لسان حال ربات البيوت : العيد عيد العافية

تحل مناسبة عيد الأضحى المبارك على الوطن اليمني هذا العام في ظروف استثنائية بالغة التعقيد والصعوبة ..
الازمة السياسية والاجتماعية الخانقة التي عاشتها البلاد والتي انتهت بمواجهات مسلحة عنيفة التقت بظلالها القاتمة على أوضاع غالبية المواطنين وخاصة في العاصمة صنعاء .
البيت اليمني يستقبل عيد الأضحى هذه السنة في ظل هذه الأوضاع ولسان حاله يردد المقولة الشهيرة العيد عيد العافية .
الاسرة التقت العديد من ربات البيوت واستطلعت ارائهن حول الاستعدادات لهذه المناسبة الوطنية وكيف سيقضين أوقاته طيلة الأيام المباركات .
عيد العافية
الظروف الصعبة والأحوال المادية غير الجيدة أدت بكثير من ربات الأسر الى تهيئة أطفالهن نفسياٍ على تقبل الأمر الواقع
وتقول أنيسة المنتصر وهي ربة بيت من سكان مديرية الصافية بأمانة العاصمة بأنها بذلت جهوداٍ مضاعفة في إقناع أطفالها الأربعة بأن يكتفوا بملابس عيد الفطر الماضي
وتؤكد بأن زوجها الموظف لم يستطع هذا العام بدخله المحدود من شراء كسوة العيد للأطفال الأربعة والذين تتراوح أعمارهم ما بين ال12 عاما والعامين لذلك عملت هذه الأسرة ومنذ وقت مبكر على الاحتفاظ بملابس عيد الفطر الى هذا العيد.
أما أم زينب وهي مدرسة في إحدى المدارس الأساسية في العاصمة صنعاء فتشير إلى أن هذا العيد تزامن مع ظروف وأوضاع عسرة مما جعل استعدادات الأسر في أدنى مستوياتها

استعدادات متواضعة
اختفت مظاهر البذح والمبالغة في اقتناء مستلزمات ومتطلبات هذا العيد على مستوى إعداد الحلويات وشراء المكسرات والعصائر وتوضح أم اشواق وهي ربة بيت وزوجة موظف حكومي بأن عادات كثيرة ارتبطت بمناسبة العيد لم تكن حاضرة هذا العام بسبب الأزمة السياسية والأحداث التي شهدتها العاصمة صنعاء خلال الفترة الاخيرة
وتضيف : كانت الاستعدادات في الأعوام الماضية تبدأ منذ وقت مبكر لكن الأمور اختلفت هذا العام حتى على مستوى إعداد كعك العيد اذ ان كثير من النساء تركن هذه العادة تحت ضغط الظروف المادية العسيرة .. مما جعل الاستعدادات للعيد هذه السنة متواضعة جدا وفي أدنى مستوياتها

الأضحية
تعتبر سنة الأضاحي من السنن النبوية المؤكدة لذلك يحرص اليمنيون على التقرب الى الله عبر هذه الشعيرة الدينية مهما كانت احوالهم .. غير أن تداعيات الأحداث التي شهدتها اليمن مؤخرا اجبرت الكثيرين على العزوف عن اتيان هذه الشعيرة
ويقول علي أحمد وهو موظف في السلك العسكري بأن عدداٍ كبيراٍ من الذين يؤدون سنة الاضاحي وجدوا أنفسهم هذه السنة مجبرين على تركها بسبب تردي أوضاعهم المعيشية

فرحة الأطفال
الأطفال هم الأكثر فرحا وابتهاجا بمناسبة العيد لذلك يحرص الآباء والأمهات على بذل الجهود المضاعفة من أجل إسعادهم وإدخال السرور الى نفوسهم مهما كانت الظروف
ويقول عبدالله معروف وهو رجل أعمال بأن العيد هو فرحة وبهجة للأطفال بالدرجة الأولى ولذلك فإن الآباء يعملون جاهدين على إسعاد أبنائهم في هذه المناسبة
ويضيف بانه وضع ترتيبات معينة منذ وقت مبكر لتنفيذ زيارات ترفيهية لأبنائه الثلاثة تشمل زيارة الحدائق والمتنزهات المتاحة في نطاق امانة العاصمة الى جانب تنظيم زيارات للأهل والأقارب في العاصمة وبعض المناطق المجاورة لها .

