نار المواشي تلسع الفقراء

بدأت أسواق المواشي ومحال بيع اللحوم في العاصمة صنعاء ومختلف محافظات الجمهورية في الاستعداد لاستقبال عيد الأضحى المبارك الذي يفصلنا عنه بضعة أيام بعرض ما لديها من مواشي محلية ومستوردة لتغطية احتياج المستهلك اليمني من الأضاحي ,لكن يبدو أن هذا العام ليس كسابقه فالقوة الشرائية للغالبية العظمى من اليمنيين غير قادرة على تلبية الاحتياجات الأساسية من الغذاء فكيف سيكون الحال بالنسبة للحوم التي خرجت منذ زمن من قائمة محدودي الدخل والفقراء الذين يتجاوزون نصف سكان اليمن السعيد.
رؤى كثيرة ومتعددة في السطور التالية طرحت حتى لا تزداد الفجوة ما بين الإنتاج المحلي والاستهلاك والتي يتم تعويضها بالاستيراد الذي يقارب الـþ 300ألف رأس سنويا.

رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن اليمني إلا أن أسعار الأضاحي في تزايد مستمر ولم تعد في استطاعة شريحة كبيرة من الناس حيث أصبحت أسعارها تبدأ من 30ألف ريال للأغنام والماعز وتتراوح بين 130-250ألف ريال للعجول والأبقارþ.þ فيما اللحوم بنوعيها الحمراء والبيضاء لدى الجزارين بلغت الـþ2500ريال للكيلو وأدنى أسعارهاþ1400ريالþ في وقت تمر به اليمن بظروف اقتصادية تراجعت فيها دخول كثير من المواطنين نتيجة الظروف السياسية المضطربة وتراجع عجلة الإنتاج وإغلاق لعدد كبير من المصانع مما أفقد كثيرا من العمال مصدر رزقهمþ ولولا ضعف القوة الشرائية لتحولت الأسعار إلى أكثر مما هي عليه اليوم þ.þ
الخبراء يطالبون بضرورة وضع سياسة زراعية تشجع الفلاحين والمربين على الإنتاج سواء التسمين أو التربية من خلال منحهم القروض الميسرة بفائدة مناسبة تشجيعا لهم مع ضرورة بيع الأعلاف بأسعار معقولةþ.þ

الظروف الاقتصادية
يرى الدكتور محمد داوود خبير ثروة حيوانية –جامعة الحديدة- أن الحديث عن الثروة الحيوانية يستلزم تناول عدة نقاط منهاþ:þ الأعلاف وفي اليمن ليس لها مراع كبعض الدول لمحدودية الأراضي الزراعية بها والتي تتنافس عليها محاصيل الغذاء ومعظم مواد الأعلاف الأساسية من ذرة وصويا تستورد من الخارج وهي تمثلþ60%þ من تكلفة تغذية الحيوان وبالتالي أية ارتفاع في أسعارهما عالميا تنعكس على المنتج النهائي بذات قيمة الارتفاع عالميا كما أن استيراد هذين العنصرين الذرة والصويا يتأثر بأية أحداث عالمية أو ظروف سياسية أو انتاجية لدى دول التصدير أو توجه الدول المنتجة إلى استخدامها في استخراج الوقود الحيوي þ,þ þ.þ
ويؤكد الدكتور محمد أن الأسواق لن تشهد ارتفاعا في الأسعار بالشكل الذي يعجز معه المواطن عن الشراء سواء مواشي لتطبيق سنة الأضحية أو لحوما مذبوحة لاستهلاكه الشخصي مباشرة ويرجع ذلك إلى الظروف الاقتصادية التي تمر بها اليمن .
وحول رؤيته لاتجاه السوق هذا العام يتوقع þ:þ تراجع القوة الشرائية هذا العام عن السابق بنسبةþ40%þ وهي نسبة ارتفاع الأسعار التي شهدتها السوق المحلية التي أكلت دخل المواطن ناهيك عن توقف عجلة التنمية الاقتصادية وتراجع في كثير من المصانع والشركات وتوقف مشروعات كثيرة عن الاستكمال أو العمل وتسريح العمالة بهاþ,þ كل ذلك أثر على القوة الشرائية للمواطنþ.þ
لا ارتفاعات
ويجزم سمير العوامي –تاجر مواشي- بأنه لا يوجد ارتفاع هذا العام في أسعار المواشي في المزارع ولدى الفلاحين كما يطرح البعض وان الأسعار التي يباع بها 150 ألف ريال للعجل البلدي حاليا ما بينþ200þ ـþ250þللثور و2400للكيلو العجل وللبقري البلدي بينþ1200þ ـþ1500ريال وهذه الأسعار منذ شهر رمضان وهي نفس أسعار العام الماضي وهذا رغم حدوث زيادة في أسعار مدخلات الأعلاف من ذرة وصويا .
ويعتقد أن أسعار الأضحية تزيد بمقدار 10%في الفترة التي تسبق العيد أما هذه الأيام فهي مستقرة فهناك من المزارعين من يحتفظ بالحيوان للأيام الأخيرة قبل وأثناء العيد والتي يكون غالبية المضحين قد اشتروا أضاحيهم وهنا يضطر إلى بيعه بسعر منخفض مقارنة بما كانت عليه قبل ذلك لأن هذا الفلاح يريد التخلص من ماشيته بالبيعþ.þ

