المصالحة الفلسطينية

تكتسب المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية أهمية بالغة خصوصا في المرحلة الراهنة وما اسفرت عنها من تحديات مختلفة تواجه القضية المركزية سيما بعد العدوان الصهيوني على قطاع غزة والذي لم يحقق أهدافه السياسية والأمنية والعسكرية بقدر ما فشل ذلك العدوان فشلا ذريعا إلا أن النتائج المترتبة على الحرب الاسرائيلية ضد غزة توجب بالتأكيد رفع مستوى التنسيق بين الاشقاء الفلسطينيين من حالة المصالحة إلى حالة الانسجام والتماثل.
على اعتبار أن المصالحة لا تكون إلا بين الاعداء وما هو حاصل في المشهد السياسي الفلسطيني حالة التجانس بالنظر للمكون الأساسي الذي يمثل الوحدة الوطنية وبالتالي تقع على عاتق كل القوى السياسية الفلسطينية الانتقال من حالة الاطروحات النظرية الخاصة بعملية المصالحة إلى الخطوات العملية لعملية التوحد والانسجام والتماثل المطلق على اعتبار أن القضية الفلسطينية كانت وما زالت وستظل ليس خلقا لمعدوم ولكنها تأكيد لموجود جسدت معالمها تضحيات ونضالات الشعب الفلسطيني الذي يكاد يمثل حاضرا بارقة الأمل في ليل الانكسار العربي وقوى الممانعة والجدار الصلب الذي يتصدى لجرفات المشروع الصهيوني الاستيطاني.
وهو ما يتطلب حاليا التحلي بروح المسؤولية والتكامل على قدر عال من نقل الوفاق والتوافق إلى التوحد كما أشرنا وإلى أن يكون هناك ما هو أهم من الجامع المشترك السعي نحو إيجاد رؤية وطنية تعيد النظر في واقع المكونات الأساسية للقضية الفلسطينية ونقلها من دائرة الشتات والتزق والتناحر إلى دائرة الانسجام لكي تكون القضية الفلسطينية قادرة ومقتدرة على تجاوز التحديات بكافة أشكالها وأنواعها لا سيما ونقل الحالة السياسية إلى صيغة مثالية على نحو كتلة تاريخية وطنية فلسطينية موحدة تحمي ولا تهدد إلا الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين المحتلة من النهر إلى البحر انطلاقا من حقيقة مفادها أن بقاء القضية الفلسطينية يتوقف على بقاء المقاومة بوصفها أنبل ظاهرة عرفها تاريخ العرب الحديث.
في ظل الهزائم المتلاحقة والانكسارات المتكررة ينبغي حاضرا حشد الطاقات وتضافر الجهود والارتقاء لجهة الشأن الفلسطينية بالتنسيق والمصالحة إلى آفاق اشمل وأوسع مما هو حاصل بالظرف الراهن لتكون وحدة فصائل العمل السياسي تجسيدا حقيقيا لوحدة الإرادة السياسية.
على أساس أن قضية الشعب الفلسطيني لا تتجزأ وكذلك العملية السياسية لا بد أن تكون انسجاما طبيعيا وانعكاسا حقيقيا لتلك القضية غير القابلة للتجزئة وهذا يتطلب قدرا عاليا من الوعي الوطني ويتركز تحديدا على أهمية وضرورة وحدة العمل السياسي الفلسطيني لكي يتم تجاوز حالة المصالحة إلى آفاق تلك الوحدة المنشودة.

قد يعجبك ايضا