هموم الكبار
مشاعر السعادة والابتهاج التي تملا نفوس وعقول الأطفال وصغار السن في مناسبة العيد تنقلب هموما ومخاوف في قلوب الكبار من الآباء والأمهات .
وتوضح سعاد عبده حسن الموظفة في مرفق صحي بأن مستلزمات العيد ومتطلبات الاطفال باتت عبئا ثقيلا على كواهل ارباب الأسر.
وتضيف اصبح العيد بما يحمل من متطلبات محطة غير مرغوبة لكثير من الناس نظرا إلى الأعباء والاحتياجات الاضافية التي ينبغي توفيرها في الوقت الذي يشهد فيه المستوى المعيشي تراجعا ملحوظا لغالبية المواطنين .
وتستطرد سعاد .. ومع ذلك تظل مناسبة عيد الأضحى المبارك من المحطات الروحانية العظيمة التي يتوجب على الإنسان أن يستلهم دروسها ودلالاتها العظيمة .
المؤسسات الخيرية
وتبقى المؤسسات الخيرية والمدنية من المرافق المعنية بالمساهمة في تمكين الأطفال وخاصة من أبناء العائلات الفقيرة من الشعور بالسعادة والفرح خلال هذه المناسبات العظيمة وذلك عبر مشاريع الدعم والمساعدة بملابس العيد وغير ذلك من متطلبات العيد ويقول عبدالله ضبيان المسئول الإداري بمؤسسة أبو عادل الخيرية الاجتماعية التنموية بأن المؤسسة تقوم سنويا بتفيذ مشروع كسوة العيد للاطفال الفقراء
ويشير ضبيان بأن الأيام القليلة الماضية شهدت تدشين مشروع كسوة عيد الأضحى المبارك بمنطقة الصافية بامانة العاصمة والذي تستفيد منه اكثر من سبعة آلاف أسرة فقيرة من مختلف مديريات الأمانة .
ويوضح بأن هذا التقليد السنوي الذي تحرص المؤسسة على تنفيذه بهدف في الدرجة الأولى إدخال السرور والسعادة في نفوس الاطفال والمساهمة في تخفيف العبء عن كاهل أولياء الأمور من الفقراء وذوي الدخل المحدود من خلال كسوة العيد
ويؤكد ضبيان بأن مثل هذه المشاريع الخيرية ذات الطابع الإنساني تساهم بشكل كبير في في اسعاد الفقراء وتحسين اجواء العيد بالنسبة اليهم .
موضحا بأن على جميع المؤسسات الخاصة القيام بواجباتها ومسئولياتها الاجتماعية تجاه المجتمع عبر تبني مثل هذه المشاريع الهادفة الى مساعدة الفقراء والمعدمين وخاصة في مثل هذه المناسبات الدينية العظيمة .

محطة للتآخي والمحبة
يأتي عيد الأضحى هذا العام على اليمنيين بعد كل هذه الأحداث المؤسفة وتداعياتها ليمثل فرصة جديدة لطي صفحة الماضي ويعلن بدء عهد جديد من التسامح والمحبة بين أبناء الوطن الواحد .
ويقول عمر سقيم وهو خطيب وإمام جامع الزرانيق بأن حلول مناسبة عيد الاضحى المبارك بعد هذه الأحداث والمواجهات والخلافات العميقة بين اليمنيين يتيح الفرصة مجددا للأشقاء بتناسي خلافاتهم والسمو فوق جراحاتهم
ويضيف العيد محطة للحب والتسامح والتكافل الاجتماعي وتعزيز قيم التراحم بين المسلمين وعلى اليمنيين في هذه الظروف العصيبة التي تعيشها بلادهم أن ينتصروا لهذه القيم الإسلامية ويعملوا من أجل وطنهم وامتهم من خلال تغليب مصالح الوطن العليا على كل المصالح والاعتبارات الضيقة والأنانية وأن يكونوا صفا واحدا من اجل الحفاظ على مكتسبات الوطن وحماية امنه واستقراره ووحدته
ويوضح بأن نعمة الأمن الوحدة والتماسك الاجتماعي بين ابناء الأمة الإسلامية هي الحكمة والمقصد من فريضة الحج حيث يقف المسلمون جميعا في صعيد واحد يؤدون مناسك وشعائر هذه الفريضة العظيمة على قلب رجل واحد.

قد يعجبك ايضا