حظيت الانتخابات التشريعية في تونس بترحيب عربي ودولي واسع باعتبارها خطوه هامة نحو الانتقال الديمقراطي السلمي وتعزيز الأمن والاستقرار في البلد حيث أكد التونسيون من خلال إقبالهم الواسع على صناديق الاقتراع رغبتهم في الحفاظ على مدنية الدولة وهيبة مؤسساتها ولحماية المشروع الوطني ومكاسبه التي باتت مهددة بالانهيار في حين أكد حزب نداء تونس الفائز بهذه الانتخابات بأنه لن يحكم تونس بمفرده أن الأقربين ديمقراطيا أولى بمشاركة نداء تونس بالحكم ..
وأعلن حزب نداء تونس العلماني أمس أنه لن يحكم تونس بمفرده بعد فوزه على حركة النهضة الإسلامية التي حلت ثانية في الانتخابات التشريعية الحاسمة التي أجريت الأحد الماضي
وقال الباجي قائد السبسي رئيس ومؤسس حزب نداء تونس في مقابلة بثها تلفزيون “الحوار” التونسي الخاص “أنا لا أتحالف مع أحد وإنما أتعامل حسب الواقع”.
وأضاف: أخذنا قرارا قبل الانتخابات بأن نداء تونس لن يحكم وحده حتى لو حصل على الأغلبية المطلقة يجب أن نحكم مع غيرنا مع الأقرب إلينا من العائلة الديمقراطية لكن حسب النتائج”.
وأضاف السبسي: الناس الذين لديهم أفكار غير أفكارنا نقبلهم ونتحاور معهم ولا نعتبرهم أعداء بل منافسينا” وذلك في إشارة إلى حركة النهضة وإن “تونس في حاجة ملحة للخروج من الوضع (الصعب) التي هي فيه لا أتصور انه بإمكاننا تحسين الوضع في اقل من سنتين على الأقل لأن الحالة وصلت إلى درجة نهائية” من التردي.
ووعد بـ”إرجاع الدولة” و”الاستقرار” إلى تونس التي قال أنها تمر بوضع “متدن في كل الميادين” متوقعا ان يساعد الغرب بلاده لكن شرط “وقف التيار الإرهابي”
وأكد السبسي “نحن لم نعد بشي. الشيء الوحيد الذي وعدت به هو إرجاع الدولة التونسية لأني اعتقد أن كثيرا من مشاكلنا الآن والوضع المتدني الذي تمر به بلادنا في كل الميادين الأمنية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية ناجم نقص الدولة الدولة التونسية لم يبق لها حضور”.
إلى ذلك أقام أنصار حركة النهضة تجمعا أمام مقر حزبهم احتفالا بـ”العرس الديمقراطي” حضره راشد الغنوشي وعلي العريض الأمين العام للحزب الإسلامي.
وقال الغنوشي للصحافيين “نهنئ تونس بهذا العرس الديمقراطي الذي بوأها مرة أخرى موقع الصدارة والقيادة في العالم العربي وجعلها منارة في العالم العربي. نحن نهنئ أنفسنا بهذا العرس”.
وخاطب أنصار حزبه قائلا “تونس اليوم رايتها عالية في العالم لأنها البلد الوحيد الشجرة الوحيدة القائمة في غابة مكسرة في العالم العربي”.
وسيكون على الحزب الحاصل على اكبر عدد من المقاعد تشكيل ائتلاف ليحصل على الأغلبية (109 مقاعد من 217).
وأقرت حركة النهضة بناء على تقديراتها الخاصة للنتائج بحلولها ثانية في الانتخابات خلف نداء تونس الذي أعلن “انتصاره”.
وقال المتحدث باسم الحزب زياد العذاري أن الفارق بين الحزبين يبلغ نحو 12 مقعدا.
وفي سياق متصل رحبت الدول العربية بنتائج الانتخابات التونسية التي جرت في ظروف سادها الهدوء”.
وأكدت بأن نجاح الانتخابات جاءت نتيجة لـ”وعي الشعب التونسي وحكمة قواه السياسية التي فوتت فرصة إجهاض عملية الانتقال السلمي” ووصفوها بأنها “الخطوة التاريخية نحو تعزيز العملية الديمقراطية وبناء دولة المؤسسات والقانون”.
من جهته هنأ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تونس بإجراء الانتخابات البرلمانية وقال “إنها خطوة حاسمة من اجل مستقبل البلاد.
وأضاف في بيان نشر على موقع الأمم المتحدة على الانترنت إن الانتخابات التي أجريت الأحد تشكل “حجر زاوية في عملية التحول الديمقراطي
كما أشاد مراقبو الاتحاد الأوروبي بالانتخابات التشريعية التونسية ووصفوها بأنها “شفافة” و”ذات مصداقية”. وقالت رئيسة البعثة في مؤتمر صحفي إن الشعب التونسي “عزز التزامه الديمقراطي بفضل انتخابات ذات مصداقية وشفافة مكنت التونسيين من مختلف الحساسيات السياسية من التصويت بحرية لمجلس تشريعي وفقا لأول دستور ديمقراطي” في البلاد..
وأضافت أويتبروك وهي عضو بالبرلمان الأوروبي: “جرت الحملة الانتخابية على نطاق واسع في هدوء. وتمكنت القوائم (الانتخابية المترشحة) من تقديم برامجها بحرية وقد احترمت عموما معايير الحملة الانتخابية التي ثبت أنها معقدة جدا”.
فيما هنأ وزير الخارجية الأمريكية جون كيري الشعب التونسي على الانتخابات البرلمانية التي خاضها ووصف في بيان صادر عن مكتبه أمس تلك الانتخابات بـ”الخطوة الكبيرة لتشكيل برلمان منتخب بشكل ديمقراطي ولبناء الأساس لمستقبل ديمقراطي وآمن ومزدهر”.
كما هنأت كندا على لسان وزير خارجيتها جون بيرد الشعب التونسي بإجراء الانتخابات. وقال بيرد إن التونسيين مارسوا حقهم الديمقراطي في انتخابات حرة ونزيهة..
ويرى المراقبون أن الانتخابات البرلمانية “أحيت من جديد مسار حركة الإصلاح التونسية التي بدأت مند القرن التاسع عشر بقيادة نخبة متنورة كان لها دور كبير في تراكم مكاسب الحداثة التي قادتها لاحقا دولة الاستقلال بقيادة الحبيب بورقيبة”
وكانت الانتخابات قد أسفرت عن تقدم حزب نداء تونس العلماني وحصوله على حوالي 80 مقعدا من إجمالي عدد مقاعد البرلمان البالغ عددها 217 مقعدا فيما حازت حركة النهضة على المركز الثاني .
Prev Post
Next Post
قد يعجبك ايضا