خبراء: الثروة البشرية عبء ثقيل على التنمية في اليمن


تعاني اليمن عدداٍ من المشاكل التنموية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية على الرغم من امتلاكها مقومات النهوض ما يؤهلها لأن تمارس دورها الريادي والحضاري وإحداث نهضة تنموية على كافة الأصعدة.
وطبقاٍ لخبراء ومختصي إدارة الأعمال والتنمية البشرية فإن المشكلة الرئيسية تتمثل في تخلف العنصر البشري لإدارة هذه الموارد وترشيد استغلالها لخدمة التنمية الشاملة والمستدامة .
يرى الباحث في التنمية الاقتصادية والبشرية علي أحمد غزوان أن عدم استغلال هذه المقومات الاقتصادية الكامنة الطبيعية والبشرية لرفد الاقتصاد الوطني يجعلها عبئاٍ على التنمية في البلد فالموقع الحساس جعل من اليمن محط أنظار الدول الإقليمية والدولية .
ويؤكد أن الثروة البشرية أهم عنصر من عناصر التنمية تمثل عبئاٍ ثقيلاٍ على التنمية في اليمن وذلك من خلال اختلال التوازن بين النمو الاقتصادي والنمو السكاني في البلد.
ويشير إلى أن المشكلة الرئيسة في اليمن تتركز في تخلف العنصر البشري ومدى إدارته لموارده المتوفرة في بيئته ومدى استغلالها الاستغلال الأمثل لكي تفي بالغرض وتسد حاجة السكان في الوقت الحاضر مع مراعاة ديمومتها للأجيال القادمة. فالعالم اليوم أصبح قرية واحدة لا عائق طبيعي أمام تقدمه ونهوضه ولا حائل بينه وبين حصوله على العلم والمعرفة إذا توفرت الإرادة والعمل والإصرار على النجاح والاعتزاز والثقة بالنفس وعدم الاتكال على الآخرين شرقاٍ أو غرباٍ لكي يمدوا لنا يد العون والمساعدة وأحيانا الحماية.
الأزمة التي تعاني منها اليمن ليست أزمة موارد كما يحلو للبعض تسويقها ولكن أزمة فكر وإرادة وإدارة.
ويضيف غزوان : فضلا عما تمتلك الأرض اليمنية من معادن وثروات طبيعية أخرى إلا أن المواطن اليمني لا يزال يسجل أرقاماٍ قياسية متدنية ليس على مستوى العالم بل على مستوى البلدان النامية فمؤشرات التنمية البشرية للبلد من المستوى المعيشي والتعليمي والمواليد والوفيات والعمر المتوقع ومستوى الدخل والبطالة ما زالت تسجل اليمن أدنى معدلات التنمية في العالم.
ويؤكد أن ذلك يدل على غياب الرؤية التنموية والتخطيط الاستراتيجي طويل الأمد التي تنبثق عنها الخطط الخمسية الاجتماعية والاقتصادية العامة للبلد وهذا بلا شك نتيجة الوضع السياسي المضطرب وعدم الاستقرار وممارسة سياسة التلفيق والترقيع الوقتي والحلول الآنية وسياسة العلاج بالمسكنات والعلاج السطحي للمشاكل دون التبصر بمعرفة أسباب المشاكل وحلولها من جذورها ومعرفة الأسباب والوقاية من تكرارها .
اتساع
هناك العديد من المشاكل “بحسب دراسات وتقارير بهذا الخصوص” الناتجة عن ذلك منها هجرة رأس المال وهجرة العقول والخبرة وتردي التنمية واتساع حلقات الفقر والبطالة واتساع الفجوة الغذائية وزيادة التبعية الاقتصادية وتسجيل عداد التنمية نقاطاٍ متراجعة إلى الخلف بدلاٍ من محاولة ردم هذه الفجوة واللحاق بركب الحضارة والأخذ بوسائل التقدم والرقي.
ويقترح غزوان حلولاٍ وبرامج لمواجهة هذه المشاكل تركز على اهمية الاهتمام بالعنصر البشري وتنمية مواهبه واستغلال قدراته وتحصينه علمياٍ وصحياٍ ومعرفياٍ وثقافياٍ ومادياٍ كونه العنصر الأساسي في التنمية فهو وسيلة التنمية وهدفها في الوقت نفسه.
انخفاض
يرى خبراء أن أسباب تصنيف اليمن المنخفض في التنمية البشرية يعود جزء منه الى عدم الاستثمار في الموارد البشرية و توقف معظم المشروعات بما فيها مشاريع التعليم والمشاريع المتصلة بالتنمية البشرية سواء في مجال الصحة أو التعليم أو في مجال توليد فرص عمل للدخل وبالتالي هذه هي أهم الأسباب.
ويؤكد أستاذ الادارة الحديثة بجامعة صنعاء الدكتور أحمد الماوري أن اليمن متأثرة فيما يتعلق بتحقيق أهداف التنمية البشرية وأهداف التنمية الألفية بشكل عام وهذا ناتج عن قصور في الأداء وفي حجم الموارد المتاحة التي تخصص وتوفر لهذا الجانب.
ويشير إلى أن أهم الأسباب يرجع إلى الدخل السنوي للفرد اليمني ونظرا لارتفاع الأسعار ومعدلات التضخم وانحدار فرص العمل هذا كان له اثر بالغ في تراجع دخل الفرد والذي يعتبر من المقاييس الرئيسية للتنمية البشرية.
ويؤكد أهمية بناء الإنسان والاهتمام بالكفاءات وبناء الطاقات الإدارية في هيكل الدولة في القطاع العام أو الخاص حيث أن بلادنا بحاجة لثورة حقيقية لتطوير حقيقي حيث نحتاج لبناء قدرات الاستثمار في الإنسان اليمني مشددا على أن الإهمال الكبير للتنمية البشرية يؤثر على خلق هيكل إداري مؤسسي حديث .
ويؤكد أن التنمية البشرية من أساسيات تطور المجتمعات لأن مفهومها ومحورها وركيزتها الأساسية هو الإنسان وتعتبر مهمة جداٍ بالنسبة لليمن باعتبارها الطريق الصحيح لانتشال المجتمع من المشاكل التي يعاني منها.
ويرى أن هناك نظره قاصرة تجاه هذا الموضوع تحد من تطوير التنمية البشرية وأهم أسباب انخفاضها لأن النظرة الشاملة المتكاملة لبرامج التنمية البشرية تجعلها أكثر نفعاٍ وتأثيراٍ وأكثر تحقيقاٍ للأهداف التنموية المنشودة.

قد يعجبك ايضا