تحايل
وينصح العوامي بالشراء من المزارع مباشرة وليس بالتقدير من الأسواق لأن هناك من الوسطاء أو التجار من يقوم بتعطيش العجل ثم يؤكله ويرويه ماء بملح مما يزيد عطشه ويشرب أكثر في النهاية ويصبح وزنه أكبر.
ـ النهوض بالثروة الحيوانية يتطلب الاهتمام بالمنتج المحلي سواء الفلاح أو أصحاب المزارع المتوسطة في التسمين وتشجيع وتأسيس هذه النوعية من المزارع التي لا تحتاج إلى فنيات كثيرة مثل مزارع الألبان ـ وتسهيل إجراءات زيادة إعداد الحيوانات للفلاح في مزرعته الصغيرةþ,þ من خلال وجود تمويل حكومي وتسهيل شروط منح القرض واعتبار الحيوان هو الضمان للقرض من البنك كما يحدث في جميع دول العالم .
تناقص
þسوق نقم المركزي- السوق الرئيسي لبيع الماشية في العاصمة صنعاء- يقول عبدالملك مطير – أحد المشترين حول رؤيته لأسعار هذا العام: إن الأسعار ارتفعت بالطبع ولكن ليست بالطفرة العالية, و يضيف قائلا: إن القوة الشرائية للمواطن اليمني ستتراجع هذا العام نظرا للظروف الاقتصادية التي تمر بها بلادنا ولن يشتري الأضحية إلا الذين تعودوا على فعل هذه السنة وهؤلاء لا ينظرون إلى الأسعار كثيرا أو لا تقف الأسعار حائلا بينهم وتنفيذ السنة وهذا لا يعني أن عدد هؤلاء كما هوþ,þ بل أرى أنه سيتناقص هذا العام نتيجة للظروف الاقتصادية وارتفاع الأسعار.
ويطرح محمد الذيفاني خبير زراعي تساؤلات þ:þ كيف تكون اليمن بلدا زراعيا وهذه أسعار اللحوم والثروة الحيوانية بها ¿ لماذا لا يكون هناك تشجيع على إقامة المشاريع في التربية والتسمين لدى صغار الفلاحين ومنحهم القروض من بنك االتسليف الزراعي وبفائدة ميسرة ¿
وما دور البنك في تنمية الثروة الحيوانية ¿ ¿ ومتى تعود القرية اليمنية منتجة لغذائها ومصدرة له إلى المدينة ¿ بالطبع هناك أخطاء دفعت الفلاح للهروب من هذه المهنة وزراعة الأرض .

عجز
بينما خالد شرهان موظف حكومي يقولþ:þ يجب على الدولة توفير الغذاء لمواطنيها بأسعار تتناسب ودخولهم فلا يعقل أن تصل أسعار اللحوم بنوعيها البيضاء والحمراء ما بينþ1500þ ـþ2500ريال وهناك غالبية من المواطنين من لا يستطيع شراءها كثيرا لأنها فوق طاقته خاصة أن المواطن اليمني محمل بأعباء كثيرة من النفقات مما يستحوذ على جزء ليس قليلا من دخله للإنفاق على هذه الأمور الحياتية ولا يمكنه الاستغناء عن وضعها في اعتباره.

قد يعجبك ايضا