منذ عام 1969م تاريخ احراق المسجد الأقصى من قبل العصابات اليهودية المتطرفة وحتى اللحظة الراهنة يواصل الكيان الصهيوني أعماله الاجرامية والعنصرية ضد المدينة المقدسة في فلسطين المحتلة وقد صعد ذلك الكيان العدواني من تلك الأعمال الإجرامية خلال اليومين الماضيين وقامت سلطات الاحتلال باغلاق كافة أبواب المسجد الرئيسية ومنعت حتى دخول العاملين إليه.
حيث تواصل تل أبيب من خلال اليهود الصهاينة عزل تلك المدينة عن العالم تحت دواعي الطقوس الدينية المحرفة أو ما يسمى بالأعياد اليهودية حيث فرضت قوات الاحتلال قيودا على دخول المصلين من الاشقاء الفلسطينيين ومنعتهم بقوة السلاح من دخول المسجد بمن فيهم طلبة العلم الشرعي وسط أعمال استفزازية من قبل اولئك الصهاينة ضد المصلين الفلسطينيين.
وقد تزايدت تلك الأعمال العدوانية بالظرف الراهن حيث جرى دخول مجموعا ت من المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى من ضمنهم النائب المتطرف في الكنيست موشيه تزامنا مع احتفالات عيد المظلة اليهودي حيث تم السماح لليهود بزيارة الحرم لساعات معينة تحت مراقبة شديدة دنسوا خلالها باحات ومرافق المسجد الأقصى بكل غطرسة وعنجهية.
يأتي ذلك في ظل صمت مريب من قبل الدول العربية والإسلامية التي اعفت نفسها حتى من مجرد إدانة تلك الأعمال العنصرية التي تمارسها سلطات الاحتلال الصهيوني وما تقوم به من استحداثات وتدمير ممنهج وتعزيزات كبيرة ينفذها جنود ذلك الاحتلال في مدينة القدس التي تتعرض بالظرف الراهن لأكبر عملية تهويد وتحديدا الحرم القدسي الشريف.
خاصة وقد وجد اولئك الصهاينة في اعتداءاتهم المتكررة على القدس والمسجد الأقصى المبارك دعما ومساندة من قبل السياستين الأوروبية والأميركية اللتين لم تحركا ساكنا إزاء تلك الممارسات العنصرية بالإضافة إلى التخاذل العربي والاسلامي لا سيما من قبل جامعة الدول العربية كون ذلك الموقف المتخاذل أضفى مشروعية لتلك الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.
لذلك فإن إغلاق الحرم القدسي يعتبر مؤامرة قديمة جديدة في آن واحد بهدف تقسيم القدس دينيا وسياسيا وفكريا في محاولة لتكريس حرب دينية في المنطقة العربية وهو ما يظهر حقيقة المشروع الصهيوني الرافض لكل الاتفاقيات والأعراف الدولية للسلام واحترام الأديان جرى التعنت الإسرائيلي انطلاقا من رؤى صهيونية محددة ترى بأن معنى السلام ودلالاته الواقعية على الارض لا يمكن أن يكون الا سلاما إسرائيليا يحفظ مصالح الكيان الغاصب ويعزز أمنه واستقراره ويعطي مشروعية كاملة لاستمرار مشروعه الاستيطاني وكذا سياسة التهجير للشعب الفلسطيني وجرف الأراضي وهدم المنازل.
خاصة وهناك دعوات لتحريك المفاوضات المطروحة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي التي لا تعني في أي حال إلا تكريسا للمشروع الاستيطاني وتطويرا له الأمر الذي يجعل من عقد جولات جديدة لاستئناف المباحثات لصالح إسرائيل ليس إلا لأنه غير مجد ولا يخدم أي مفاوضات مرتقبة للقضية المركزية.
Prev Post
قد يعجبك ايضا