استطلاع /نجلاء الشيباني –
> تجار مواشي :
عيد الأضحى موسم حصاد وأسعار هذا العام لم تزداد على العام الماضي سوى بفارق بسيط
لا يزال ارتفاع الأسعار هذه الأيام يلعب دوراٍ رئيسياٍ في استقبال عيد الأضحى المبارك .. حيث لجأ الكثير من المواطنين إلى شراء الأضاحي بأسعارها الجديدة المرتفعة .. وسرعان ما غير البعض فكرة شراء الأضحية في ظل هذه الظروف الاقتصادية القاسية ويلجأون إلى شراء اللحوم بالكيلو ليوم أو يومين .. حيث تجاوز سعر الأضاحي الحد الأعلى لمستوى دخل المواطن البسيط فالأسعار بلغت30 ألف ريال في الأيام الأولى وكلما قدم العيد زاد سعر الأضحية حتى وصل إلى 38 ألف ريال .. تفاصيل أكثر عن الأضاحي وأسعارها ورأي المواطنين في ذلك تجدونها في سطور هذا الاستطلاع:
* يعتبر المواطن عبدالسلام أحمد الأضحية أكثر الهموم التي تلاحقه قبل العيد حيث أستغرق وقتاٍ طويلاٍ في التفكير بشراء أضحيته وظل يتردد على سوق المواشي أكثر من مرة لعله يجد مزارعاٍ جاء ليبيع كبشاٍ بسعر يتناسب مع دخله .. وهكذا ودون فائدة أضطر عبد السلام لشراء الأضحية بسعرها المرتفع ومقابل ذلك تنازل عن متطلبات أخرى للعيد من ضمنها (الجعالة) مكسرات وزبيب وحلوى وغيرها وكذلك كسوة زوجته والتقليص من العسب الذي سيقدمه لأهله في أول أيام العيد وكذا التخفيف من الزيارات العيدية.
أما محمد القباطي .. قام باستدانة المال من أجل شراء أضحية العيد فأسرته كما يقول لا تعتبر العيد عيداٍ بدون أضحية لذا قامت زوجته بتدبير أمرها مسبقاٍ بعد أن احتفظت بملابس عيد الفطر المبارك لمثل هذه الأزمات التي توقعتها لتقوم بإخراجها في يوم عيد الأضحى لكسوة أطفالها الصغار .. وبرغم من هذا كله اضطر محمد للاستدانة المال من أحد أصدقائه لتوفية قيمة الأضحية التي ارتفع سعرها بشكل غير متوقع وقال :بعد العيد يفرجها أرحم الرحمين الآن نعيد أول والدين مقدور عليه بإذن الله .
عيد العافية
على العكس تماماٍ من محمد القباطي فإن عبد الفتاح الواحدي أكد أن العيد عيد العافية وامتنع عن الشراء وقال :أنا إمكانياتي محدودة ولا يكلف الله نفساٍ إلا وسعها .. ويرى أن ملابس العيد للأطفال وإدخال الفرحة إلى قلوبهم شيء في غاية الأهمية وأهم من الأضحية أما ما يتعلق بالأضاحي في ظل هذا الارتفاع المهول للأسعار غير المبرر فالكيلو اللحم بـ 2500 يكفي لقضاء العيد ..
تعاون وشراكة
محمد وعبد الجبار وخليل اضطرتهم الأسعار المرتفعة هذا العام إلى التعاون والمشاركة في شراء أضحية للعيد كبش صغير تكفل كل واحد منهم بدفع 10 آلاف ريال ليصبح المجموع 30 ألفاٍ قيمة كبش ليتقا سموه بعد أن يضحوا في صباح يوم العيد فالأضحية سنة مؤكدة ولا بد منها كما يقولون .
فيما يحدثنا المواطن مقبل الريمي مهموماٍ وهو يغادر سوق المواشي إن الأسعار ارتفعت إلى 30 ألف ريال للخروف وهذا سعر مبالغ فيه ويضيف حتى المواشي المستوردة أصبح سعرها مرتفعاٍ .. ووصل إلى قناعة بأنه ليس من الضرورة أن يضحي في العيد.
موسم حصاد
أصحاب المواشي ينظرون للعيد بأنه موسم حصاد بالنسبة لهم ولا يأتي إلا كل عام .. فهم يأتون من قراهم من أجل بيع المواشي التي قاموا بتربيتها استعداداٍ لهذا اليوم وبأسعار تمكنهم من تعويض خسارتهم وتحقيق الربح المعقول سواء في هذا العام وغيره ولكن في هذا العام اضطرهم الوضع الاقتصادي المتردي للبلاد من رفع سعر مواشيهم كما قالوا أثناء تبريرهم هذا الارتفاع غير المسبوق.
* علي قاسم تاجر مواشي أكد أن أسعار الأضاحي لهذا العام ازدادت بمقدار بسيط ولا يكاد يذكر عن العام الماضي ويؤكد أن هناك إقبالا كبيراٍ على شراء الأضاحي هذا العام رغم شكاوى المواطنين من ارتفاع أسعارها كما أكد بأنه وغيره من تجار المواشي ينتظرون هذا الموسم في كل عام ليأتي للسوق ويبيع ما جلبه من أضاحي لكسب رزقه الذي كتبه الله له كل عام.
تاجر آخر يدعى وهيب يقول: المواطن مضطر لشراء المواشي تطبيقاٍ للسنة النبوية ونحن لانقوم باستغلالهم كما يقول البعض ونحن برأينا الخاص لا نجد أن 30 ألفاٍ أو أكثر لسعر الخروف مرتفع فألف ريال في بلادنا لا تعني شيئاٍ فالارتفاع طبيعي.
استغلال
وكشف تاجر مواشي حقيقة ما يقوم به بعض التجار الذين يحتكرون المواشي في الأيام الأخيرة من قدوم العيد ليزيدون في سعرها المتفق عليه وسط التجار بزيادة عشرة آلاف أو خمسة عشر ألفاٍ فوق السعر المحدد وهذا ما يشكل عبئاٍ إضافياٍ على المواطن لهذا فهو ينصح المواطنين بالشراء قبل ليلة العيد إذ سيضطر حينها بقبول أي سعر يطرح من قبل أولئك التجار الذين لا يراعون الله في حالة المواطن الصعبة ولا في تجارتهم .
تصوير/ ناجي السماوي