
سباق بين الأسعار والمستهلكين مع اقتراب عيد الأضحى المبارك والمؤشر يواصل قفزاته منþ2200þ إلىþ2400þ ثمþ 2600ريال للكيلو في أقل من شهرþ.þ
هذا هو المشهد الرئيسي في سوق اللحوم المحلية هذه الأيامþ.þ أما خلفية المشهد فتزدحم بالتفاصيل والاتهامات المتبادلة هي سيد الموقفþ ,فالجزارون يتهمون المزارعين برفع أسعار الماشيةþ,þ والمربون يعلقون ارتفاع الأسعار على شماعة تجار الأعلافþ,þ وتجار الأعلاف يتهمون المستوردينþ,þ والمستوردون يحملون الارتفاع العالمي þ,وفي النهاية يتوه المستهلك وتتبدد أحلامه في الحصول على بضعة جرامات من اللحم بسعر يستطيع أن يتحمله دخله المحدودþ.þ
مع اقتراب عيد الأضحى تزداد بورصة اللحوم اشتعالاþ خاصة وأن الأسعار الحالية باتت تقترب من حاجز 3000ريال ,وإذا كانت الحكومة من خلال المؤسسة الاقتصادية ـ تحاول أن تواجه جشع البعض من خلال استيرادها للماشية بجميع أنواعها من الصومال وأثيوبيا وبدأ بيع لحوم الأضحية بأسعار تناسب محدودي الدخل في جميع فروعها من بداية الأسبوع الجاري إلا أن الواقع يشير إلى أن الماشية المستوردة لم تحل المشكلة بل هناك من يرى أن هذا الاستيراد لن يجبر كبار تجار الماشية واللحوم على خفض الأسعار خاصة في غياب الرقابة الحكومية على الأسواق ,وهكذا تتصاعد نيران أسعار الماشية كلما اقترب عيد الاضحى لتشوي الفقراء وتجعل من حصولهم على قطعة لحم بمثابة أحلام يقظة صعبة المنالþ.þ
ماذا يجري في سوق المواشي¿ من يشعل أسعارها¿ من المسؤول عن التفاوت الكبير في الأسعار من محافظة لأخرى ومن حي لآخر داخل العاصمة ¿þ!þ
المستهلك هو الطرف الأساسي في هذه القضية لأنه في النهاية المتحمل لكل زيادة سعرية ولذا يطالب فؤاد الشرعبي ـ مستهلك ـ الدولة بوضع حلول لمواجهة هذه الأسعار وتشجيع المزارع على التربية وزيادة الإنتاج.
أما الجزارون وهم الطرف الآخر في القضية الذي يتعامل معه المستهلك مباشرة فان عبدالعزيز النوم ـ جزار ـ يقترح أن يصدر قرار بوقف الذبح للإناث لمدة معينة حتى يتم ضبط السوق وتتوافر لدينا الثروة الحيوانية المطلوبة للاستهلاك بدلا من الاستيراد الذي يكلفنا عملة صعبة لأننا كجزارين نعاني من انخفاض عدد المستهلكين وكذلك الكميات المشتراه þ.þ وأصبحنا لا نبيع كما كان في الماضيþ,þ أيضا ضرورة التشديد بعدم ذبح الإناث خاصة بالريفþ,þ وأن تتم المراقبة وتنفيذ القرارات بحزم حيث إن ذبح الإناث يفضله الجزار لأنها أرخص سعرا من الذكورþ.þ
انتقائية
فيما يدافع أحد الجزارين في سوق الروضة قائلاþ:þ لماذا الشكوى كل فترة من أسعار اللحوم هي ليست السلعة الوحيدة التي ارتفع أسعارها ¿ ولماذا لايتحدث المواطنون عن الأسعار الأخرى¿ ولماذا لاتتم مساءلة الحكومة عن عدم تنمية الثروة الحيوانية وخفض تكلفة الأعلاف للمربين وتشجيع المزارعين¿
لا يوجد دعم
ويقول صالح جارالله –عضو جمعية للتنمية الزراعية بني حشيش-إن تربية الماشية صناعة لها مقومات مثل غيرها من الصناعات فهي تحتاج إلى أرض لإقامة المزرعة عليهاþ,þ وتمويل ومنشآت وأعلاف وغيرها من المقومات وهي للأسف غائبة حكوميا.
