
أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي حصوله على ضمانات من التحالف الدولي بعدم إرسال قوات برية إلى العراق وشدد على تصميمه بعدم السماح بقصف المدن موضحٍا أن مناقشات تجري لعقد جلسة برلمانية قريبة للتصويت على مرشحي حقيبتي الداخلية والدفاع.
وأشار العبادي خلال مؤتمر صحافي في بغداد عقب اجتماعه مع رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم أمس إلى أن العراق ليس بحاجة إلى قوات دولية على الأرض وقال إن لدى بلاده من القوات البرية والمتطوعين ما يكفي لمواجهة الجماعات المسلحة.
مؤكداٍ العبادي انه حصل أيضا من تلك الدول على ضمانات بعدم إرسال قوات برية على الأرض إلى العراق.. موضحٍا أن بلاده ليست بحاجة إلى قوات دولية على الأرض لأنها “تمتلك عدداٍ كبيراٍ من الجنود وقوات الحشد الشعبي القادرة على دحر التنظيمات الإرهابية”. لكنه استدرك بالقول “إن القوات العراقية ينقصها الغطاء الجوي من قوات دول التحالف إلى جانب الدعم اللوجستي وتقديم الأسلحة والمعدات العسكرية”.
وأضاف بهذا الصدد شارحٍا “تأكيدنا لهذه الدول على أمرين أساسيين الأول هو ضرورة الحفاظ على احترام السيادة العراقية وأن يكون العراق سيداٍ على أرضه ومياهه وسمائه والتركيز على الوحدة العراقية واستلمنا تأكيدات من جميع هذه الدول المشاركة في التحالف باحترام السيادة العراقية وقالوا نحن نحترم هذه السيادة لوجود حكومة عراقية منتخبة تمثل كل شرائح الشعب العراقي وهي حكومة لها سيادة على أرضها”.
وأوضح أن “الأمر الآخر.. حصلنا على تأكيدات من هذه الدول بناءٍ على طلبنا بأن لا تكون هناك قوات برية أجنبية على الأرض العراقية لان العراق لن يحتاج لها بتاتاٍ”. وحول قراره بوقف قصف المدن قال العبادي “إنني تعهدت بأن أدافع عن كل مواطن وجندي ولن أسمح بقصف المدنيين”. وأضاف “المسؤولية تقع على عاتقنا بحماية المواطنين بغض النظر عن طوائفهم ودياناتهم”.
وأوضح أن دول التحالف الدولي أكدت له خلال لقاءاته مع زعمائها في نيويورك الأسبوع الماضي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة احترام السيادة العراقية.
وأضاف العبادي ان اجتماعه بالحكيم وائتلاف المواطن الذي يقوده “يصب في إطار تقوية التحالف الوطني (الشيعي) والعلاقة بين الكتل السياسية على المستوى الوطني”.. داعيٍا “الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم في دعم الحكومة وإنجاح عملها لأن الجميع حاضر فيها”.
وقال إن “الدعم الدولي للعراق يزداد يومٍا بعد آخر لأن العراق يقاتل داعش نيابة عن العالم”. ودعا الكتل السياسية والسلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية إلى” التعاون في ما بينها لإنجاح برنامج الحكومة”.
وأوضح العبادي أن حسم ملف الوزارات الأمنية اصبح قريباٍ.. وأشار إلى وجود مناقشات مع رئيس مجلس النواب سليم الجبوري لعقد جلسة برلمانية قريبة للتصويت على مرشحي وزارتي الداخلية والدفاع حيث أن المجلس كان قد أجل جلساته إلى ما بعد عطلة عيد الاضحى التي تبدأ السبت المقبل.
وعن مباحثاته مع الحكيم أشار العبادي قائلاٍ “بحثنا مع السيد الحكيم والمجلس الأعلى والأخوة في حزب الدعوة الإسلامية كيفية إنجاح الجهود في تطبيق البرنامج الحكومي” مبينٍا أن “جميع الكتل شاركت في اعداد البرنامج الحكومي وهي مسؤولة عن تنفيذه أيضا ونحتاج إلى تعاون السلطات الثلاث والعمل سويٍا لتحقيق الأهداف المرجوة”.
وفي ما يخص مباشرة الوزراء الاكراد لأعمالهم في الحكومة قال العبادي إن “الجانب الكردي وعدنا بمشاركة وزرائه بعد أن زار السيد الحكيم اقليم كردستان وبحث الملف معهم ولكن أوضحوا لي أن هناك مراجعة لأسماء وزرائهم وهذا أمر يخصهم ونحن ننتظر مشاركتهم ونعمل معهم على ضوء الدستور والشراكة الوطنية “.
وحول تطور العمليات العسكرية قال العبادي “تسلمت من الجيش إحصائية عن عدد الطلعات الجوية قبل تسلمنا المسؤولية وبعدها وبدراستها وجدنا زيادة بنسبة 20% في الطلعات ولكن جبهات القتال توسعت الآن وحررنا الكثير من الأراضي ولدينا اسناد دولي والعدو يحاول إشاعة الحرب النفسية ومواجهة هذا الأمر يكون بوحدة الصف”.
ومن جانبه أكد الحكيم دعمه وإسناده لحكومة الوحدة الوطنية وقال إنه بحث مع العبادي في اجتماع مطول ومعمق مجمل الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد وشؤون النازحين والحشد الشعبي والقوات المسلحة والإجراءات المطلوبة لدعم واسناد الحكومة في تحقيق مهامها وتنفيذ الجدول والبرنامج الحكومي الذي تبناه العبادي والمعوقات التي تقف بوجه النازحين وغيرها من الملفات الكثيرة.
وأضاف الحكيم “لاحظنا من العبادي الاهتمام بمعالجة تلك الأمور واتخاذ الخطوات السريعة وتحقيق الشراكة والوحدة الوطنية وتمنينا له المزيد من النجاح وعبرنا عن دعمنا وإسنادنا الكامل لحكومته ونتمنى أن تحقق الملامح المشروع الذي وضعته لبناء الوطن وأن يسهم الفريق الوزاري في تعميق وترسيخ الأسس الديمقراطية والأعمار والبناء وتقديم الخدمة للمواطن ونحن معه في إنجاح المشروع”.
وشدد على ضرورة احترام سيادة العراق ووحدة اراضيه ورفضه لقدوم أي قوات برية إلى العراق اذ أنه يمتلك قدرات بشرية متميزة بالإضافة إلى تسليط الضوء على الدور الكبير لقوات الحشد الشعبي في المعارك ضد داعش باعتبارها سنداٍ مهماٍ للقوات الأمنية العراقية وكان لها دور مؤثر في قلب معادلة المعركة إيجابا لصالح العراق وشعبه ضد العصابات الإجرامية الإرهابية لداعش والجماعات الإرهابية الأخرى.
وأضاف المكتب الإعلامي أن العبادي “قدم أيضا شرحٍا لقادة الدول عن الدور الكبير لسماحة أية الله السيد علي السيستاني في استقرار العراق ووحدة أراضيه ودوره في توحيد جميع العراقيين في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي”.
وأكد في الختام أن العراق حصل خلال الزيارة على “دعم دولي كبير في حربه ضد تنظيم داعش الإرهابي للقضاء على هذا التنظيم الإرهابي بالإضافة إلى تعهدات بتسليح العراق وتدريب قواته الأمنية لمواجهة التهديدات الإرهابية ووجود انفتاح لدول العالم على العراق في توجهاته الجديدة مما سيجعله محط انظار واهتمام دول العالم لخدمة تطلعات شعبه في الأمن والأمان وتحقيق الرفاهية والازدهار”.