلام أهالي الشهيد معتز حجازي لجثة ابنهم الذي سقط على يد قوات الاحتلال الخميس الماضي بينما كان في منزله .
وخرج أمس آلاف من الشبان الفلسطينيين في شوارع مدينة القدس عقب صلاة الجمعة للتنديد بقوات الاحتلال والممارسات البشعة بحقهم رافعين صور الشهيد ومطالبين بالاقتصاص له .
وقام المتظاهرون بالاشتباك مع قوات الاحتلال التي انتشرت في محيط البلدة وبشكل كثيف تحسبا لأي أعمال عنف من المحتجين الغاضبين .
كما قامت قوات الاحتلال بإطلاق النار وقنابل الغاز على المحتجين موقعة عدداٍ من الإصابات في صفوف المتظاهرين الذين كانوا يحاولون دخول باحات الأقصى للصلاة فيه .
وحدث اشتباك في حي وادي الجوز بعد الصلاة بين الشبان الفلسطينيين بحجارتهم والشرطة الإسرائيلية بقنابل الغاز.
وفي الضفة خرج مئات الفلسطينيين من مساجد مدينة نابلس كبرى مدن شمال الضفة الغربية في مسيرة دعت لها لجنة التنسيق الفصائلي بالمدينة عبر مكبرات الصوت بالمساجد.
وحمل المشاركون الذين تجمهروا عند دوار الشهداء وسط المدينة الأعلام الفلسطينية ويافطات تندد بجرائم الاحتلال بحق المسجد الأقصى وأهالي المدينة.
وجاءت التصادمات بعد يوم واحد من مقتل الشاب معتز الخطيب على يد قوات الاحتلال وعقب دعوات فلسطينية لجعل الجمعة يوم غضب احتجاجا على مقتله .
وحمل نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحكومة الإسرائيلية “المسؤولية عن التصعيد الخطير في القدس”.
وأعادت أمس إسرائيل فتح المسجد الأقصى أمام المصلين وبشكل جزئي لمن هم فوق الخمسين بعد أن كانت أمرت بإغلاقه في وقت سابق .
إلى ذلك أعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن قلقه الشديد لتصاعد التوتر في القدس ودعا السلطات الإسرائيلية إلى إعادة فتح المسجد الأقصى الذي أغلق بشكل كامل لأول مرة منذ 14 عاما.
وقال كيري في بيان “من الضروري للغاية أن تتحلى كل الأطراف بضبط النفس وأن تمتنع عن الأعمال الاستفزازية وتحافظ على الوضع التاريخي القائم في الحرم المقدس بالقول والفعل”.
وأدان كيري إطلاق الرصاص على الناشط اليميني يهودا غليك عند مركز مناحيم بيجن في القدس قائلا إن الخارجية الأميركية تسعى للحصول على المزيد من المعلومات عن الحادث.
وكانت إسرائيل أمرت بإغلاق الحرم القدسي أمام المصلين الفلسطينيين تحت حجة الاحتراز الأمني ووقوع مصادمات في المدينة عقب مقتل الخطيب
وأدانت السلطة الفلسطينية القرار ووصفت إغلاق المسجد بأنه بمثابة “إعلان حرب”.
كما أدانت الكثير من الدول قرار قوات الاحتلال بإغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين ومن ضمنها الاردن التي وصفت قرار الإغلاق بأنه تصعيد خطير.
وأجبرت الضغوط والتدخلات الأميركية الشرطة الإسرائيلية على فتح الطريق للمصلين من النساء وكذلك الرجال الذين تجاوزوا الخمسين من العمر.
وأظهر أمس تقرير شرعي من معهد القدس للطب الشرعي أن وفات الخطيب كانت ناتجة عن نزيف دموي حاد نتيجة إصابته بعشرين طلقة في الرأس.
وقالت الشرطة الإسرائيلية أنها قتلت فلسطينياٍ يشبته في أنه من أطلق النار على الناشط اليهودي غيليك يدعو لتأمين حق اليهود في إقامة صلاتهم في ساحة الأقصى.
ويعد وضع القدس والحرم القدسي من أعقد قضايا الحل النهائي في المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
وكان غيليك يهم بمغادرة مؤتمر ناقش المشاركون فيه ما يرون أنه حق اليهود في الموقع الذي يعتبرونه الأكثر قدسية لديهم.
وأطلقت الشرطة الإسرائيلية النار على الفلسطيني الذي يشتبه في إطلاق النار على غيليك بعد تطويق منزله في منطقة ابو تور.
ونشرت شبكات أنباء فلسطينية صوراٍ تقول إنها لجثمان الفلسطيني الذي يدعى معتز حجازي على سطح منزله.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إنه تم إطلاق النار عليها بعد محاصرة المنزل وردت بإطلاق النار وأصابت المشتبه به.
إلى ذلك وفي سياق الحملة العدوانية المستمرة التي تمارسها قوات الاحتلال بحق المقدسيين كشفت صحيفة “هآرتس” أن شرطة الاحتلال في القدس بدأت مؤخراٍ بتفعيل نظام عقوبات جديد يتيح معاقبة الأهالي الذين يشارك أبناؤهم في عمليات رشق الحجارة .
وقالت الصحيفة أن النائب العام في منطقة القدس نوريت ليتمان صرحت انه ” وفقاٍ للقواعد الجديدة فإن أولياء أمور الأولاد الذين يضبطون وهم يشاركون برشق الحجارة سيطلب منهم التوقيع على تعهد يلتزمون بموجبه بعدم تكرار ذلك ومرفق بالتعهد إيداع كفالة مالية بمبلغ كبير سيتم تحصيله في حال اْلقي القبض على الطفل وهو يشارك ثانية في أعمال رشق بالحجارة” .
وادعت ليتمان ان الهدف من ذلك هو “تعزيز رقابة الأهل على أولادهم”.
ووفقا لإحصائيات نيابة الاحتلال فإن الأشهر الأخيرة شهدت تزايداٍ في نسبة لوائح الاتهام التي تم تقديمها في منطقة القدس ضد من وصفتهم بمثيري الشغب وراشقي الحجارة حيث شهدت الفترة منذ شهر تقديم حوالي 100 لائحة اتهام وهو ضعف العدد في نفس الفترة من العام الفائت .

قد يعجبك ايضا