ويحدد جار الله مشكلة ارتفاع أسعار اللحوم في تكلفة التغذية أ ما بالنسبة لوجود رأس الماشية المراد تربيته فانþ90%þ منها لدى صغار المزارعين وهذه نسبة ليست هينة كما هو معروف ولكن هؤلاء الفلاحين يقومون ببيع الحيوان في سن الفطام لعدم القدرة على القيام بالتربية فيبيعونه في وزنþ30þ ـþ50كجم وعمره شهرانþ,þ أما لو شجعت الدولة هذا المزارع وحفزته لتمكن من الاستمرار في تربية هذا المنتج الصغير وزاد من وزنه حتىþ200þ كجمþ,þ والأمر يحتاج لتشجيع الدولة للمزارع من خلال توفير أعلاف رخيصة وأدويةþ,þ إضافة إلى تشجيعها للمستثمرين على إقامة المشروعات في مجال الإنتاج الحيوانيþ,þ
يضيف: أن أسعار الماشية ارتفعت كثيرا علاوة على أن قطاعا كبيرا ممن يملكون المال لكن ليس لهم في الزراعة أو تربية المواشي كانوا يساعدون المزارع بأموالهم كشراكة معا ـ هذا القطاع اتجه اغلبه إلى أنشطة تجارية سريعة الكسب لا تحتاج إلى ستة أشهر مثلا أو سنة كاملة انتظارا لعائد معرض أصلا للمخاطر من أمراض ونفوقþ.þ
ويقترح جار الله – من اجل تنمية الثروة الحيوانية المحلية والحد من الاستيراد دخول الدولة والقطاع الخاص بمشروعات كبيرة و مساعدة كبار المستثمرين وحل مشاكلهم ومنح الحوافز لتشجيهم للإقبال على الاستثمار الزراعي الركيزة الأولى للأمن الغذائيþ.þ
الحلقات الوسطى
أما عبد الرحمن قعشة فيرى :أن الحلقات الوسيطة بين المزارع وحتى المستهلك كثيرة وكل منها يضيف هامش ربح لنفسهþ,þ وكل الهوامش الربحية يتحملها المستهلك مما يجعله يحصل على السلعة بأسعار مرتفعةþ,þ فلو أمكن تقليل هذه الحلقات لساعد ذلك أيضا في خفض السعر لدى المستهلك علاوة على ضرورة تشجيع الدولة للاستثمار الزراعي عموماþ.þ
معوقات
ويعزو الدكتور الضبيي كلية الزراعة جامعة صنعاء- معوقات تنمية الثروة الحيوانية في اليمن þإلى تفتت الملكية الزراعيةþ,þ عدم وجود سجلات للثروة الحيوانية سواء في إنتاج الألبان أو اللحوم أو الولادةþ,þ عدم وجود قطعان كبيرة لإجراء التحسين إضافة إلى أنþ90%þ من الثروة الحيوانية أبقار محلية منخفضة الإنتاجية.
تقديرات
طبقا لتقديرات أحد المختصين لنشاط المسالخ الحكومية وتنمية الإيرادات – فإن ما تم ذبحه في عيد الأضحى العام الماضي كانþ 500þ ألف رأس من الماشية منها 100ألف رأس من الأبقارو150ألف رأس من العجول و250ألف رأس من الأغنام والماعزþ,þ هذا بخلاف ما يذبح في المنازل سواء بالريف أو المدن وهذه ليست قليلة العدد بل كثيرة ويصعب حصرها خاصة وقت الأضحية ومن الصعب تقدير عددها لأن هناك من المواطنين من يشتري ذبيحته ليلة العيد من الجزار على أن يذبحها له بعد صلاة العيدþ,þ وذلك أكثر انتشارا في المدن خاصة المحافظات .
