ماذا عن فرصة العيد الكبير ¿¿

حسن أحمد أللوزي

 -         
وضعت العنوان أعلاه مدركا بأننا في يوم التروية على مشارف يوم أداء الركن الأعظم للحج  يوم الوقوف في عرفة وعلى مقربة من العيد الكبير وأيامه الفرائحية المباركة  ابتهاجا بإقامة

وضعت العنوان أعلاه مدركا بأننا في يوم التروية على مشارف يوم أداء الركن الأعظم للحج يوم الوقوف في عرفة وعلى مقربة من العيد الكبير وأيامه الفرائحية المباركة ابتهاجا بإقامة الأمة ممثلة بضيوف الرحمن في هذا العام للركن الخامس العظيم من أركان الدين الإسلامي الحنيف وهي الفريضة العمرية التي قام ويقوم بأدائها الملايين من أبناء الأمة الإسلامية مجسدين وحدة الأمة تحت راية التوحيد والطاعة المطلقة لله الواحد الأحد الفرد الصمد… تصديقا وإيمانا والتزاما بقوله سبحانه وتعالى (( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق))
وقصدا متعمدا لما هو أبقى وأعظم عند الله سبحانه وتعالى في ميزان تعظيم شعائر الله وتكريس الالتزام والتمجيد لقيم التضحية والفداء.و ما يترابط بكل ذلك في مناسبة العيد الكبير عيد الأضحى المبارك والذي يمثل التتويج الروحي الشامل لسرور وابتهاج كل المسلمين على البسيطة بإقامة ركن الحج ولتترسخ مناسبة إيمانية ووجدانية حميمة للتواصل بين كافة أبناء الأسرة الإيمانية الواحدة في ظل ترجمة قيم التراحم والتكافل والبذل والعطاء والتضحية وترجمة مكارم الأخلاق وإبراز صفات المؤمن الكيس الفطن المتحرر من كل الأدواء الذاتية والنفسية وأخطرها الأحقاد.. والضغائن والشح والبخل والانغلاق أو الانكفاء على الذات الفردية أو الجماعة الضيقه أيا كانت حقيقتها !
وهنا أصل إلى النقطة المهمة التي أوحت لي بالعنوان أعلاه وتتعلق بمناشدة نفسي وكل المؤمنين العقلاء في بلادنا من أجل استثمار فرصة العيد في هذا الاتجاه الذي تحتمه الظروف العصيبة التي تعيشها بلادنا بل ويفرضه معنى العيد بكل واجباته ودواعي إحيائه بالصور الإيجابية المطلوبة وبالأساس تطهير النفوس مما يكون قد استوطنها أو علق بها من الحقد وأمراض الحسد والشح والبغضاء للأسف الشديد.
وما كان لي أبدا أن أتناول هذا الموضوع في ظل هذه المناسبة الحميمة لولا ذلك الكم الهائل من الكتابات والتعليقات التي مازالت تذاع وتنشر وتبث وخاصة عبر الصحافة السيارة والالكترونية في بث الأحقاد وإثارة الضغائن انجرارا في نفس حلقات الدوامة المرضية للفوضى الهدامة والتي يتمادى البعض من اليائسين والبائسين للأسف الشديد في قدح زنادها في كل الاتجاهات متجاهلين العنوان الوطني المهم الذي صار يتصدر هذه المرحلة “السلم والشراكة الوطنية” الصراط المستقيم الذي اتفقت كافة الأطراف الوطنية والسياسية السير عليه دون تقاعس أو تخاذل أو التواء!!
والاحتكام والالتزام بقوله سبحانه وتعالى “وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون”.
حيث ولا بد في هذا العيد أن تتجلي صفات القوة الإيمانيه وأهمها الأخوة الإيمانية والوطنية والسمو والتسامح والجود والكرم والسخاء المعنوي الذي لايقدر بأي ثمن مادي وإن كان هذا مطلوب من كل مقتدر على العطاء تجاه إخوانه من المحتاجين والفقراء والتخلي عن صفات البخل والشح أو الهروب من تحمل المسؤولية الدينية والوطنية والإجتماعية فيما نحن بصدده بإذن الله !
فالأعياد الدينية والوطنية وخاصة الفرح العام بها لا يقتضي التفاؤل فحسب وإنما يتطلب أيضا التمتع بالصفات الإنسانية السامية مما أشرنا إليه سابقا وأولها حسن الظن فليس هناك ما هو ازكى من حسن الظن على الإطلاق فهو مفتاح كل خير بالنسبة للحياة وما تعج به من علاقات والاهم في ذلك حسن الظن في كل من حولك أولا بداية ممن تتعامل معهم وأبرمت للتو عهدا أو إتفاقا للعمل سويا بل والشراكة الوطنية الجامعة !
أما الثقة في الآخرين فهي أغلى ومرتبة أعلا من حسن الظن ولذلك لا يمكن أن يعطيها الإنسان مطلقا إلا بامتلاك الأدلة الداعية لذلك وما أسهل أن يقدمها الصادقون والمخلصون في التزامهم وعملهم لأن الثقة قد تكون مكلفة ولكنها لا يمكن أن تكون أغلى من المصالحة الوطنية والمصلحة العليا الوطنية ولا يمكن أن تقوم هذه والأولى إلا بها وعلى أساس منها
وخاصة وأن المصالحة الوطنية لا تحتاج في هذا الوقت أكثر من الترجمة الصادقة والأمينة للقيم العقيدية والوطنية العليا التي يؤمن بها الشعب كله !
هل يمكن أن تلهمنا هذه الأجواء الروحانية العودة إلى أصل طبيعتنا الفطرية السوية ¿¿ ونكون جميعا أكثر ارتباطا بروح ووثائق الحب الأخوي في العقيدة السامية والوطنية الصادقة ¿¿¿ سؤال مهم وخطير يفرض نفسه على جميع الأطراف الموقعة على (( اتفاق السلم والشراكة الوطنية )) قبل غيرهم ومعهم كافة الأطراف المسؤولة عن الوصول بالتسوية السياسية لكامل أهدافها الوطنية ويت

قد يعجبك ايضا